النسخة الكاملة

شبح كورونا يقرع جرس الإنذار وصيف لاهب ينتظر الأردنيين مع قدوم موسم الأعراس وتخريج الجامعات

الخميس-2022-07-07 01:26 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - صعب جداً قراءة التحذير الذي صدر عن مركز إدارة الأزمات والأمن الأردني أمس الأول بخصوص الفايروس كورونا خارج سياق الإعلان السياسي البيروقراطي عن احتمالات قوية بصيف تزيد فيه حالات الإصابة بفيروس مجدداً، مما قد يعرقل الخطط المقررة سابقاً عملياً بالإعلان التام عن رفع التعليمات وقانون الطوارئ قبل مفاجأة الشارع الأردني بالتحذيرات التي صدرت عن أكثر من جهة رسمية بالخصوص.

مركز الأزمات كان قد أبلغ الأردنيين بصورة عامة، في بيان له، بأن عليهم الانتباه لضرورة إجراء فحوصات كورونا.

ووزير الصحة الدكتور فراس الهواري مع الطاقم الذي يعمل معه، حرص على رفع جاهزية مراكز الوزارة التي تشتبك مع جزئيتي الفايروس كورونا، حيث المراكز المخصصة لإجراء فحوصات الفايروس والمستشفيات العامة التي اعتبرت مؤهلة تماماً للتعامل مع الإصابات التي تستدعي دخول المستشفى.

وعلى نحو مباغت، عاد شبح فيروس ليلقي بظلاله على المؤسسات الأردنية وفي الإحصائية الأخيرة، يبدو أن عدد الإصابات قرع جرس الإنذار الصحي مجدداً، فقد وصلت زيادة الإصابات التي رصدت إلى نحو 50%، ومصادر مقربة ومطلعة من وزارة الصحة تبلغ بأن المستشفيات تطرق أبوابها بعض حالات الإصابة التي تستدعي دخول المستشفى، مما رفع من الجاهزية ووضع السياق العام في وزارة الصحة للعودة إلى حالة إنذار، وسط توقع عام بصيف لاهب بالفايروس مع عودة المغتربين وفتح القطاعات السياحية وقرب مواسم الأفراح والأعراس الأردنية، سواء على صعيد تخرج طلاب الجامعات أو على صعيد احتفالات الزواج.

ويبدو في السياق أن النظرة إلى تزايد الإصابات على المستوى البيروقراطي رفعت درجة الحذر والتأهل للتعامل مع الاحتياطات، مع أن وزير الصحة الهواري كان قد اشار في وقت مبكر بأن القطاعات الأردنية المختصة بالاشتباك صحياً مع الفايروس كورونا تراكمت لديها الخبرة الآن، وأصبحت الجاهزية أكبر تماماً للتعامل مع أي مستجدات في هذا السياق، لكن الإشارة كانت لافتة عندما صدرت باسم خبراء بارزين في لجنة الوباء الوطني، من بينهم الدكتور بسام الحجاوي، وهو يلمح إلى أن القراءة العلمية لتزايد أعداد الإصابات الأسبوع الماضي فقط والأسبوع الذي سبقه تعني قرع جرس الإنذار والانتباه لدراسة منحنيات هذا التزايد، الذي بلغ في أقصاه أكثر بقليل من نسبة 50%، وذلك يعني بعلم خبراء الوباء أن الفرصة محتملة إلى حد ما على الرغم من بعض المؤشرات المطمئنة إلى التعاطي مع موجة خامسة من الوباء كورونا.

ومن المرجح أن رئاسة الوزراء لديها اليوم تقارير ميدانية سواء من خلية الأزمة المعنية في مركز الأزمات أو من دائرة مستشار رئيس الوزراء للشؤون الصحية ولشؤون الفايروس كورونا، بأن المعطيات تبدو مقلقة.

بمعنى أو بآخر، عمان على موعد مع احتمالات تزايد الإصابة بعد التفريط الاجتماعي الشامل بسبل الوقاية الصحية، بما في ذلك ارتداء الكمامة والعناق والمصافحة، فقد عادت الحياة تماماً اجتماعياً إلى طبيعتها بين الأردنيين، وتلاشى الحذر العام مع موسم الصيف، فيما تبدو الفرصة متاحة لأن ينتعش فيروس مرة جديدة، خصوصاً أن خطوط التنقل والطيران مفتوحة بكل طاقتها، وبأن جميع أنواع القيود على المطاعم والفنادق والمنشآت والتنقل والمواطنين كانت قد رفعت بقرار سياسي.

وأغلب التقدير مع تحذيرات الطبيب المختص الأكثر حضوراً، وهو الدكتور الحجاوي، أن الأردن بات على موعد مع احتمالات التأثر بتزايد معدلات الإصابة في عدة دول كبيرة في العالم، من بينها بريطانيا، وكذلك الدولة الجارة السعودية.

وقد حذر الحجاوي من أن منظمة الصحة العالمية لم تعلن بعد انتهاء الجائحة كورونا، مشيرة إلى تزايد في عدد الإصابات بين الأردنيين والمقيمين، ينبغي أن يؤخذ بالاعتبار، مع التأشير على مسألتين أيضاً مهمتين، هما أن عدد الحالات التي تدخل المستشفى بعد الإصابة قليل جداً، وعدد الوفيات صفر منذ عدة أسابيع.

بكل حال، أجواء الصيف التي بدأت تحمل معها عودة مظاهر الانفتاح الاجتماعي العامة، وعودة المغتربين الذين تأثر حضورهم إلى بلدهم في العامين المنصرمين واللجان المعنية بالاشتباك مع فيروس كورونا، بدأت تزيد من معدل مشاوراتها وتبادل تقاريرها.

وهذا يعني احتمالات قوية للعودة وسط التحذير من موجة خامسة محتملة مع نسخة أوميكرون، فيروس المستجد.

والمعلومات في حالة تداول الآن على مستوى خلايا الأزمة والمركز الوطني للأوبئة، إضافة إلى اللجان المختصة ومكتب وزير الصحة.

وبالتالي، سياسياً، يمكن القول إن هذه المعطيات الرقمية في تزايد عدد الإصابات قد تسهم في تأخير الاستحقاق السياسي، وقد أسهمت فعلاً بإعلان تأخير رفع قوانين الطوارئ التي فرضتها الحكومة السابقة، وهو قرار كان ينتظر أن يتخذ مع نهاية حزيران/يونيو الماضي.

القدس العربي