جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب :رامي الخياط
في بلادنا عموماً يحتفي المحتفون بالمحتفى بهم بعد أن يصيروا في أرض الحق … و هنالك استثناءات قليلة تحصل هنا وهناك ممن قُدّر لهم من المبدعين و المخضرمين أن يشهدوا تكريمهم في حياتهم و في ذلك أثرٌ عظيم عليهم قيمةً و روعة …
و قيمة الوفاء تصبح عظيمةً حين تكون بلا مصالح، ولا انتظار مقابلٍ لها، أي بالعربي الفصيح حين يكون الوفاء لمن غادر منصباً فلا سلطة بيده و لا كرسيُ قوةٍ يجلس فوقه … او الوفاء لاهلك أو معلمك أو لمن صنع لك معروفاً لشخصك او لبلدك بعلمه او مواقفه أو بماله …
أسوق ما أسلفت لشهادة حقٍ شاهدتها قبل يوم أمس في القاهرة في تكريم الدكتور زياد فريز محافظ البنك المركزي الأردني السابق و الذي ترجّل عن منصبه بعد عشر سنين من العمل كمحافظ و ما سبقه من مناصب رفيعة سواء في القطاع الخاص او الحكومي او حتى كمحافظ المركزي في نهاية الالفية الاولى …
أنا لست بصدد الحديث عن انجازات هذا الرجل فهي معلومةٌ و مشهودة و متوازيةٌ مع انجازات قطاعٍ مصرفي أردنيٍ متين استطاع أن يعبر العديد من الازمات و المطبات و ما يزال و في هذا حديثٌ آخر.
أنا أود أن أرفع القبعة هنا لمحافظ البنك المركزي الحالي الدكتور عادل الشركس و للبنوك الاردنية من اداراتٍ و مجالس ادارات و مؤسسات و اتحادات اردنية ممن قرروا أن يسافروا لهدف رئيسي و هو المشاركة في تكريم الدكتور فريز في القاهرة بمجرد أن علموا أن اتحاد المصارف العربية قرر تكريمه كمحافظ العام عن عمله الطويل، علماً بانه تم تكريم الدكتور فريز في الاردن بالطبع قبل ذلك من البنك المركزي، و جمعية البنوك، و البنوك الاردنية و بحضور رئيس الوزراء …
الا أن ما شهدته في القاهرة أشعرني بالسعادة و الوفاء لمشهد ادارات و مسئولي البنوك و مجالس ادارات البنوك الاردنية و غرف التجارة و بورصة عمان وعدد من المؤسسات الاردنية يتقدمهم خَلَف فريز، محافظ البنك المركزي الحالي الدكتور الشركس والسفير الاردني في القاهرة أمجد العضايلة يقفون جميعاً جنباً الى جنب على المنصة مع الدكتور فريز و رؤساء الاتحادات العربية أمام مئات القيادات المصرفية العربية في مشهد مهيب عند تكريمه، فلو كان المكرم (بفتح الراء) ما زال في سلطته و منصبه لقلنا انه قد يكون للكثير من الحاضرين الى القاهرة مصالح و مآرب شخصية لهم أو لإعمالهم في مجاملته فهو محافظ البنك المركزي. أما ان يسافروا لسويعات من بلدٍ الى بلد ليكونوا بجانب ابن وطنهم حين يكرمه المصرفيون العرب بعد تقاعده وهو لم يعد محافظاً للمركزي و لا يملك اي منصباً ، فهذا وفاءٌ يحترم، و اسوةٌ حميدة حتى نحتفي بمن نريد من ابناء و رجالات الوطن ممن ترجل عن منصبه في حياته دون مصلحةٍ او مبتغى !
يقال دوماً .. الوفاء من شيم النفوس الشريفة و الاخلاق الرفيعة …
وأنا أقول … أذكروا محاسن أحيائكم …. و كرموهم !!!!!