النسخة الكاملة

مع سخونة المشهد بالضفة.. سياسيون يحذرون وحكومة نتنياهو تعتمد المواجهة وليس المهادنة

الخميس-2022-12-07 11:06 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - تعيش الضفة الغربية موجة من المواجهات مع المحتل الاسرائيلي، وأعداد الشهداء آخذة بالتصاعد، والتوقعات تشير الى أنّ احتمالات اتساع رقعة المواجهات وارتفاع مستواها ورادة بلا شك . وبحسب المحللين فإن التقييمات الإسرائيلية للمرحلة المقبلة تمر في مرحلة اضطراب بسبب دخول عامل جديد على المعادلة وهو الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي تعد الأكثر تطرفا في تاريخ الدولة الصهيونية.

الأردن ينظر الى هذا المشهد بقلق شديد من أن تتجه البوصلة الى خيارات التصعيد وان يصبح هذا المشهد بعناصره الخطرة حالة دائمة تهدد استقرار أهل الضفة وتنعكس بارتداداتها على جميع الجهود التي بذلت في سبيل فتح قنوات التفاوض التي تعيش حاليا حالة من الجمود.

ومن الجدير بالذكر أنّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وعد  حديثا في خطاب له « بمواصلة معارضة الاستيطان الإسرائيلي أو ضم الأراضي في الضفة الغربية المحتلة، لكنه أكد أنه سيحكم على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المقبلة بحسب أعمالها، وسيواصل أيضاً معارضة لا لبس فيها لأي أعمال تقوض آفاق حل الدولتين بما يشمل، على سبيل المثال لا الحصر، توسيع المستوطنات أو خطوات في تجاه ضم أراض في الضفة الغربية أو تغيير في الوضع التاريخي القائم للمواقع المقدسة وعمليات الهدم والإخلاء والتحريض على العنف».

 وقال عضو مجلس الاعيان د. محمد المومني إنه « ما دام هنالك غياب لأفق السلام والأمن سيكون هنالك استمرار للعنف سيخبو تارة ويرتفع تارة أخرى، ولا بد من عملية سياسية تضع الأمور في نصابها وتمنح الحقوق لمستحقيها، والأردن دائما ملتزم بصوت العقل والحكمة ويدفع باتجاه حل الدولتين والأمن والسلم لأهلنا في الضفة الغربية».

وأشار رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، د. خالد شنيكات إلى أن المشهد في الضفة الغربية يمكن وصفه بالساخن، وهنالك مواجهات مستمرة وممارسة المزيد من الضغوطات من قبل الاسرائيليين سيزيد من احتمالية التوتر ووصولها الى حد الانتفاضة، ومن المهم القول إن هنالك مجموعة من المؤثرات التي ادت الى هذه النتيجة، ابرزها تشكيل بنيامين نتنياهو الحكومة اليمينية المتطرفة التي تضم في توليفتها الوزارية إما عُتّاة المستوطنين وإما غلاة المتشددين المناصرين للاستيطان والتي تسعى الى سياسة زيادة اشعال الأراضي الفلسطينية المحتلة ظنا منهم ان هذا الاسلوب قد يجبر الفلسطينيين على الاستسلام.

وتوقع شنيكات ان تشدد اسرائيل الحواجز في الفترات القادمة على أهل الضفة الغربية بشكل اكبر، وان يتم انتهاج اسلوب المواجهة وليس المهادنة، لا سيما أنه على رأس وزارة الامن الداخلي إيتمار بن غفير المعروف بتطرفه والمشهود له بسعيه نحو المزيد من الاستفزاز.

وأكد شنيكات أنّ موقف الأردن واضح وثابت وهنالك تأكيدات دوما على أهمية الحل السياسي وان غياب هذا الحل خطير جدا، فالأردن دوما يشدد على أن الطريقه الوحيدة هي حلّ الدولتين الذي يُجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967.

وختم بالقول «هذه السياسيات العنصرية التي يمارسها الاحتلال سيكون ثمنها باهظا، وفي حال توسعت المواجهة سيكون هنالك دور للدول الكبرى من أجل وضع حد لهذا التوتر وصولا الى التهدئة».

ومن المهم الاشارة الى أن الفلسطينيين يحيون في الثامن من كانون الأول من كل عام ذكرى اندلاع أوسع انتفاضة شعبية ضد الاحتلال عام 1987، وجاءت الانتفاضة بعد نحو 4 عقود من احتلال القسم الأول من فلسطين في النكبة عام 1948، وعقب نحو عقدين على احتلال ما تبقى من البلاد عام 1967.
  أوراق ضغط 

ووصف الخبير الاستراتيجي د. بشير الدعجة المشهد الفلسطيني بالمؤسف وتقشعر له الأبدان، ويجب التحرك عربيا من أجل الضغط في سبيل التهدئة، والأردن موقفه واضح ورافض لما يجري دون شك، وجهود جلالة الملك عبد الله الثاني مساندة دوما لتحقيق الحل العادل والشامل للأشقاء الفلسطينيين.

وبين الدعجة ان هذا الاستفراد الذي تمارسه حكومة الاحتلال هو امر متوقع من قبل هذه الحكومة المتطرفة التي ترى ان الاستفزاز والاعتقال وتوسعة الاستيطان واجتياح المقدسات من أهم المشاريع بالنسبة لها، ويجب الاشارة الى ان الأردن يمتلك قنوات دبلوماسية قوية ومتينة تربطه مع الولايات المتحدة وكذلك مع الأوروبيين، وهذه العلاقات من شأنها ان تشكل اوراق ضغط فعالة لوضع حد لما يجري.

وشدد الدعجة على ضرورة توحيد الموقف العربي واتخاذ خطوات حازمة رادعة لهذا التمادي، وبالنسبة للأردن فالقضية الفلسطينية على سلم اولوياتنا ويهمنا ما يجري على اراضي فلسطين، واي خطوات نحو التأزيم من قبل المحتل الاسرائيلي ستؤثر بالطبع على امن واستقرار المنطقة . 

الدستور - ماجدة أبو طير 
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير