جفرا نيوز -
جفرا نيوز - أكد عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات «كورونا» واستشاري العلاج السريري والدوائي للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي، ان تطبيق استراتيجية «صفر كورونا» لمكافحة الفيروس، اشبه بالمستحيلة.
وأضاف ان «متحور أوميكرون، قوض تلك الاستراتيجية، مع تخطي إجمالي الإصابات اليومية الحصائل الرسمية التي سجلت خلال الموجة الأولى للفيروس في كثير من الدول، فتحقيق صفر كورونا، بهدف القضاء على الفيروس في اي بلد قد تكون مهمة شبه مستحيلة، ولن تقوم باحتواء المتغيرات والمتحورات التي تنشأ من الفيروس بين فترة وأخرى».
وبالإشارة الى الصين التي تتبع استراتيجية «صفر كورونا»، بين بلعاوي ان «الصين تمكنت من احتواء الجائحة في الفترة التي تم رصد الفيروس للمرة الأولى في العالم بمدينة ووهان في كانون الأول من العام 2019، وحتى اذار 2021، بواسطة تدابير شديدة الصرامة، ومعتمدة في سياق ما يعرف استراتيجية صفر كورونا».
وقال: «بالإضافة لتقويض المتحور أوميكرون، لتلك الاسترتيجية، فإن الأجسام المضادة عند متلقي لقاحات كورونا انخفضت أيضا، مما يجعل الإصابات تستمر ووصولها الى صفر صعب للغاية».
وشدد بلعاوي على ان «الوصول للمناعة المجتمعية لا يحصل مع فيروسات كفيروس كورونا، إنما الفيروس يضعف مع تراكم المتحورات، وتبقى الفئات ذات الاختطار العالي في أي مجتمع بحاجة الى جرعات موسمية محدثة (تحتوي على التركيبة الجينية للمتحورات الحالية)، كما يحصل مع لقاح الإنفلونزا».
وأشار إلى ان «المتحور الحالي لـ كورونا، بدأ يضعف، حيث ان 85% من الحالات المسجلة مثلا في شنغهاي لم تظهر عليهم أعراض، كما سجلت 10 وفيات في الموجة الحالية التي سببها متحور أوميكرون BA2، الأكثر عدوى والأقل فتكا من متحور دلتا»، لافتا الى ان «الأمر نفسه يحدث في بلدان أخرى، مثل ما نشاهده الآن من ارتفاع لأعداد الإصابات في ولايات عدة بالهند».
ولفت الى ان «ما نتابعه حاليا من ارتفاع إصابات كورونا في الصين، هو بسبب استدامة الفحوصات العشوائية والسلسلة الجينومية لرصد اية متحورات جديدة، كالتي ظهرت في بعض مناطق الصين».
في المقابل كما أوضح بلعاوي، فإن «العديد من الدول التي رفعت معظم القيود الصحية التي كانت مفروضة لمكافحة تفشي الجائحة، خفضت في الوقت ذاته عدد الفحوصات بشكل كبير، مما يجعل متابعة انتشار الوباء صعبة جدا»، مؤكدا ان «هذا خطأ استراتيجي، خصوصا في حال ان متحورا جديدا أكثر ضراوة طفى على السطح».
وعن السيناريو الأكثر ترجيحا لـ"كورونا»، توقع ان «الفيروس سيستمر بالتطور، لكن ضراوة المرض الذي يتسبب به ستتراجع بشكل ملحوظ، مع تراكم المناعة المؤقتة بفضل التلقيح والإصابات، ومن جهة سلبية، فإنه من الممكن ان ترتفع أعداد الإصابات الى الذروة من وقت لاخر عندما تتراجع المناعة من جديد، ويهاجمنا فيروس متحور جديد».
ومع السيناريو المتوقع وفق بلعاوي، فإن ذلك يستدعي إعطاء جرعات معززة من اللقاح خصوصا للأشخاص الضعفاء، مما يستلزم تصنيع لقاحات حديثة، تحتوي على المتحورات الجديدة، وعدم الاعتماد فقط على البروتين الشوكي S للفيروس، بل شمول بروتينات أخرى لديه.
الرأي -سائدة السيد