النسخة الكاملة

الاحزاب تعمل بلا فيتو بارادة ملكية وبكافة المرافق.. و مطلعون التدرج اسلم حتى لايخطف الميكروفون في الشارع

الخميس-2022-07-31 12:18 pm
جفرا نيوز -
جفرا  نيوز 
الانطباع كبير ويزيد وسط أروقة الدولة ا بان خطة الانتقال نحو نمطية جديدة لإنتاج النخب والرموز والآليات والأدوات عبر رافعة أحزاب سياسية مستجدة تماما تمضي قدما وبخطوات راسخة وبدعم ملموس وواضح خلف الستارة وأمامها من القيادة العليا في البلاد ومن مركز القرار.

مؤخرا صرح الملك عبد الله الثاني علنا بانه لن يقبل من أي جهة رسمية أو أي أجهزة التدخل في العمل الحزبي. وخلال لقاء مع قادة وأركان الجامعات والأسرة الأكاديمية تم التأكيد على نفس المضامين، وقبل ذلك يفترض ان يتم تدشين خطة خاصة للتثقيف الحزبي وانتقال البلاد إلى مستوى تيارات برلمانية حزبية برامجية بصورة قد تنتهي بتشكيل حكومة حزبية في المستقبل.

ويساعد في ذلك حصول توافق بين جميع أجهزة ومؤسسات الدولة خلال حوارات عصف ذهني مكثفة على مدار أشهر كما قال أكثر من مرة رئيس لجنة تحديث المنظومة سمير الرفاعي خلافا لوجود إرادة سياسية يقول الجميع انها جادة وتشكل الخيار الوحيد أو الإستراتيجية اليتيمة الآن.وينقل مسؤولون ونشطاء عن شخصيات رفيعة المستوى في الدولة الأردنية بان دعم مسيرة الأحزاب وفكرة تجديد دماء الدولة والنخب بعيدا عن الصالونات السياسية تحظى بغطاء سياسي غير مسبوق، لا بل ينظر لها باعتبارها الخيار الوحيد المتاح الآن من أجل التخطيط للمستقبل.

ومن المرجح حسب مصادر مطلعة للغاية أن عدة اعتبارات دخلت في سياق تطوير هذه النظرة على مستوى مركز القرار وقد يكون أهمها الإدراك بان الحاجة ملحة لمواجهة ظاهرة عزوف الأردنيين عموما عن المشاركة السياسية والانتخابات والتخلص من تبعات الاضطرار إلى التدخل في هندسة الانتخابات بين الحين والآخر خلافا إلى انتقال المواجهة مع التيار الأعرض في البلاد وهو الحركة الإسلامية والإخوان المسلمين إلى خطط تنفيذية في الساحة بدلا من البقاء في حالة صدام أو كر وفر.

ولعل المسألة الأهم التي بقيت في ذهن الجميع مؤخرا هي تلك الصدمة التي نتجت عن ما سمي بالفتنة قبل أكثر من عام وثلاثة أشهر، حيث زاد معدل الفهم العام داخل أروقة الدولة العميقة بان الحاجة ملحة لرموز جديدة ولآليات عمل جديدة تناسب أيضا التخطيط للمستقبل. من هنا تتطور أيضا آلية خاصة لدعم أحزاب سياسية عريضة تحاول مخاطبة المزاج الوسطي للأردنيين وتلقي رسائل تقول بان غالبية الأردنيين في مزاج سياسي وسطي وخلف الدولة ومؤسساتها.

لكن لابد من مخاطبة تلك الغالبية بطريقة حديثة وجديدة وهو الأمر الذي يشغل جميع الأطراف الآن وان كانت العناصر المتعلقة بفوبيا الإخوان المسلمين لا تزال ظلالها في المشهد ويمكن تلمس تلك الظلال بين مراكز القوى وفي أروقة القرار وفي أروقة المخاوف التي يتم ترديدها همسا هنا وهناك بالرغم من قواعد العمل التي بشر بها مبكرا ورئيس الهيئة المستقلة للانتخابات حاليا والوزير السابق موسى معايطة بعنوان "طي صفحة الخوف من الإسلاميين والمضي قدما إلى الأمام”.
المرجح ان فوبيا الإخوان المسلمين لا يزال لها حضور قوي أحيانا لأسباب واضحة وأحيانا أخرى لأسباب غامضة. لكن المهم ان تلك الفوبيا هي التي تدفع سياسيين كبارا مقربين من السلطات المرجعية للبقاء في حالة سيطرة وهي تلك الحالة التي تنطوي على توجه سياسي بالحرص على ان لا يستفيد الإسلاميون أو التيار الإسلامي فقط من مجمل هذه العملية ويخطفون في النهاية ثمار خطة ما يسمى بتحديث المنظومة السياسية في البلاد، الأمر الذي يبرر مسألتين برأي الفقهاء السياسيين، الأولى هي آلية التدرج في الانتقال نحو تحديث المنظومة السياسية عبر الأحزاب. والثانية ما يسميه من يلاحظون على مشروع التحديث هندسة حتى الأحزاب السياسية.
التدخل بهندسة الأحزاب السياسية الجديدة كان التهمة التي تبناها علنا العديد من قادة الشارع وحتى الرموز السياسية ومن بين هؤلاء الشيخ سالم الفلاحات المعارض الشرس ووزير البلاط داعية الحياة المدنية الدكتور مروان المعشر وغيرهما.
وما يوضحه مسؤولون مطلعون خلف الستارة ان التدريج قد يكون هو الآلية الأسلم حتى لا يخطف الميكروفون في الشارع من قبل جهة محددة خلافا لأن البقاء في حالة اتصال مع الأنماط والأشكال الحزبية الجديدة قد يعفي من المفاجآت بعد التمكن عبر التعديلات الدستورية من إبعاد ملفات أساسية لها علاقة بالأمن والمؤسسة العسكرية والملف الدبلوماسي الخارجي عن الأحزاب مستقبلا لصالح مجلس الأمن القومي الجديد.
البقاء في "غرفة الطهي” هو حتى الآن الأسلوب المتبع في مراقبة نمو ظاهرة الأحزاب الجديدة بينما الأصل ترك التجارب تتفاعل منفردة وبدون أي تدخلات عملا بضمانات مرجعية وبكل الأحوال تجنب حصول مفاجآت تبقى تقنية تبرر الفوبيا والخوف وتنزع الدسم برأي سياسي مثل الدكتور ممدوح العبادي من منطوق ومضمون "ديمقراطية الأحزاب” القدس العربي