النسخة الكاملة

"وبِالوالدينِ إِحسانًا"..آباء وأمهات في المحاكم يقفون أمام أبنائهم بقضايا النفقة او الحجر..ودائرة قاضي القضاة تكشف الأرقام

الخميس-2022-05-29 12:35 pm
جفرا نيوز -
 
جفرا نيوز - عصام مبيضين

هل خرج الناس من عباءة براءتهم التى عرفوا فيها، طويلا، واصبحت الظروف الاقتصادية ضاغطة مع انتشار التوتر، وسيطرة العصبية (وضيق الخلق) على ابسط الامور،وانعكست بانقلاب خطير على سلم القيم المجتمعية والضرب بالتابوهات والثوابت والمسلمات.

ابناء وامهات يواجهون فلذات اكبادهم في ردهات المحاكم وامهات، وكبار السن اصبحوا في غياهب النسيان في دور المسنين، وهذه الاخبار اصبحت متداولة يوميا، واصبحت تنتشر بشكل كبير في المجالس العامة، والاهم الارتفاع الملحوظ لهذه الظاهرة خلال الاعوام السابقة.

حيث أظهرت ارقام دعاوى النفقة التي صدرت قبل ايام ارتفاع اعداد القضايا التي ترفع من قبل اباء وامهات على ابنائهم وفق الارقام الرسمية ،الصادرة عن دائرة قاضي القضاة ، حيث وصلت الارقام الى( 475) قضية نفقة وقضايا الحجر من اجل الميراث واغلبها من ابناء نحو ابائهم وغيرها وصلت (4172).

فهل ادت الضائقة الاقتصادية التي يعيشها المواطن الاردني الى ارتفاع ارقام الحجر النفقة من اباء وامهات واصبحوا لا يستطيعون، ان يوفروا متطلبات الحياة ، حتى لأبنائهم وعائلاتهم ،ومن ناحية اخرى لوالديهم، وهناك قصص تنتشر خارج ردهات المحاكم خارج فلسفة الارقام الصاعقة.

وان هذه العادات دخيلة من قضايا النفقة والحجر على المجتمع،.. ابناء وامهات يواجهون فلذات اكبادهم في ردهات المحاكم ، لنكتشف التدهور الخطير في المستوى الاجتماعي والقيمي، والتي تاتي الينا ،مع قلة الوازع الديني في مجتمعنا، والاخطر هي حسب التوقعات هي ارتفاع عدد دعاوى النفقة من الاباء والامهات، خلال الاعوام القادمة، اضافة الى ارتفاع في عدد بيوت العجزة.

ويعزو البعض الموضوع بزيادة نسبة العقوق لدى الابناء الى التأثر بالثقافات الغربية التي تنقل الى مجتمعنا بشتى الطرق، علما ان دراسة بينت ان كبار السن يتمنون ان يبقوا في ظل عائلاتهم بعد بلوغهم الكبر.

والسؤال كيف نفهم موضوع وقضية وجود اب وام يقف امام ابنه في المحاكم، لعدم اعطائهم حقه ندما يبلغون الكبر فيقصر الابناء من ناحية الانفاق عليهم،علما ان الاسباب التي تدعو الاب الى ان يقف امام ابنه في المحكمة هي عقوق الابناء وهذا يعتبر انكارا للجميل من التربية والتعليم ونتيجة ضعف الايمان لدى الابناء.وربما يكون هناك اسباب خفية وراء انتشار مثل هذه القضايا، غير الاسباب التي اسلفنا ذكرها ، مثل وجود من يزاحم الاباء في النفقة كالاهتمام بالزوجه والاولاد و جهل الابناء ببر الوالدين الذي يعتبر واجب عليهم، وان برهم يعتبر بابا من ابواب الجنة ولا يعرف الابن قيمة والديه حتى يقارفهم، إلا أن ما نشاهده حاليا من تقليد اعمى للابناء لما يشاهدونه من ثقافات الغير الذي تؤدي بهم الى ارسال والديه الى بيوت العجزة".

 
وكل هذا يعنى أن المجتمع يجلس فوق بركان من الأمراض والأزمات الاجتماعية والظواهر الغريبة على العموم في الوقت الذي تصدر إشارات تحذر من خطورة ما هو قادم مع استفحال ألازمة الاقتصادية في ظل انهيار الطبقة الوسطى وارتفاع ارقام والفقر والبطالة خاصة إذا دمجنا الموضوع مع أرقام الإحصائيات من طلاف ونفقات ابا زامهات التي أظهرت وجود تراجع في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وتحولات بنيوية في النظام الأسري الأردني نتيجة قضايا نفقة الاباء والحجر عليهم معدلات الزواج والمواليد ،وارتفاع أعداد الوفيات وحالات الطلاق وأعداد جرائم القتل.

ليطرح السؤال الصعب ماذا أصاب المجتمع الاردني الذي كان يوما مسالما وطيبا ورحيما وهادئا وما سبب كل هذا العنف والتوتر الذي كشر عن أنيابه.

فهل بدات الضغوط تتزايد بشدة على المجتمع من غلاء المعيشة وارتفاع في أسعار المواد الغذائية والضرائب مع تجمد وانخفاض فى الرواتب، وعدم تواجد وسائل ترفية تستقطب العائلات و وبالتالى صار وماذكر أنفا وغيرة ان يؤدى الى تراكم الضغوط والتي يولد العنف والأزمات النفسية.