النسخة الكاملة

حفلات غنائية بأسعار خيالية .. والرقابة عليها في مهب الريح

الخميس-2022-08-31 11:53 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز -  طفا على السطح مؤخرا إقامة حفلات غنائية بأسعار تذاكر خيالية، فيقوم محبو الفنان القادم بحجز التذاكر والدفع الكترونيا.

وبعد استنفاد التذاكر يصطدم حاجزو الحفلات عند ذهابهم الى مكان الحفل بعدم وجود أي حفل لهذا المطرب أو ذاك فيصبح كالظمآن يرى السراب ماء.

وكان الفنان العراقي سيف نبيل، أعلن عن إلغاء حفله في عمّان بسبب تجاوزات من المتعهد.

وقال نبيل، في مقطع مصور بث على صفحته فيسبوك: «أعتذر جدا على عدم إحياء الحفل بسبب إخلال المتعهد بالشروط».

وأضاف: لغاية اللحظة أنا جاهز للحفل منذ الأمس، حيث أبواب المسرح لم تفتح حتى أقوم بالبروفة، ولا يوجد صوت.

وتم بيع آلاف التذاكر للحفل الذي كان يعتزم اقامته في عمان.

ففي وادي رم، جرت فعالية سياحية ذهب إليها مواطنون ومغتربون ومقيمون ولكنهم تفاجأوا بعدم وجود مواصلات ومأوى وغداء وعشاء فتركوا في الصحراء لولا تدخل الجهات الحكومية المعنية، وقال عمر جهاد شاهد عيان في تصريحات صحفية: إنه مغترب أردني أتى إلى المملكة بهدف السياحة، وحجز تذكرة حفل في وادي رم، والقصة بدأت عن نقطة التجمع للانطلاق في الحافلات التي حُددت عند 12 ظهرا، ليتفاجأوا أن عدد الحافلات لا يستوعب أعداد المشاركين في الحفل.

وأشار إلى أنه لم يتم توضيح ما حصل من قِبل المنظمين، حيث جلسوا على جوانب الطرقات لعدم توفر الحافلات التي كان من المقرر أن تقلهم إلى مكان الحفل.

وتابع: «كان هناك سوء تعامل وتعرضنا للشتائم على الهاتف عند الاتصال مع المنظمين، وتم إغلاق الهاتف عند طلب استعادة ثمن التذاكر».

وبحسب جهاد، تم إحضار حافلة لهم عند الثالثة، ووصلوا إلى مكان الحفل في وادي رم عند الثامنة، ليتفاجأوا عند وصولهم لمكان الحفل أنه لم يكن هناك تنظيم وفق ما هو متفق عليه.

وأكد مفوض السياحة والبيئة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور نضال المجالي الى ، أنه تم التعميم على منظمي فعالية «البالونات المضاءة» في وادي رم، للمثول أمام القضاء.

وأشار إلى أن إحدى شركات تنظيم الفعاليات المحلية قد حصلت على موافقة بشكل رسمي لاستخدام أرض مفتوحة بالقرب من مضمار الهجن في منطقة الديسة؛ لإقامة فعالية بالونات مضاءة قد غادر فيها منظمو الحفل في الساعة الأخيرة من الحفل.

وأضاف أنه تبين أن عددا كبيرا من الزوار قد قام بشراء تذكرة الحفل شاملا الإقامة والعشاء دون التزام الشركة منظمة الحفل بتنظيم ذلك حقيقة، ما سبّب إرباكا تطلب جهد الجهات الأمنية المختصة لتأمين غالبية الحضور كونهم أصبحوا وسط الصحراء ولعدم توفر حجوزات في المخيمات القريبة.

ووجه المجالي كل متضرر إلى تقديم شكوى رسمية تضمن استرداد حقوقه؛ حفاظا على سمعة السياحة وسلامة الزوار، مشددا على ضرورة وعي الزائر الذي يشارك بمثل هذه الفعاليات والنشاطات السياحية حماية له من عدم الإيفاء بما تم الاتفاق عليه.

والتساؤلات المطروحة بكثرة هي أين الأجهزة المختصة؟ وما دور نقابة الفنانين؟، ومن هم المنظمون؟ وأين التراخيص؟ وهل المسؤولية تقع على عاتق وزارة الثقافة أم هيئة تنظيم السياحة؟، وما ذنب الذين يدفعون ثمن التذاكر ثم تذهب أموالهم في جيب المنظمين للحفلات؟.

وللإجابة عن هذه التساؤلات، قال الأمين العام لوزارة الثقافة الدكتور هزاع البراري الى $: إن وزارة الثقافة لا علاقة لها بهذه الحفلات ولا بترخيصها او الإشراف عليها فهي من اختصاص وزارة السياحة والآثار.

وقال الناطق الاعلامي لوزارة السياحة والآثار أحمد الرفاعي: إن حفل الفنان العراقي الذي أُثير الجدل حوله مؤخراً لم يكن لوزارة السياحة أي علاقة في تنظيمه، ولم تتقدم الشركة المنظمة لأخذ التصاريح والموافقات اللازمة من الوزارة، مشيراً إلى أنه ليس من الضرورة أن يتم تقديم طلب التصاريح من وزارة السياحة فقط، بل هناك عدة جهات مسؤولة عن الحفلات الفنية التي تُقام في المملكة.

ووفق الرفاعي فإن النصيب الأكبر من الحفلات الفنية التي يتم إقامتها في داخل المنشآت السياحية والفنادق يتم إقامتها بالتنسيق مع وزارة السياحة، كونها تقع ضمن اختصاص الوزارة تحديداً، ووفق النظام القانوني للوزارة والتعليمات المسجلة لديها، وبالتالي، تؤكد وزارة السياحة على التزامها الكامل بإدارة وتصريح كافة الحفلات الفنية فيها.

كما أكد الرفاعي أن وزارة السياحة حريصة كل الحرص على أن تكون على تواصل ومتابعة مكثفة لمختلف الفعاليات الفنية التي تمنحها تصريحا لإقامة أي فعالية فنية، والوقوف على كافة التفاصيل والتأكد من سلاسة التنظيم وقانونيته، والمتابعة من الجهات المنظمة حتى آخر لحظات الحفل، لتجنب حدوث أي مخالفات على مختلف الجوانب.

ومن جهته، قال نقيب الفنانين الاردنيين محمد يوسف العبادي الى : إن دور النقابة استصدار تصريح ممارسة أي مهـنة من المهـن المشمولة بقانون نقابة الفنانين، واما بقية الموافقات الدخول والخروج والاقامة ومكان الحفل، فهـي رسمية وامنية.

وأضاف: إن قضية الاحتيالات والضحايا معني بهـا القانون الاردني، فالأردن دولة مؤسسات وقانون وعلى المتضرر اللجوء للقضاء، مجددا التأكيد أن دورنا يقتصر على السماح باداء المهـنة، وما حصل مع الفنان سيف نبيل خلاف مع متعهـد الحفل.

واوضح أن الفنان العراقي سيف نبيل أخذ تصريحا للغناء من النقابة، ومشكلته كانت مع المتعهـدين.

وحتى كتابة هذا التقرير، يستمر التساؤل من المسؤول عن مراقبة الجهات المسؤولة عن تنظيم الحفلات التي لا تحصل على أرض الواقع بعد شراء التذاكر وكأنها عملية احتيال من نوع جديد وبلباس فني بحت، ومن يعوض المتضررين؟.


الرأي - عثمان الخوالدة