مستقبل اليونان في مأمن
الخميس-2012-07-05 12:20 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز -
اسدل الستار على كأس الأمم الأوروبية 2012 UEFA ونجح المنتخب الأسباني ببراعة في الاحتفاظ بلقبها القاري ليؤكد مركزه الريادي. لكن لا فوريا روخا ليس المنتخب الوحيد الذي حقق بطولة جيدة، ذلك لأن مشوار المنتخب اليوناني كان إحدى المفاجآت الإيجابية في البطولة.
فبفضل بلوغه الدور ربع النهائي، إرتقى المنتخب اليوناني ثلاثة مراكز في تصنيف FIFA/Coca-Cola حيث تقدم إلى المركز الثاني عشر.
لكن البطولة القارية لم تنطلق بشكل جيد بالنسبة إلى المنتخب اليوناني. فبعد تعادله في المباراة الإفتتاحية ضد بولندا الدولة المضيفة 1-1، خسر أمام الجمهورية التشيكية 1-2 وكان يواجه خطر الخروج مبكرا. لكن فوزه المفاجىء على روسيا 1-0 في مباراته الأخيرة، على الرغم من ان الأخيرة دخلت المباراة مرشحة للفوز، سمح له ببلوغ الدور التالي.
سانتوس بعد ريهاجل
بيد ان الحاجز الألماني كان عصيا على اليونانيين الذين حزموا حقائبهم إثر خسارتهم 2-4. وقال مدرب اليونان البرتغالي فرناندو سانتوس قبل تلك المباراة، "لسنا الأفضل، لكن الفريق الذي يواجهنا يدرك تماما بانه يتعين عليه بذل جهود كبيرة وان يتصبب عرقا لكي يتخطانا"، مشيرا إلى عامل أساسي يشكل نقطة القوة في مجموعته ذلك لأن فريقه يلعب بشغف ويبذل قصارى جهده..
وقال لاعب المنتخب ديميتريوس سالبينجيديس بعد خروج فريقه من البطولة "لقد استمتعنا بكل لحظة وبكل مباراة كافحنا خلالها. قمنا بما نستطيع ونودع البطولة مرفوعي الرأس".
يتعين علي لاعبي المنتخب أن يحافظوا على رؤوسهم مرفوعة لأن الانطباع إيجابي بالنسبة إليهم منذ عام 2010 والأمر لا يتعلق فقط بالتصنيف العالمي. فخلال نهائيات كأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا 2010 FIFA التي كانت المشاركة الثانية للمنتخب اليوناني في العرس الكروي بعد نسخة 1994، خرج المنتخب الإغريقي بقيادة مدربه الألماني أوتو ريهاجل من الدور الأول. ثم استبدل الألماني بسانتوس.
التغييرات مستمرة
ويبدو ان القرار كان صائبا، فبإشراف المدرب البرتغالي، حافظ المنتخب اليوناني على سجله خاليا من الهزائم في ما لا يقل لا عن 17 مباراة متتالية بين أغسطس/آب 2010 ونوفمبر/تشرين الثاني 2011. وكوفىء اللاعبون والمدرب من خلال انتزاع بطاقة التأهل إلى البطولة القارية وهي المشاركة الرابعة لهم في النسخات الخمس الأخيرة في البطولات الكبرى. ويتضمن سجل سانتوس حاليا 12 فوزا، 10 تعادلات وثلاث هزائم فقط في 25 مباراة. ويقول المدرب "يتعين علينا ان نعطي الشبان الموهوبين فرصتهم وهؤلاء سيشكلون إلى جانب المخضرمين فريقا صلبا".
