جفرا نيوز -
جفرا نيوز/ كتب: محمود كريشان
من بطلي أو who's my hero؟.. سؤال لو وجهناه لأطفالنا لقالوا «توم وجيري»!.. ولعلنا اذا طرحناه على شبابنا عماد المستقبل!.. لسردوا لنا أسماء نجوم «الفيصلي» او «الوحدات» مثلا !!..
«بطلي» او «ماي هيرو» قصة محزنة، يطل من غيمتها الدمع، في ظل التجهيل الحكومي المستفز، بالتخلي عن مشروع تنويري، يروي سيرة شهداء القوات المسلحة الاردنية، وبطولاتهم في الدفاع عن الثرى العربي.
من يقول لاجيالنا ان الطائرة المقاتلة التي تشمخ كانت تشمخ في الباحة الخلفية لصرح الشهيد بالمدينة الرياضية، تعود للنقيب انذاك الطيار المقاتل احسان شردم، وان النجوم الإسرائيلية المطرزة فوق اطرافها، تعني عدد الطائرات الصهيونية التي تمكن «الفارس الشركسي» الاردني من إسقاطها!!.
من يقول لهم كيف كان اللواء الركن خالد هجهوج المجالي قائد لواء الله اللوء (40) متلحفا النار على خط الشهادة، ويتخندق فوق جبال الجولان مع قواته عام ١٩٧٣ حفاظا على عروبتها.. وكيف اقسم العميد الركن محمد الصلاحات المعاني "الحصان" بجدائل الصبايا بان النصر في معركة الكرامة منذور للثأر المخبوء لأرواح الشهداء ومدفعيته تدك قطعان العدو وتحرقهم بالنيران الأردنية..
.. من يقول لهم بان صدى صوت النقيب الشهيد فريد
الشيشاني، بطل اللواء المدرع 40 يبتسم للشهادة ويستنشق انفاس دمشق العروبة بروحه الجعفرية «يا حبذا الجنة واقترابها» عندما فرغت باغة الذخيرة من بندقيته، ليهجم على العدو بسلاحه الابيض، لتشرق الشهادة فوق ثرى الجولان..
من يقول ان الطيار المقاتل الرائد فراس العجلوني، قائد سرب مقاتلات «الهوكر هنتر»، الذي اطلق العنان لصواريخ طائرته، لتدك قطعان جيش العدو، وان سربه الجوي اسقط (9) طائرات ميراج صهيونية في معركة واحدة، قبل ان تغدره الطائرات المعادية في قاعدة المفرق الجوية في حرب حزيران 1967 بعد ان فشلوا باصطياد النسر الاردني جوا!!.
يا ترى من سيسرد بطولات جنود كتيبة الحسين المدرعة الثانية وقائدها الرائد الركن الشهيد منصور كريشان الذي أبى إلا ان يخوض المعارك تلو المعارك، ويعلن غضبا مكتوبا بنيران البواريد كلما دنس العدو كرامة حجر عربي وشرف زيتونه.. ليسرج كتائبه لدحر قطعان جيشهم عن ارضنا العربية، حتى صعد شهيدا، ليزف فوق ثرى قرية ام قيس في معارك الاستنزاف في العام 1968، وان الرائد كريشان وأثناء اشتعال المعركة في القدس كان ينادي بأعلى صوته الهادر على الجنود في خنادقهم ويدعوهم للثبات ويصرخ: اثبت يا عسكري.. عرضنا.. مقدساتنا.. أرضنا.. ممنوع الانسحاب.. قاتلوا العدو الغاشم.. حي على الجهاد..
من سيخلد صوت الملازم اول خضر شكري يعقوب عبر الواسطة الهوائية؛ إرموا موقعي حالا!.. ومن سيقول ان البطل الجندي الاول محمود محمد صالح الحكوم العبيدات، قد رابط على خط النار على اطراف قرية عناتا، لدحر عدو معتد اثيم.. وقد تعاهد مع رفاقه في الجيش الاردني العظيم، على الشهادة حتى تظل القدس عربية..
من بطلي؟.. قضية وليست فكرة ستبقى وئيدة، تضيق بها المسافة، ما بين «دوار مكسيم» و»شارع الجاردنز»، في التنكر للشهداء الابرار، عندما يخنقنا التجهيل المستفز، والتطنيش البغيض باسقاط كلمة «شهيد» عن «دوار فراس» و»شارع وصفي التل»، والتنكر بجحود للدم الزاكي الذي سال من رجال الكرامة والسموع واللطرون وباب المغاربة والشيخ جراح!..
يا سادة.. في بلاد اخرى يرسمون صور الشهداء على جدران العمارات، ويحفرون اسماءهم، صيانة للذاكرة، وتحفيزا للاجيال، وتوثيقا مضيئا لمن اكرمهم الله بالشهادة!.. ليطل السؤال من غيمة الحزن: لماذا يتم وأد سيرة الشهداء الأبرار من دفاتر وكتب طلاب مدارسنا وجامعاتنا؟.. برسم الوجع..!
Kreshan35@yahoo.com