النسخة الكاملة

قطر ألبست العرب "عباءة العز".. وأكسبتهم "أكثر من مونديال"

الخميس-2022-12-20 09:52 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - نضال الفراعنة

انتهى المونديال الأول على أرض عربية وقد أرجأت كتابة أي شيء يخص المونديال والاحتضان القطري والعربي الأول له، ففي رأيي فإن النجاح هو "قصة مكتملة" فلا يمكنني امتداح البدايات دون أن أرى أن النهايات قد فاقت البدايات روعة ونجاحا، فلو أن قطر لم تصنع في مونديالها سوى "لقطة العباءة" عند تكريم قائد المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي لكفاها ذلك تاريخيا، فقطر المسكونة بالتحدث عن إنجازها ونجاحها بـ"الرسائل المشفرة" قد وضعت العباءة حرفيا على أكتاف كل العرب، الذين التقطوا الرسالة وفهموا "الذكاء الشديد" فيها، فهي "لقطة القرن" بلا منازع، وقد تبقى بهذا المسمى فعلا لأنه يصعب على أي دولة في العالم أن تكتب "مونديالا مدهشا" في المائة سنة المقبلة كما فعلت قطر.

"صفر أزمات" من حيث الانسيابية في المطارات والموانئ والملاعب التي لم تخلو من "الرسائل المشفرة" في طريقة البناء والتصميم، فهو المونديال الأول منذ عام 1930 الذي لا تجد صحافة العالم ما تكتبه عن "شغب الملاعب"، أو "شغب المدرجات"، فكنا نتابع مباريات المونديال، وكان السؤال الذي يسيطر على الجميع: "متى فعلت قطر كل ذلك.. وكيف استعدت؟".

قطر منذ سنوات عدة وهي أيقونة إقليمية تخطف الأنظار والانتباه، ولم يكن صغر المساحة أو عدد السكان المنخفض عائقا أبدا، فمنذ عام 1995 صعدت قطر إلى طموحها الكبير مؤذنة بولادة كيان إقليمي قوي و"حنون"، إذ لم تترك قطر أي ملف عربي أو إسلامي من دون أن تنثر فوقه ما يعين على تلطيفه أو تسكينه، بل أن قطر قد "حمت ظهر" أكبر قوة عسكرية في العالم وهي تنحسب من أفغانستان بشكل فوضوي، حين وظّفت قطر علاقاتها الدولية المتشابكة في تأمين انسحاب أميركي آمن من دون أن يتعرض ظهر الجيش الأميركي للضرب والغضب من القوى السياسية والدينية في كابل، والذين تجيد قطر "ترويضهم" والتعاطي معهم بشكل مباشر.

إذا جئت لتتحدث عن قطر في السياسة فأنت فعليا ربما لا تعطيها حقها كاملا، وإذا جئت أن تتحدث عن الاقتصاد فهي من الاقتصادات الواقعية التي تحكي قصص نجاح لا يتوقف، وإن جئت لتتحدث عن عروبة قطر فليس بوسعك إلا أن تجمع رسائل قطر العربية والدينية والتراثية في مونديال قطر لتعرف أن ما فعلته قطر أكبر بكثير من أي وصف، ومن دون أن تنسى أن مونديال قطر الذي راهن كثيرون على فشله أصبح "أهم مونديال في التاريخ"، وأن المباراة النهائية للمونديال كانت أعظم مباراة في التاريخ فقد اشتمل اللقاء على "سيناريو مجنون" لم يستطع أكبر العرافين والمراهنين التنبؤ بمَن سيكون البطل.

تستحق قطر قيادة عروبية أصيلة وشعب طيب ومسالم، وأرض "بتتكلم عربي" ألف شكر وألف تحية على "عباءة العز" التي ألبستها للعرب.