وانتزعت اليونان بطاقة التأهل الى كأس الأمم الأوروبية 2012 UEFA بإحتلالها المركز الأول في مجموعتها. حافظت اليونان على سجلها خاليا من الهزائم في 10 مباريات (7 انتصارات و3 تعادلات) وتقدمت على كرواتيا. أما النقطة السوداء الوحيدة في سجلها فتمكن في العقم الهجومي لديها. لم يتمكن اليونانيون من هز الشباك سوى 14 مرة خلال التصفيات وهو أدنى عدد من الأهداف بين سائر المنتخبات التي شاركت في النهائيات القارية. لكن في المقابل لم يدخل مرماها سوى خمسة أهداف.
على الرغم من المشوار المشجع في كأس أوروبا، فان التغييرات مستمرة في صفوف اليونان. فقد وضع كل من نيكوس ليبيروبولوس والحارس كوستاس شالكياس حدا لمسيرتهما الدولية.
المواهب الشابة
وصرح ليبوروبولوس الذي اعتزل نهائيا بعد المباراة ضد ألمانيا "في نهاية المباراة، كنت أملك الرغبة في البكاء، لم أكن اريد مغادرة الملعب". أما بالنسبة إلى شالكياس فان الوداع كان مؤثرا وقال "لقد عشت أحدى أفضل اللحظات في مسيرتي".
أما بالنسبة الى مخضرمين آخرين في الفريق أمثال كوستاس كاتسورانيس، ثيوفانيس جيكاس وجورجيوس كاراجونيس اللاعب الأكثر تمثيلا لمنتخب بلاده (120 مباراة دولية) والذي غاب عن الدور ربع النهائي لوقفه فان ساعة القرار اقتربت ويقول كاتسورانيس "أبلغ الثالثة والثلاثين من عمري ويتعين علي التفكير في ما اذا كنت أريد الإستمرار من عدمه". وأضاف "لكن كأس العالم في البرازيل عام 2014 تجذبني".
على الرغم من تأكيد البعض اعتزاله بإنتظار إحتمال ان يحذو حذوه آخرون، فان مستقبل اليونان يبدو مؤمنا خلافا لما كانت عليه الحال قبل سنوات عدة. فقد نجح لاعبون أمثال كيرياكوس بابادوبولوس (20 عاما)، سقراطيس باباستاثابولوس (24 عاما) أو قسطنطتينوس فروتونيس (19 عاما) في حمل المشعل بجدارة. هؤلاء لا يزالون في مستهل مسيرتهم الإحترافية أكان في أنديتهم أو في منتخبهم الوطني. ويقول سقراطيس "هذا الفريق مستقبله جيد، انه أمر أكيد".
البرازيل تلوح في الأفق
ويبدو المخضرم جورجيوس ساماراس (27 عاما) متفائلا بدوره حول مستقبل منتخب اليونان ويقول في هذا الصدد "انا واثق بان لاعبين آخرين سيدعمون صفوف المنتخب. إعتبارا من سبتمبر/أيلول، ستكون أنظارنا مصوبة نحو البرازيل واعتقد بان جميع أفراد المنتخب لكن أيضا الشعب اليوناني بأسره يأملون في ان نتأهل إلى الأدوار النهائية".
ستكون منتخبات سلوفاكيا، البوسنة والهرسك، ليتوانيا، لاتفيا وليشتنشتاين منافسة لليونان في التصفيات التي ستبدأ بعد بضعة أسابيع. اذا اعتمدنا على تصينف FIFA/Coca-Cola، يمكن اعتبار المنتخب اليوناني مرشحا فوق العادة. وقال سانتوس بعد عملية سحب قرعة الأدوار التمهيدية "عندما نرى المنتخبات في المجموعات الأخرى، يجب الإعتراف بان القرعة كانت عادلة معنا".
وبالتالي سيخوض المنتخب اليوناني التصفيات المقبلة المؤدية الى البرازيل 2014 بثقة عالية. يجب فقط النظر الى سجله في الأشهر الأخيرة لمعرفة قدرته على تخطي الصعاب، ولم يتبق له سوى حاجز واحد قبل التأهل إلى البرازيل 2014.

