النسخة الكاملة

الناس في العيد “ان كثرت همومك غنيلها”..واحاديثهم عن زيارة بايدن وكلام الخصاونة وارتفاع البنزين والاضاحي والتغييرات القادمة والجرائم

الخميس-2022-07-13 12:06 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - عصام مبيضين

انشغلت عشرات الصالونات السياسية، ودوادين العشائر والروابط العمانية، وفي بعض المحافظات والقرى والبادية والمخيمات خلال عطلة عيد الاضحى بقراءة وتحليل جملة من القضايا المحلية والاقليمية الساخنة ،عبر لقاءات عصف سياسي ومناظرات، وانهمك رؤساء وزارات ووزراء سابقون ونواب حاليون وسابقون ومسؤولون متقاعدون في تناول الحلوى والمعمول والقهوة السادة وتلقي قبلات التهنئة بالعيد بحرارة، وإجراء لقاءات عصف سياسي رغم متحورات كورونا.

فهم على اختلاف تجاربهم ومشاربهم وتوجهاتهم، يمثلون توجهات سياسية مختلفة، بينما تصدرت جلسات النميمة والفضفضة وثرثرات الصالونات في عيد الاضحى، زيارة الرئيس الامريكي بايدن الى السعودية ،و مستقبل حكومة الخصاونة، والأوضاع الاقتصادية والتضخم واسعار الاضاحى وجرائم القتل العائلية والهروب الجماعي للسياحة في العيد والليل واخره وغيرها
وعلى العموم سيطرت على اجواء عيد الاضحى" الهموم الاقتصادية، وتأثر الأردن بالتضخم الذي يضرب أسعار السلع حول العالم مع استمرار الحرب الروسية الاوكرانية.

 وابرزها النفط وغلاء البنزين على الناس ولهيب الاسعار ، خاصة ونحن نستورد 90% من الاحتياجات الغذائية، وبحجم 4 مليار دنيار سنويا ،والإشكالية الموجودة حاليًا تتمثل باستمرار تصاعد معدلات التضخم في الأردن ، أن معدلات التضخم بشكلها الحالي، تنذر بعواقب صعبة على الاقتصاد والناس.

وذهبيت تكهنات اخرى أنه بعد عطلة عيد الاضحى هناك جملة من التغييرات القادمة، ستطال مواقع عليا، ومتقدمة و هذه التغييرات المنتظرة، قد تشمل العديد من الدوائر الهامة والهيئات المستقلة ،و على ذمة البعض كضرب في المندل وتوقعات وحكى صالونات ونميمة نخب


وبخصوص زيارة الرئيس الامريكي بايدن واتجاة البو صلة الاردنية بقادم الايام ، جاء حديث رئيس الوزراء بشر الخصاونة ليطمئن الشارع الحائر القلق ويبدد التكهنات والفرضيات تجاة التصورات الأمنية الإقليمية ، لدى النخب ،حيث تتزاحم بقوة على الطاولة التكهنات عشيّة انتظار المنطقة لزيارة مهمة ومفصلية للرئيس الأمريكي جو بايدن سيقوم بها ،ويلتقي خلالها بزعماء المنطقة ، وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى ايران والالتقاءمع الرئيس التركي اردوغان والرئيس الايراني إبراهيم رئيسي بشكل متزامن وهي رسائل دولية في المنطفة حمالة اوجه،وجاءت تصريحات الخصاونة كبقعة ضوء على طلاسم وغموض ومستقبل مفتوح على كل الاحتمالات ،و نصا.. قال الخصاونة إنّ "الأردن لم يعامل إيران أبداً على أنّها تهديد لأمنه القومي ،ولم يعرض علينا أي محاولات لتشكيل إطار عسكري إقليمي الأردن يسعى للتوصل إلى صيغة مع إيران تقوم على علاقات حسن الجوار، ولديه بالفعل علاقة صحية للغاية مع إيران"
 
واشار بعضهم في لذعات ورسائل متعددة الإغراض ان كل ذلك يجرى في ظل أوضاع اقتصادية صعبة جدا، والبحث عن ايجاد خارطة طريق للخروج من نفق الأزمة الاقتصادية في الأردن، رغم كل القرارات القاسية العابرة للحكومات التي اتخذت طيلة الفترة الماضية، ومع ذلك هناك تدهور حاصل في مستوى معيشة الناس، وتراجع مكانة الدولة وهيبتها.

فيما انتقد مواطنون ارتفاع أسعار الأضاحي البلدية والمستوردة مقارنة مع العيد الماضي ،وعزا البعض غلاء الأسعار إلى ارتفاع تكلفة الشحن من الخارج بالنسبة للمواشي المستوردة، كذلك ارتفاع أسعار الأعلاف بالنسبة للبلدية ، وبلغت أسعار الخراف المستوردة في الأسواق بحسب مواطنين، ما بين 175 - 220 دينارا والبلدية ما بين 190 - 250 مما جعل الاقبال ضعيف جدا.

