مَن الذي يحتاج إلى "تربية" الدجاج.. أم بعض "التجار الفُجّار"؟

مَن الذي يحتاج إلى "تربية" الدجاج.. أم بعض "التجار الفُجّار"؟
جفرا نيوز - يتداول أردنيون مقطع فيديو من مقابلة تلفزيونية مع أحد العاملين بـ"تربية الدواجن" وهو يتحدث بتعال و"زعرنة" ليكتشف أردنيين أنهم هو بحاجة إلى "تربية" من الدولة وليس الدجاج الذي بات أشجع ممن يربونه بكثير، فهذا الانحطاط الذي بلغه كثير من التجار دون رادع أو معاقبة يعيد إلى أذهان البسطاء قصة قديمة لكن مؤثرة.
حينما كانت الدنيا بخير، كان الأطفال والكبار "يُحزّرون" بعضهم بسؤال عفوي وبريء ومباشر: هل تعرف ما معني كلمة "تاجر"، فنجيب: التاء "تقي" والألف "إنسان" والجيم "جبر خواطر" والراء "رحيم"، وعندما ذهبت "الأيام الحلوة" فقد ذهبت بـ"شرف وحلاوة" التجارة، فمَن نراهم اليوم تحت هذا المسمى فهم ليسوا سوى "فُجّار" لا همّ لهم سوى "سرقة ونهب" الناس الذين يعانون كثيرا في تأمين مدخولهم.
لو أعدنا السؤال اليوم فستكون الإجابة مختلفة: التاء "تطاول" الألف "أزعر" والجيم "جائر" والراء "رخيص"، إذ أن بعض "الفُجّار" اليوم يحتاجون إلى "خطاب مباشر" يعيدهم إلى حجمهم الطبيعي بعد أن تغولوا بـ"مال البسطاء"، إذ يتحدث أحدهم بـ"صفاقة وقلة أدب وتعالٍ" على أوجاع الأردنيين بأن سعر الدجاج يجب أن يرتفع لأنه "أرخص من الكنافة".
بجشعكم وقلة ضميركم ماذا أبقيتم للناس سوى الدجاج ليُبيضوا فيه وجههم على ولائم تقشفية غاب عنها كل ما طاله جشعكم وتطاولكم ووقاحتكم، فالقصة ليست قصة الدجاج أو فقده أو ارتفاع ثمنه بل أن القصة اليوم تجاوزت المألوف والمقبول، إذ لم يعد مقبولا أن يجلس "تاجر " أمام الكاميرات ليحدثنا عن أسعار الدجاج في دول أخرى بـ"عجرفة وزعرنة" لا يتقنها إلا تجار السلاح والمخدرات وأصحاب ثقافة الأتاوات، وهو ما يعيد السؤال جليا: أين الدولة التي تشن حملات أمنية على فارضي الأتاوات من هؤلاء الفجار، أو ما الذي يفعله فارضي الأتاوات ولا يفعله كثير من "التجار الفجار" اليوم، إلى متى يستمر صمت الدولة، وفتح الفضائيات لهؤلاء "الزعران" ليُعيّرو ا الأردنيين بالدجاج واستهلاكه وأسعاره، وتناوله يوميا.