النسخة الكاملة

شيرين أبو عاقلة.. شهيدة مسيحية بخوذة صحافية

الخميس-2022-05-11 12:15 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - إبراهيم قبيلات 

فيما ترتقي الزميلة الصحافية شيرين أبو عاقلة شهيدةً برصاص حي من بنادق العدو الاسرائيلي اخترق الخوذة واستقر في رأسها، بمخيم جنين شمالي الضفة الغربية، صباح اليوم الأربعاء، كانت مصر توجه دعوات لكبار المسؤولين الإسرائيليين وقادة الفصائل الفلسطينية لحضور اجتماعات في القاهرة، قريباً، بغية التوصل إلى اتفاقات حول التهدئة.

الرصاصة التي اخترقت خوذة شيرين استقرت قبلاً برؤوس أنظمة عربية اختطفها التطبيع وأغرتها الماسونية؛ فنست هويتها، وتاجرت بناسها وقضيتها.

أبو عاقلة كانت دائما تشعر بأن الشهادة تطوف حولها، وهذا تماماً ما عبّرت عنه في مقاطع تلفزيونية مسجلة، صارت تطوف عالم السوشيال ميديا، تقول: "لن أنسى أبدًا الشعور بأن الموت كان على مسافة قريبة".

لم تنس شيرين أن الموت سيأتي فجأة ثم يقول التاريخ كلمته. وأنت تشاهد وتقرأ كل هذا الموت والدماء في فلسطين المحتلة ليس لأبي عاقلة وحدها، بل بحق شعب بأسره، تشعر من فورك بدونية عربية، تجاوزت بنود التطبيع، ووصلت حد التطوع في التزلّف والتنسيق .

العدو الصهيوني يواصل خرق القوانين والأعراف الدولية وهو بذلك إنما يريد إخراس الإعلام عن آداء رسالته المهنية والقيمية والعروبية، كما نجح في نزع حناجر أنظمة عربية كثيرة، ولم يتبق إلا الشعوب بلا بنادق.

مؤخراً، التصقت صورة شيرين أبو عاقلة بالخوذة والسترة الواقية من الرصاص كلما ظهرت في فلسطين، موثقة جرائم الاحتلال ومجازره، لكن الخوذة اليوم خذلتها كما خذلتها أنظمة عربية طبّعت وانقادت بـ"طوق" من ذل إلى حتفها.

بزغت شمس أبو عاقلة أبو عاقلة عام 1971 طفلة مقدسية برئة صحافية، ثم قدمت إلى عمان لترسم درب شهادتها من قاعات جامعة اليرموك في إربد، فنقلت جرائم الاحتلال المتواصلة ضد الأشقاء الفلسطينيين بلا مواربة.

أمنت أبو عاقلة بأن الحيادية في القضية الفلسطينية تتساوى ودمامل الخيانة، فتمسكت بثوابتها وأعلنت عدم حياديتها في الملف الفسطيني، لتقترب أكثر وأكثر من الوجع الفلسطيني وتحكي للعالم قصة شعب أعزل يرفض أن يكون إلا نفسه، مواصلاً دروب المقاومة بصدور عارية.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير