جفرا نيوز -
جفرا نيوز - نتقدم بخالص العزاء والمواساة لفقيد الوطن الشهيد بإذن الله تعالى
العقيد الدكتور عبد الرزاق الدلابيح سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته كما نتقدم لأسرة الفقيد وعشيرته عامة وجهاز الأمن العام والوطن بخالص التعزية والمواساة
رحم الله شهداء الوطن والواجب وحفظ الله الأردن وشعبه العظيم وقيادته الهاشمية
إن الوطن بمفهومه الشامل الكبير لا يقتصر على البقعة الجغرافية والأرض المرسومة ، ولا يمكن أن يكون الوطن مجرد مكان للإقامة أو اسم نضعه في وثائقنا الورقية ، وإنما الوطن هو المكان الذي نسكنه ونقيم فيه حضارة ترتقي بها فهو الحضن الدافئ والملاذ الآمن الذي تأوي إليه قلوبنا وأرواحنا، والبيت الكبير الذي يجمع الأهل والأحبة والأصدقاء والجيران وغيرهم من الأحياء والأموات، نحن نولد على ترابه ونترعرع ونكبر في كنفه ونتمنى بأن نموت وندفن في ذرات ترابه الدافئ ، فالوطن هو الرابط الذي يشدنا حيث حللنا وارتحلنا
إن بني البشر من دون وطن ينتمون إليه مثل الطيور بلا أعشاش وأوكار تأوي إليها ، لهذا حب الوطن عند الأوفياء يتدفق من أعماق القلب ويتجسد في تلك الصورة الجميلة التي إطارها الولاء والإنتماء إلى كل ذرة من ذرات ترابه ، ومن غير المنطق حصر الوطن وتقزيم دلالته ليصبح مجرد أرض وأشجار وتراب وغير ذلك من الأمور غير المجردة ، لأنه يبقى أكبر وأكثر من ذلك على اعتباره مجموعة من تلك الأشياء المادية والمعنوية التي لا يمكن فصلها أبدا.
لهذا نحن هنا لنقول بأننا صادقون في حب وطننا ونحبه حبا خالصا وهذا ليس إدعاء للحصول أو الوصول إلى منافع شخصية أو سبيلا لنيل أهداف ومقاصد ، فنحن نحبه من دون رفع تلك الشعارات الجوفاء التي ظاهرها الولاء والحب وباطنها حاجة في نفس يعقوب ، وحبنا له يكون بالانتماء الحقيقي المطلق
، والسعي في العمل على نشر رسالة الأنبياء عليهم السلام في ربوعه ، والعمل يد بيد على إقامة الأمن على ترابه الطاهر من أجل أن نتعايش بسلمٍ في ما بيننا ، مع الحرص على النضال والتضحية في سبيله وسبيل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية بوسائل مشروعة وحضارية ، ونصرة المظلوم ورفض جميع أشكال الظلم ، ونبذ جميع صور العدوان الممارسة من قبل المفسدين الذين يفتحون الثغرات والجبهات الجانبية التي تخدم مصلحة الذين يريدون العبث والسوء والشر في وطننا الحبيب
لا يستغني أي إنسان عاقل عن الوطن ويختلف النّاس في درجة انتمائهم للوطن، وكرامة الوطن مرهونةٌ بعمق هذا الانتماء وكلما كان التنافس في الانتماء للوطن أسمى وأعلى شقّ الوطن خطاه نحو الرُقي والريادة والشموخ
ويتجسّّد حب الوطن في تضحية أبنائه في سبيل الدفاع عنه وصون كرامته ، وعلى هذا يوجد أمثلة عديدة جدًا على الأفراد الذين باسلوا وستشهدوا في الدفاع عن الوطن حماية ممتلكاته وأبنائه
فالولاء والانتماء يكمُن في استيعاب المبادئ التي يقوم عليها الوطن والأمَّة
في حديث جامع رواه البخاري قدَّم رسول الله ~ الأمنَ في الوطن على الصحة في البدن، لتحقيق سعادة الإنسان وراحته، فقال عليه الصلاة والسلام:
"مَنء أَصبح آمناً في سربه..
معافى في بدنه..
عنده قوتُ يومه..
فكأنما حيزَت لهُ الدنيا بحذافيرها"
الأمن يشبه الهواء الذي نتنفَّسه.. لا حياة بدونه..
والأمن في الوطن يشبه الروح في الجسد، لا وجود لنا بدونه..
ولهذا قالت الحكماء في القديم
الصحة في الأبدان .. والأمن في الأوطان
الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات