النسخة الكاملة

دعوات للمواطنين لشد الاحزمة والتقشف لمواجهة عاصفة الغلاء.. وارتفاع الاسعار

الخميس-2022-06-06 01:09 pm
جفرا نيوز -
جفرا  نيوز - دعا خبراء إلى ضرورة تطوّير الأفكار باتجاه إعادة تنظيم الإنفاق وترشيده خصوصا أن معدلات الدخول تكاد تكون ثابتة في القيمة وتتناقص بقيمتها الشرائية؛ ما يستدعي توظيف الأدوات والوسائل لترشيد الإنفاق وإعادة قراءة المشهد الاقتصادي.

وأشاروا في أحاديث إلى  إلى أن الفترة الحالية تعد المثالية للنشر ثقافة ترشيد الاستهلاك، بما يشهده العالم من أثار اقتصادية لجائحة كورونا والحرب الروسية على اوكرانيا وانعكاساتها على أسعار المحروقات والسلع بمختلف أشكالها.



قندح: لا بد من إعادة النظر بسلّة الاستهلاك الغذائي

بدوره يرى الخبير الاقتصادي عدلي قندح أن الأزمة المالية التي رافقت جائحة كورونا والظروف الإقليمية والحرب الروسية في أوكرانيا أثرت بشكل كبير على المسيرة المعيشية للمواطنين عبر تراجع القدرة الشرائية.

وبين أن انعكاس الأزمات العالمية جاء من خلال الارتفاعات التي شهدتها أسعار المشتقات النفطية، التي انعكست بدورها على السلع بمختلف أشكالها من مواد غذائية واستهلاكية.

وحض قندح على إعادة النظر بسلّة الاستهلاك الغذائي وكيفية إنفاق الدخل الشهري عبر تنظيم الأولويات وتعديل أنماط السلوك.
كما شدد قندح على ضرورة تخفيض فاتورتي الكهرباء والماء عبر ترشيد الاستهلاك والاستغناء عن كل ما هو غير ضروري.

وهو يعتقد أن ترشيد الاستهلاك يختلف من أسرة لأسرة ومحافظة لأخرى؛ ودعا لضرورة مراجعة النفقات لتتلاءم مع الدخل المالي للأسر.

كما دعا إلى ضرورة البحث عن مصادر دخل أخرى حسب الإمكانيات المتاحة للفرد.

ولفت قندح إلى ضرورة استثمار كل ما يمكن لتحقيق الاكتفاء الذاتي عبر الزراعة المنزلية وتربية الدجاج والأغنام بالنسبة لسكان المحافظات، كونها تنتشر فيها البيوت المستقلة التي تمكّن قاطنيها من ذلك.

ولاحظ أهمية دور وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في حملات التثقيف وتوعية المواطنين بأهمية ترشيد الاستهلاك والنفقات.

ومن جهة أخرى يلفت قندح إلى أن هناك عدة أساليب لطريقة التسوق يرى أنها قد تسهم في الالتزام بشراء الضروريات.
وذكر منها: تسجيل المشتريات على ورقة، أو الجهاز الخلوي، والالتزام بالقائمة المطلوبة، وعدم اقتناء سلة كبيرة والاكتفاء بسلة صغيرة، أو حتى الاستغناء عن حمل سلة حال أن المشتريات قليلة.

وكذلك التقليل ما أمكن من اصطحاب الأطفال للتسوق لأنهم قد يجبرون ذويهم على شراء أشياء غير ضرورية بسبب إلحاحهم عليهم بشراء ما يرونه ويتعلقون به. وكذلك التقليل من الذهاب الى محلات السوبرماكت الكبيرة والاكتفاء بالذهاب إلى بقالة صغيرة تجنبا لشراء غير الضروريات، وحض على أن تدع السيدات التسوق للرجال كونهم، في الغالب، يلتزمون في المتطلبات المهمة فقط.



عقل: الاقتصاد في الإنفاق نصف العيش

وفي ذات السايق يرى خبير الطاقة والنفط هاشم عقل على المواطن ان يهتم بترشيد الاستهلاك، حيث أثبتت دراسة أن 23 بالمئةمن استهلاك البنزين غير مبرر.

وهو يعتقد ثقافة ترشيد الاستهلاك التي لا يتقنها البعض من المواطنين جيدا والتي من أهم أسباب فشل إدارة محفظة العائلة المالية.

