النسخة الكاملة

"جردة حساب" للسيسي بـ 8 سنوات.. "ثورة عمرانية" و"عين إقليمية"

الخميس-2022-04-30 09:21 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- خاص

من "حضن الخراب" الذي قبعت في مصر بعد عام 2011 فقد تحولت مصر إلى "ورشة عمرانية" كبيرة، ففي ثماني سنوات فقط على استلام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للسلطة في بلاده فقد أصبح لمصر "عاصمة إدارية" جديدة، ربما لا يبالغ البعض في القول إنها تفوقت على المدن الاقتصادية والذكية في دول خليجية وآسيوية ذاع صيتها في العقدين الأخيرين، إذ أراد السيسي "ثورة مصرية" من "نوع مختلف" في سنوات قليلة.

وفي مجالسه الخاصة يقول السيسي إنه لا يزال لديه الكثير ليفعله لولا "ضيق ذات اليد"، وأنه لا يشبع من الإنجاز والبناء، الذي يجري تساوقا مع "أمن حازم" يمنع عودة مصر إلى "مربع الخراب" الذي أُريد لـ"المحروسة" بعد فوضى عام 2011، إذ تعتبر مصر هي الدولة شبه الوحيدة التي نجت من فوضى الربيع العربي الذي فتح أبواب المنطقة على مجهول لا يزال يتصاعد فصولا في عواصم عدة في الأقليم الهائج.

ومؤخرا وازنت قيادة الرئيس السيسي بذكاء لافت بين "الأمن الصارم" و"البناء السريع" الذي لمس ملايين المصريين في القرى البعيدة والتي ظلت منسية لعقود أثر البناء، فيما لا يزال الوضع الاقتصادي يضغط بقوة على بلد محاط بالتحديات والأزمات، إذ يكفي مصر "الهمّ الليبي" مع حدود تتعدى 1200 كيلومتر مربع، إذ لولا يقظة الجيش المصري في الاتجاه الاستراتيجي الغربي و"عيونه المفتوحة" على "حدود ليبية ذائبة" لوقعت مصر في أتون الخراب والفتنة.

ولم تكن عين الرئيس السيسي "مفتوحة" على الداخل فقط، فقد سعى بذكاء لافت في ضم الأردن والعراق إليه نحو "شام جديد" ستنضم إليه حتما سوريا ولبنان بعد أن يتعافى البلدين من "الهموم الداخلية"، فقد بدأ السيسي وجلالة الملك عبدالله الثاني تأسيس مظلة إقليمية جديدة ستكون أقرب إلى صيغة "مجلس التعاون العربي" الذي سعت جهات دولية أواخر الثمانئيات من القرن الماضي لـ"وأده سياسيا" بسبب الإمكانات الهائلة لمظلة إقليمية عربية تجمع شعوبها بين العقول الجبارة والأيدي العاملة والماء والمناطق الزراعية الشاسعة، والأنهر في مصر والعراق.

وفي السياسة الإقليمية، فقد مارس الرئيس السيسي "صبرا وذكاءً" استثنائيين في احتمال تحرشات سياسية من "إثيوبيا وتركيا" إذ لم يندفع "جنرال القرار" نحو دعوات عاطفية لمواجهات مفتوحة ومكلفة بل مارس "الصبر الاستراتيجي" الذي جعل دولة بحجم تركيا تتود لمصر وتتسابق لطرد "الأصوات الشاذة" من أرضيها التي أرادت لمصر أن تعود إلى "حضن الخراب".