النسخة الكاملة

صيادلة: ارتفاع بيع المضادات الحيوية بنسبة 40 % خلال شهرين والاطباء يحذرون

الخميس-2022-06-20 11:44 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - ارتفعت مبيعات المضادات الحيوية لا سيما في شهري أيار الماضي وحزيران الحالي، على ما افاد بع عدد كبير من الأطباء والصيادلة، مؤكدين ان اعدادا كبيرة من المواطنين يلجأون إلى الصيدليات بشكوى الرشح والزكام أو حتى أعراض التحسس ويطلبون شراء المضادات الحيوية ظننا أنه العلاج المناسب.

 وارتفعت هذه المبيعات إلى أكثر من 40% في بعض الصيدليات، وفي بعضها الأخر وصل إلى أكثر من 55% من مجمل المبيعات.

 ووفق صيادلة فانهم لا يستطيعون منع المواطن من شراء الدواء الذي يريده، الا انهم ينصحون بضرورة مراجعة الطبيب، باعتبار ان المضاد الحيوي يجب صرفه عن طريق الطبيب والكثير منهم يقوم بإعادة دواء صرف له سابقا من قبل الطبيب وهذا أيضا خطأ.

وأفادوا أن معظم الأعراض تلخصت بالزكام والرشح وأعراض البرد عموما والتهابات الحلق وأعراض التحسس

وقال الصيدلاني احمد ابو جاموس ان أعراض البرد قد تكون واحدة في معظم الفيروسات وتتشابه احيانا مع أعراض التحسس، وأن الطبيب الوحيد من يستطيع تحديد ذلك، مؤكدا أن مبيعات قطرات العيون ارتفعت أيضا لا سيما ضد التحسس.

واعتبر ان موضوع العيون لايقل أهمية عن موضوع المضادات الحيوية لأنها كلها تدخل تحت ذات البند.

وبحسب أطباء، فان التغير المناخي واستخدام وسائل التهوية مثل المكيفات والمراوح الكهربائية واستخدام الماء البارد ساعد في انتشار أمراض البرد ووجود الفيروسات المختلفة.

 وقال أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة الدكتور مراد العزي أن المضادات الحيوية واستخدامها من قبل المواطنين دون العودة إلى أصحاب الاختصاص أمر خاطئ وخطير جدا، مشيرا الى ان المضادات تعالج العدوى الناتجة عن البكتيريا، ولكنها لا تعالج العدوى الناتجة عن الفيروسات (العَدوى الفيروسية).

وأضاف «مثلا التهاب الحلق أنواع، كالتهاب الحلق العقدي الذي تسببه بكتيريا ويمكن أن يعالج بالمضاد المناسب، أما أنواع آخرى من الالتهابات لاتعالج بالمضادات لأنها التهابات ناتجة عن فيروسات.

وتابع أن استخدام المضادات الحيوية بكثرة بالأردن وفي العالم جعلها غير فعال ولا تؤدي الوظيفة التي صنعت لأجلها بسبب الاستخدام الخاطئ لها.

  من جهتها، أكدت الدكتورة سها الجمل أخصائية الأمراض الصدرية أن المضادات الحيوية أصبحت لا تؤدي وظيفتها الأساسية على اكمل وجه في العديد من الحالات وباتت لاتستطيع التصدي لبعض أنواع من الامراض التي اصبحت مقاومة للمضادات الحيوية إحدى أكثر المشكلات إلحاحًا على مستوى العالم ككل.

واشارت الى أن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، اكدت أن حوالي ثلث استخدامات المضادات الحيوية لعلاج البشر ليس ضروريًا أو مناسبًا.

وبينت الجمل أن المضادات الحيوية لها اساس علمي في معالجة البكتيريا بأنواعها المختلفة حسب تصنيف الطبيب، لكنها لا تعالج العدوى الناتجة عن الفيروسات، ولن تساعد في الشعور بالتحسن، وهو عبث يؤدي إلى زيادة مقاومة المضادات الحيوية.

أخصائي علم  الأمراض والدراسات السريرية للأمراض المعدية حبيب مخلوف قال ان التناول الخاطئ للمضادات عندما تكون الإصابة فيروسية يجعل المضاد الحيوي  يهاجم البكتيريا الموجودة في الجسم وهي بكتيريا لا تسبب المرض.

وقال «من الأخطاء الأخرى التي ساهمت بمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية توقف الشخص عن تناول الدواء المضاد عند الشعور بالتحسن، وهو ما يعرقل عملية الشفاء ويُسبب ذلك أيضًا انتشار خصائص مقاومة المضادات الحيوية بين البكتيريا الضارة.

وتشير مراكز الأمراض إلى المقاومة المتزايدة للمضادات الحيوية، ذلك انه في كل عام تحدث في الولايات المتحدة أكثر من 2.8 مليون حالة عدوى نتيجة لبكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية تتسبب في حدوث 35 ألف حالة وفاة.

ومن النتائج الأخرى زيادة حدة المرض طول فترة التعافي وزيادة وتيرة التردد على المستشفيات أو المكوث بها لفترات أطول وزيادة عدد الزيارات إلى الأطباء وعلاجات أعلى تكلفة.

 منظمة الصحة العالمية أكدت في أكثر من تقرير لها أن عدم وجود علاجات جديدة لأنواع العدوى الشائعة أدّت إلى تعريض الناس إلى «أخطر أنواع البكتيريا في العالم».

وأطلقت المنظمة هذا التحذير في تقرير يوضح أن أيّا من المضادات الحيوية الـ 43 قيد التطوير اليوم لا تعالج بشكل كافٍ التهديد المتزايد الذي يشكله 13 نوعا من البكتيريا ذات الأولوية المقاومة للأدوية.

وقالت د. حنان بلخي، خبيرة الأوبئة ومساعدة مدير عام منظمة الصحة العالمية: «يؤدي الفشل المستمر في تطوير وتصنيع وتوزيع مضادات حيوية فعّالة إلى زيادة تأثير مقاومة مضادات الميكروبات ويهدد قدرتنا على علاج العدوى البكتيرية بنجاح».

وقالت المنظمة إن الأكثر عرضة للخطر هم الأطفال الصغار وأولئك الذين يعيشون في فقر، لكن العدوى المقاومة للمضادات الحيوية يمكن أن تؤثر على اي شخص.

 ووفقا للمنظمة  «يموت ثلاثة من كل 10 أطفال حديثي الولادة يصابون بعدوى في الدم، لأن المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج الإنتان (تعفّن الدم) لم تعد فعّالة».

والالتهاب الرئوي الجرثومي – هو مرض آخر يمكن الوقاية منه وطوّر مقاومة للأدوية المتاحة – هو أيضا سبب رئيسي لوفيات الأطفال دون سن الخامسة.

ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية السنوي حول مضادات البكتيريا قيد التطوير السريري وقبل السريري، إلى أن كافة المضادات الحيوية المتوفرة اليوم تقريبا هي أشكال مختلفة من تلك التي تم اكتشافها في الثمانينيات من القرن الماضي.

ويعتمد البشر عليها بشكل كبير في جميع مجالات الحياة، من اقتلاع الأضراس عند طبيب الأسنان إلى العلاج الكيميائي للسرطان.

الدستور