ويستشهد عقل بضعف ثقافة الاستهلاك بالاستعمال الغير ضروري للسيارات والتنقل لمسافات قريبة لا تحتاج الى وسيلة نقل.
ويتساءل عقل لماذا لا يذهب أصدقاء العمل ساكني نفس المنطقة الى عملهم بنظام المداورة؟ ولماذا الزوج يذهب بسيارته والزوجة تذهب بسيارتها وقد يعملون في نفس الدائرة.

وحض على استعمال المواصلات العامة للذهاب للاماكن التي لا تتوافر فيها مواقف سيارات توفيرا للوقت والبنزين؛ داعيا الجهات الحكومية لإعادة النظر بنظام النقل المعمول به حاليا وتحديثه عبر توسيع شبكة الباص السريع وتوفير مواقف خاصة بنقاط التنقل تسهل على الراغبين استعماله.

وبين في حديثه أن الحل الأمثل والأسرع هو التوجه الى السيارات الكهربائية وتشجيع امتلاكها، داعيا في ذات الوقت الحكومة إلى الغاء كافة الرسوم والضرائب المفروضة عليها، مشيرا أن لدى الأردن استطاعة كهربائية غير مستغلة.

ودعا الحكومة إلى الاستفادة من فائض الكهرباء لتشغيل وسائل نقل عامة منخفضة التكلفة، ونشر نقاط شحن للسيارات الكهربائية داخل المدن وخارجها لتسهيل الحصول على الطاقة في جميع انحاء المملكة.

وبين عقل أن كل 200 دينار بنزين تعادل 60 دينار كهرباء في السيارات الكهربائية.

واوضح أن أي زيادة على ارتفاع فاتورة المحروقات والطاقة للمواطن ستكون على حساب المصروفات الضرورية مثل الصحة أو التعليم أو الملبس والمأكل.

وأوضح مثال الاستهلاك المبالغ به في المناسبات وفضلات الطعام والخبر التي تشترى بكميات كبيرة خاصة ايام هطول الثلوج وللاسف تلقى في الحاويات لان الشراء لكميات كبيرة فوق واكثر من حاجة الاستهلاك.

وفي جانب ترشيد الكهرباء يرى عقل لتجنب ارتفاع فواتير الكهرباء ضرورة الحد او تقنين استعمال الاجهزة ذات الاستهلاك العالي والتي تنقل المشتركين الى شرائح اعلى تضاعف من قيمة الاستهلاك.

ويحض كذلك على تعزير ثقافة إطفاء بعض المصابيح الغير ضرورية لدى افراد الأسرة وتخفيض استعمال بعض الأجهزة التي تستهلك قدرا كبيرا من الكهرباء.



المستهلك: التقشف بات ضرورة ملحة

من جانبها، دعت الجمعية الوطنية لحماية المستهلك الأسر الأردنية إلى تغيير النمط الاستهلاكي والشرائي المتبع من قبلهم، وذلك بسبب تواتر الأخبار والأحداث العالمية التي تتحدث عن إمكانية حدوث عجز غذائي عالمي نتيجة للحروب التي تعصف بالعالم.

وحض رئيس الجمعية الدكتور محمد عبيدات الأسر بمختلف طبقاتها ترشيد الشراء والاستهلاك والتقشف قدر الإمكان تماشيا مع الظروف الحالية.

كما دعا لتخزين ما يمكن تخزينه من السلع المتوافرة حاليا في الأسواق التي تباع بأسعار معتدلة تتناسب مع قدراتهم الشرائية وبخاصة السلع الموسمية المنتجة محليا مثل القمح والبقوليات والبصل والليمون من أجل استخدامها في فترات أخرى من السنة.

ولفت عبيدات إلى أن تغيير النمط الاستهلاكي والشرائي والتحوط من خلال تخزين السلع التي يمكن تخزينها سيساعد على الحد من الظلم والاحتكار الذي يمارسه أصحاب النفوس الضعيفة الذين يستغلون الحروب لرفع أسعار السلع لجني أرباح فاحشة على حساب المواطنين.

كما طالب وزارتي التخطيط والزراعة العمل على توفير مبالغ مالية للأسر الأردنية على شكل قروض من أجل حفر آبار حول البيوت وفي الأراضي الصالحة للزراعة، لزراعة ما يمكن زراعته من أصناف الخضراوات والفواكه لتخفيض فاتورة الشراء اليومية، على أن تكون هذه القروض وضمن شروط ميسرة ومريحة من الناحيتين الزمنية وقيمة القسط.

كما دعا ربات البيوت إلى ترشيد عمليات الشراء وشراء ما يلزم شراءه فقط وطبخ ما يتوفر لديهم في المنزل وبكلف منخفضة وذلك تماشيا مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون.

الراى