النسخة الكاملة

معركة الطفل تتجدد بسجالات وجدل عاصف بمختلف الساحات...والحسم سيكون تحت قبة العبدلي قريبا

الخميس-2022-08-28 10:09 am
جفرا نيوز -


جفرا نيوز  - رغم ان ملف قانون حقوق الطفل الجديد الذي أثار زوبعة غير مسبوقة من النقاش قوامها اتهام الحكومة بالسعي إلى استهداف الهوية الإسلامية والعروبية للشعب الأردني وفقا لنمط من الاتهامات يستخدمه بكثافة التيار الإسلامي في طريقه للنضوج.

وثار نقاش عاصف في الأردن طوال الأسابيع الماضية بسبب نسخة تشريعية من قانون جديد لحقوق الطفل  
وشكك قطب البرلمان صالح العرموطي علنا بخلفية ودوافع مثل تلك الاقتراحات القانونية، فيما شكل التيار الإسلامي لجنة لتقديم مرافعات مضادة لهذا التعديل على أساس أنه استشراقي الهوى ويؤسس لخطف الأطفال من عائلاتهم ويعمل على تغريب المجتمع.

ومن المرجح حسب مصادر برلمانية ان الحكومة بدأت تفكر بمراجعة موقفها من قانون حقوق الطفل وتحديد ما إذا كانت تريد المضي قدما بتبني مشروع القانون الجديد خلال دورة استثنائية مثيرة إلى حد كبير يعقدها البرلمان ومجلس النواب حاليا ويفترض ان تنتهي قبل نهاية شهر أيلول/سبتمبر المقبل.

وقالت الناشطة السياسية البارزة رولا الحروب في ورشة عمل حضرتها «القدس العربي» بأن «القوى الظلامية» تضلل الرأي العام بخصوص قانون الطفل الجديد مؤكدة بأن النصوص المقترحة مقصرة وقاصرة أساسا عن تلبية الاحتياجات المطلوبة لسلامة الطفولة ومشيرة لأن الحكومة تستدرك متأخرة في هذا السياق.

وفي مواجهة الجدل الترتيب الذي بات بعض النواب يطرحه خلف الستارة على الحكومة هو إما سحب مشروع القانون المتعلق بحقوق الطفل بعد تحوله إلى مادة تجاذبية جدا في المجتمع، أو اللجوء لحالة تهدئة تشريعية تميت النقاشات وتؤجل الاستحقاق التشريعي. ويتهم خصوم التشريع النصوص بالتحريض على تمسك الأردنيين بعاداتهم وتقاليدهم في تأسيس العائلات وقيمهم الاجتماعية.

وفي حال صعوبة اتخاذ الحكومة لقرار بسحب المشروع يقترح بعض النواب العمل ببطء على مناقشة مواد المشروع بمعنى تجميده قليلا في العملية التشريعية وعدم منحه صفة الاستعجال وإطالة أمد عملية التشريع التي تخصه إلى ان تهدأ ردود الفعل العاصفة بالسياق.

وكان حزب جبهة العمل الإسلامي تحديدا قد هاجم بقسوة مشروع القانون الجديد لا بل هاجمه منظرون سلفيون كبار في التيار الإسلامي بكل تلاوينه ومن بينهم الدكتور إياد قنيبي وهاجم مشروع القانون الأمين العام لحزب جبهة العمل الشيخ مراد العضايلة الذي ظهر على شاشة «الجزيرة» وقبل ذلك أصدر بيانا حذر فيه من ان مشروع القانون الجديد مقدمة لعلمنة الأسرة الأردنية ولإبعاد أطفال الأردنيين عن هويتهم الإسلامية والعربية.

وكانت تصريحات منقولة مثيرة قد نقلت عن العضايلة الإشارة إلى ان الشعب الأردني كفيل بانتزاع روح من يحاول انتزاع هويته الإسلامية والعربية مع ان الذين يحاججون من رموز التيار المدني والمنظمات الحقوقية لصالح قانون حقوق الطفل الجديد ينفون هذه الاتهامات والمبالغات عن نصوص القانون.

الجدل كبير ويزحف ويتسع بين صفوف الأردنيين بسبب قانون حقوق الطفل والصوت المرتفع كما يرى مراقبون وأعضاء في البرلمان ولا يزال ميكروفون الاعتراض مع الحركة الإسلامية التي تتوعد هذا المشروع التشريعي وتعلن حربا إعلامية وسياسية وبرلمانية شرسة وصلبة عليه لكنها حرب تستقطب وجهات النظر التقليدية جدا والمحافظة في المجتمع الأردني أيضا.
وفيما تنشر يوميا فيديوهات وملصقات إلكترونية تحذر من انتزاع الطفل الأردني من والديه ومن ما تسميه نصوص القانون بخصوصية الطفل على منصات التواصل وحقوقه في الخصوصية بممارسة الاتصال بموجب نص قانوني، فإن الحكومة يبدو ان خططها بالخصوص ارتبكت خلافا لان السقف الزمني للدورة الاستثنائية للبرلمان أصلا مرتبك أيضا. وعدا ذلك بدا المطبخ البرلماني في الحكومة بتحفيز من بعض أعضاء البرلمان بالتعامل مع نصائح تفيد بالتراجع عن هذا القانون بسبب ألغام النقاشات التي يفجرها ويفخخها في أوساط وأوصال المجتمع وبسبب وجود أغلبية برلمانية تقف مع الإسلاميين ضد مشروع القانون الجديد.

ومع قناعة مراكز في القرار داخل الحكومة وخارجها بان القانون الأهم الذي يفترض ان تمرره الدورة الصيفية الطارئة للبرلمان وهو المشروع القانوني المنتظر وذلك المختص بالبيئة الاستثمارية بمعنى ان الحكومة تستطيع اللجوء إلى خصومات وإرجاء النقاشات في بعض مشاريع القوانين المثيرة للغط والجدل. وعلى رأسها بطبيعة الحال القانون الجديد لحقوق الطفل. وقد يتمكن النواب في التيار المحافظ من اقناع الحكومة وارشادها بمعنى توقيع مذكرة جماعية تضم عشرات النواب لصالح إرجاء قانون حقوق الطفل ما لم تقرر الحكومة سحب مشروعها أو اللجوء إلى الإبطاء في عملية التشريع.

وهي معركة إذا ما حسمت بهذا الشكل يكون التيار الإسلامي قد حسمها لصالح خطابه وأدواته ونصوصه بالرغم من ان كتلته تحت قبة البرلمان لا تزيد عن سبعة أعضاء في مجلس النواب من أصل 130 عضوا.