النسخة الكاملة

بتوقيت غزة

الخميس-2022-08-08 02:17 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - جهاد المنسي

«إن سألوك عن غزّة قل لهم: بها شهيد، يسعفه شهيد، ويصوره شهيد، ويودعه شهيد، ويصلي عليه شهيد»، إن سألوك قل لهم إن ساعة التوقيت العالمي توقفت عند زمان غزة، وإن الأمم المتحدة والعالم الغربي المفصوم الذي انتقض عندما شاهد لاجئا أوكرانيا، يصمت ولا يريد مشاهدة صورة الطفلة آلاء قدوم وهي تقصف بصاروح صهيوني عبثي اخترق جسدها الغض.
إن سألوك، قل لهم إن العالم يصمت ويتضامن مع القاتل الصهيوني ويبرر له حق الدفاع عن النفس، وإن هناك في الأمم المتحدة الذي ذرف الدمع سخيا أمام رؤية الجنس الأبيض لاجئا يمنح الكيان الصهيوني الحق في القتل والتدمير وسلب أرواح الأطفال والنساء.

إن سألوك، قل لهم إن واشنطن التي أشبعتنا تصريحات في نقد موسكو وترفض حقها في الدفاع عن نفسها في ظل التمدد الأطلسي نحو حدودها هي نفسها التي بررت لتل أبيب حق الدفاع عن النفس، ومنحتها ضوءا أخضر في قتل الناس والشعب الأعزل، وتدمير بنية تحتية متصدعة أصلا، والمفارقة أن الروس خلال مدة الحرب على أوكرانيا الممتدة لأشهر لم تقتل من المدنيين الأوكران نفس العدد الذي قتله الكيان الصهيوني من الشعب الفلسطيني خلال 3 أيام الحرب المتواصلة على غزة.
إن سألوك عن غزة، وعن الصمت العربي والغربي والإسلامي والاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار، قل لهم إن دول حلف الأطلسي التي فرضت عقوبات على الاتحاد الروسي بسبب حرب أوكرانيا، هي نفسها التي تؤيد الكيان الصهيوني وتمارس نفاقها السياسي غير المحدود عندما يتعلق الأمر بالحرب على غزة!!!، وقل لهم ان العرب وجامعتهم يواصلون سباتهم المميت، وان دول التطبيع العربي ما زالت تضع رأسها في الرمل ولا تريد رؤية ومشاهدة حملات القتل المجانية ضد شعب أعزل.
إن سألوك عن غزة، قل لهم إن هناك 2 مليون مشروع شهيد وأسير وجريح، وإن في غزة الطفل يكتب وصيته عند الولادة وإن صرخة وامعتصماه حذفوها من كتب التاريخ لأنهم رؤوا بأم العين عربا يتنزهون على شواطئ حيفا المحتلة، وشاهدوا صهاينة يتنزهون على شواطئ عواصم العرب.

إن سألوك عن غزة، قل لهم إن ساعة الوقت توقفت، وإن حصار العرب والغرب لن ينفع في إزاحة إصرار شعبها على التحرر من نير احتلال طال أمده، وظهر هدفه، وتوسع فتكه، والعالم تركه.

إن سألوك فقل لهم كما قال الشاعر يا تلاميذ غزة علّمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا.علمونا بأن نكون رجالا فلدينا الرجال صاروا عجينا.. علمونا كيف الحجارة تغدو بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا.. كيف تغدو دراجة الطفل لغما، وشريط الحرير يغدو كمينا.. كيف مصاصة الحليب، إذا ما اعتقلوها تحولت سكينا.

يا تلاميذ غزة لا تبالوا.. بإذاعاتنا ولا تسمعونا.. اضربوا اضربوا بكل قواكم… واحزموا أمركم ولا تسألونا.
لك الله يا غزة.. فـ»كم كنت وحدك يا ابن أمي كم كنت وحدك»، ولكم الله يا أطفال غزة، فالعرب صموا آذانهم، والعالم المتحضر الذي انتفض لأوكرانيا ها هو يساند الفاشي الجديد ويبرر جرائمه، لكم الله أيها الشيوخ في غزة فليس لكم سواه وليس لكم غير صبركم وصمودكم.

نعم.. إن سألوك عن غزة قل لهم إن دماء أطفال غزة رخيصة عندهم، ولكنها ثمينة في طريق التحرير، وإن الصواريخ التي تقصف ما هي إلا ألعاب نارية بنظر الأمم المتحدة والغرب وبعض العرب والمسلمين، وإن وقت الزمن العالمي توقف ولم يعد يرى إلا ما يريد ولا يسمع إلا ما يملى عليه، ولا ينتفض إلا لجنسه الأبيض.
إن سألوك قل لهم إن الشهيد يسقط لينهض شهيد، وإن القائد يغتال ليلد عشرات القادة، وإن ساعة الزمن ستدور وإن طال الزمن لأن المقاومة وحدها هي طريق التحرير وكل دروس التطبيع ساقطة لا تقف في وجه سيرورة الزمن ومد الجغرافيا وحقيقة التاريخ.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير