النسخة الكاملة

الدكتور محمد المعايطة يكتب: نفاق إلكتروني وخيانة المجالس

الخميس-2022-05-14 11:30 am
جفرا نيوز -



جفرا نيوز - الدكتور محمد المعايطة

بعيدآ عن تخصصي أحببت أن أكتب عن آفة أصبحت منتشرة بكل أسف بين أبناء المجتمع بشكل كبير ويجب التنويه والحذر من هذه الآفة الخبيثة والتي أسائت كثيرا للكثير الكثير  لبعض أبناء المجتمع من أصحاب العلم والأخلاق والمعرفة والأصالة بسبب هؤلاء المتطفلين الذين أصبحوا يشكلون الإزعاج والفتن بشكل كبير جدآ..

حيث يقول أخصائيو علم النفس أن الكبت النفسي مستعصي وخطير يعمل على إثارة الحواس البشرية إلى أعلى درجات التحسس بحيث تقوم المستنبطات الحسية لدى المريض بالتقاط أدنى الحركات والأصوات الغير المسموعة لدي الإنسان العادي مما يجعل عقله يخضع لهذه المؤثرات الخارجية القوية في حالته


في حين تكشف مواقع التواصل عن علاقات "مزيفة”، تختلف تماما عما هي عليه في الواقع الحقيقي، اذ يشوبها  الكثير من "النفاق الإجتماعي والرقمي"، بحيث يتعمد الشخص بأن يظهر أمام قائمة أصدقائه بصورة جميلة لا تشبه أبدآ صورته الحقيقية في الحياة الطبيعية والواقع وذالك حسب أخصائيو هو نقص مشخص لدي الكثير من هذه الطبقات السيئة

ناهيك عن الهواتف الذكية التي أصبحت فتنة بين المجتمع وذلك لتسجيل المكالمات أو تسجيل ما يحدث بين الأصدقاء في المجالس ونقل الكلام حيث تعتبر هذه حسب الوصف
"بخيانة المجالس" وهي من أخطر الصفات التي يمارسونها أصحاب هذا الإختصاص وذالك أيضآ تعتبر مصالح مزدوجة بين المرسل والمستقبل وهي علي ما يبدوا أنها جينات وراثية من الخسة والنذالة وخيانة المجالس هي موروث من الآباء والأجداد منذ الأزل ولكن تطورت عبر تطور التكنولوجيا والأجهزة الذكية علما أن هذه التصرفات التي تعمل علي فتن المجتمع بشكل عام هي أوصاف غير قانونية و محرمة شرعآ 

في حين لم يكن غريبا أن يتعجب الخمسيني أبو ميسون علي ما حدث أمامه، حينما شاهد عبر صفحته على الفيسبوك، صديق له يتبادل مع صديقه  الأخر أجمل العبارات المليئة بالمجاملات والكلام الطيب والقلوب الحمراء. في حين يقول أبو ميسون الذي كان يتحدث قبل بدقائق عنه وينتقده ويشتكي منه ويصفه بأبشع الكلمات لما يحدث بينهما من قصص...
وتابع السيد أبو ميسون قائلآ أنه لا يعرف ما الدافع لكل هذا النفاق الالكتروني الذي بين أصدقائه وما الذي يضطرلأظهار كل ذلك لطالما أن الاثنين يكنان لبعضهما الحقد والكراهيه

مضيفا أنه ليس وحده الذي تفاجأ من تلك التصرفات على مواقع التواصل الاإجتماعي ولكن الكثير من أبناء المجتع...

في حين قال الشاب الوسيم عمار أيضا أنه تعرض لمثل هذا الموقف، حينما  قام أحد الأصدقاء بنشر صورة جماعية لهم خلال إحدى المناسبات ليعلق صديقه الأخر عالفيسبوك منووور صديقي وأخي الغالي ويسعد هالطله وماشابه...وما هي إلا ثوان قليلة ليصل عمار رسالة عبر تطبيق الواتس اب (سكرين شوت) من صديق لهم أخر والذي لم يلبي الدعوه أن يكتب التعليق المحب على الصورة، ، قائلا أن صديقك الذي نشر الصوره اتصل وقال ؟  "كانت سهرة مجاملات فقط وأن المعزب كذا وكذا  وعمار ما بحب أن يراهم أو يجالسهم
ولكن فقط هوبرات ومصالح ووووو "حسب الوصف والتعبير"

في حين إنصدم عمار من هذا النفاق الحاد ومن شدة الصدمه و قام عمار وتناول حبتين من الليكسوتنيين عيار 6 وهو علاج لتهدئة الأعصاب وللقالون ومنوم وذهب في نوم عميق لكي يرتاح ساعات من كافة أنواع و أشكال الكذب والنفاق الحاد 

أما ميسون بنت العم أبو ميسون تقول أن مواقع التواصل الإجتماعي وكأنها جعلت الناس يعيشون عدة شخصيات في أن واحد أي شخصيات أو نفسيات متقلبة حيث يكون علي السوشال ميديا يمدح ويجامل ويبالغ ويعبر نفاقه بشكل إيجابي تجاه صديقه وفي نفس الوقت يكون داخله كبت نفسي وكره شديد وخبث ومن ورائه يشتم وينافق وووو وماشابه فهذا مهدد أن يتحول من إكتئاب الى إنفصام حسب تعبيرها...
وليس كما يراه الناس بين بعض من الأصدقاء في واقع الحقيقه بل أصبحت هذه آفة منتشرة بين جميع الأطياف

وتلك العلاقات "الهشة” ساهمت في مواقع التواصل الإجتماعي بإيجادها لهم بسهولة وبات هنالك تزييف للكثير من العلاقات و إظهارها عكس ما هي عليه،

بعيدآ عن المصداقية والمشاعر الحقيقية، في الوقت الذي يصل فيه مستخدمو الفيس بوك في الأردن لما يقارب ال 8 ملايين شخص حسب الإحصائيات..

في حين وصف الأستاذ الدكتور في علم الإجتماع بجامعة مؤتة حسين المحادين أن وسائل التواصل الإجتماعي ساهمت بإظهار  شخصيات كثيرة و لا تنتمي لواقعها الحقيقي، حيث أصبحت تكشف عن حب وتسامح مبالغ فيه، لا يرتبط بالواقع، فالعالم الإفتراضي كثير من رواده يرتادون الأقنعة وذالك لعدة أسباب إجتماعية أو وراثية أو نفسية وأهما هو قلة الأخلاق و الوازع الديني بكل أسف..

وأضاف المحادين أنه كثير من الأشخاص، يصابون بالصدمة، لأنهم يدركون أن من حولهم "ينافقون” لهم إلكترونيا، من خلال الكلام الجميل والمنمق، فهم على الطبيعة ليسوا كذلك، لافتآ الى أنها في الحقيقة ليست إلا إسقاطات شخصية ونفسية وان القصد منها الظهور بالشكل المثالي أمام الناس وهم في داخلهم كبت نفسي شديد ونقص حاد وحسد و عدم الثقة بالنفس وحالة الضغط الداخلي التي يعيشها الشخص كلها تظهر على شكل إسقاطات على مواقع التواصل الإجتماعي الذي يجهله الكثير ، معتبرا أن هذا العالم الرقمي في النهاية هو غير حقيقي لصداقة ، ولا يجب الأخذ به ولا بد من وضع الإعتبارات دائماً تجاه ما يراه الشخص على الواقع، لأن هذا العالم لا يمثل علاقات حقيقية على الإطلاق ولا يجب أن يؤخذ الكلام الذي عليه بمجمل الجد...


بقلم : الدكتور محمد المعايطة
دكتوراة صحافة و إعلام ونشر إلكتروني 
رئيس لجنة مقاومة التطبيع 
 نقابة الصحفيين الأردنيين