من جانب اخر ان كثرت همومك غنيلها" حيث تحول كثير من الناس من الكشرة والعبوس والقنوط في ايام العيد الى عبارة السخرية بنكهة النكتة كانتقاد سوادوي كوميدي سواء على صفحات التواصل الاجتماعي او في التجمعات فن النكتة جاء من " ان كثرت همومك غنيلها "

واستعرض البعض الهروب الجماعي للسياحة الخارجية، و اسباب مغادرة الآلاف الأردن بحر وجوا إلى تركيا ومصر ولبنان وجورجيا وسوريا ودول اخرى، وتفاوتت الاراء حول نمو الظاهرة، منها ان قضاء ثلاث ايام في بعض هذه الدول لا تكفي وجبة غذاء في مطعم أو ليلة في مطعم بالبحر الميت البتراء والعقبة والعاصمة.

واجمعوا إن انهيار فكرة السياحة داخلية بالمعنى المتعارف عليه،ابرز اسبابه عدم وجود حلول ابتكارية وكذلك فوق الغلاء الشديد، فان بعض الوزراء القدوة غادروا قبل المواطنين فمن يعلق الجرس.
 
وكذلك كان نصيب لحديث الليل واخره تكرار جرائم القتل العائلية ، واحداث العنف المجتمعي هذه الأيام ،حيث تحمل الاخبار عن عاصفة تسونامي، ضربت العلاقات الاجتماعية: حيث تشتعل النيران على ابسط الاسباب وسط ضغوط اقتصادية ومعيشية طاحنة جدا مع انتشار التوتر وسيطرة العصبية ( وضيق الخلق) على ابسط الامور في كل مكان.

ليطرح السؤال مالذي جرى لكثير من الأردنيين حتى خرجوا من عباءة براءتهم التى عرفوا فيها، طويلا، وتحولوا إلى العنف والغضب وارتكاب جرائم غريبة مع ارتفاع المشاجرات في الشوارع والإحياء والطلاق، وبعض الجرائم الأخرى وبينوا إن كلها تشير إلى انقلاب سلم القيم حيث تعمقت الأحاديث عن سيطرة أنماط سلوكية جديدة وقيم وتغيرات زحفت في بطء شديد في ظل فقر في الإطراف وبعض المناطق وبذخ كبير في مناطق اخرى

وعلى العموم كل ذلك يشير إن المجتمع الأردني شهد تغيُّـرات كثيرة، فأصبحت قِـيَـما مادِية، وقلّـت معايير الثِّـقة بين الناس، كما شهدت خلَـلا في منظومة العدالة الاجتماعية وزادت حالات الفساد والرّغبة في الكسْـب المادّي السريع، والاندفاع في الاستهلاك وانتشار الاستثمار غير المُـنتج، وضُـعف التمسُّـك بالأخلاق وتقدّم قِـيم الشطارة والفهلوة وتفكِّـك روابط الأسرة بسبب الحِـرص على الكسْـب السريع وتنامي التطلُّـعات الطبقية وذيوع التغريب.

 وبينما حرص رواد الصالونات على تبني مواقف نقدية اتجاه السياسات القائمة حاليا لحكومة وتناول ملفات ترسم مستقبل المشهد السياسي انشغلت الأوساط السياسية برصد المدى الذي سيذهب إليه الاشتباك بين النخب وانعكاس ذلك على وضع الحكومة التي تتعرض انطلاقتها للعثرة تلو الأخرى بسبب بروز الخلافات داخلها على ملفات عدة، تؤثر على إمكانية إنجازها خطوات مطلوبه منها بسرعة في شأن تصحيح الوضعين الاقتصادي والمالي، وإن خروج الخلاف إلى العلن بين النخب ومع شح التسريبات حول قادم الايام والسيناريوهات فإن قراءات الأوساط هذه تشعبت وتعددت على رغم إقرارها بأن ما جرى هو مؤشر إلى أزمة عميقة ومعقدة في العلاقة التي اتسمت بالتحالف ،

وتشير هذه المصادر إلى أن مفهوم لإدارة المرحلة المقبلة والمطلوب هو التركيز على أن تنجز الحكومة الأعمال المطلوبة منها، وعدم إضاعة الوقت بالسجالات والمناكفات.

فالقناعات هي انقاذ الوضع الاقتصادي والإستفادة من الاستثمارات وتمكين الخصاونة من إجراء تعديل وزاري «حر تماماً» وبدون قيود حسب التوقعات تفرضها بقية مراكز القوى في الإدارة العليا للدولة وهو الدليل السياسي الأكثر أهمية على صمود وتمدد وبقاء الحكومة على الأقل لما بعد الصيف المقبل

 

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير