جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - هاشم أمين عربيات
في عام 2018 كتب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مقال بعنوان منصات
"التواصل ام التناحر الاجتماعي"
كانت مقالة مليئة بكل تفاصيل ما يحدث اليوم عبر منصات التواصل الاجتماعي المتنوعة وزاد حجم أثرها وتأثيرها في الآونة الأخيرة في صناعة مايسمى مشاهير أو مؤثرين وصناع محتوى وهنا تأزم الأمر ، صفة مؤثر أو صناع محتوى هي للأشخاص الذين يقدمون مادة وعلوم ومحتوى ثقافي أو ديني أو رياضي أو اجتماعي أو أي تخصص من تخصصات الحياة ضمن مجال دراسته أو عمله أو خبرته .
اليوم عندما نسمع مؤثر أو صانع محتوى أنصدم بالمحتوى الفارغ الذي يقدمه الغالبية العظمى عبر منصات التواصل ، تماما عندما نتحدث أن فلان دكتور او مهندس وهو تخصص تاريخ اي لاعلاقة له بالمسمى الوظيفي أو العلمي , كذالك مسميات مؤثرين وصناع محتوى التي لا علاقة لهم فيها فقط مجرد استعراض وتسويق وحديث ومحتوى لايسمن ولا يغني من جوع .
المشكلة الحقيقية في هذا الشأن هو غياب التواصل أو عدم تعزيز ما يطلق عليهم مؤثرين وصناع محتوى وتطوير مهاراتهم ليكونوا قادرين أو مؤثرين بالاتجاه الإيجابي وطنياً واجتماعياً لبناء ثقافة وتنمية المجتمع وعقول الجماهير ، واليوم لا يمكننا إنكارها أو تهميشهم ولا يمكننا فرض موقفنا وأفكارنا على الجماهير التي تتابعهم وكل انسان له حرية في ما يحبه أو يؤمن به ، لا يمكننا أن نفرض عليه وجهات نظرنا ولكن إذا وجدنا آلية عمل تشاركية تقرب وجهات النظر والاراء وتعزز المحتوى الذي يعتبر مؤثرا أو مقنع لفئة معينة ورفده وتطويره بإيجابية تخدم الوطن وتخدم صانع المحتوى نكون قد وصلنا الى بداية هادفة لا هادمة.
قبل أن يصرح أنه سيتم فرض ضريبة على المشاهير والمؤثرين علينا أن نعمل مظلة مؤسسية ينضم إليها الجميع ومنها نطلق برامج وتدريبات تكسبهم مهارات التواصل وتعززهم بما يخدمهم ويخدم مجتمعهم وكل شخص بالاتجاه الذي يقدمه .
اليوم تجسدت كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بكل معانيها فأصبحنا في هذه المنصات تناحر وأثر هذا التناحر انعكس بشكل كبير في المجتمع ، اليوم كل الردود سلبية كل الاخبار عاطفية كل القرارات والعناوين أصبحت لدينا عدم ثقة تامة في تطبيقها ، كل الأحداث لدينا تصبح بيئة خصبة للتناحر بين مؤيد ومعارض واليوم وصلنا إلى مرحلة جدا وجدا خطيرة قد تدفعنا إلى كل أمر لاتحمد عواقبه .
علينا تنظيم الشعبوية التي هي الآن أصبحت بديل للديمقراطية كما كتب جلالة الملك
" لكن الأهم، هو مسؤوليتنا كأفراد ومجتمعات بأن لا نرتضي لأنفسنا أن نكون متلقين فقط، بل أن نفكر فيما نقرأ وما نصدق، ونتمعَّن فيما نشارك مع الآخرين. لا بد من تحكيم المنطق والعقل في تقييم الأخبار والمعلومات"