جار عليها الزمن..أربعينية تنتظر انتشالها من تحت صفيح “الزينكو وأكوام الخرداوات”

جار عليها الزمن..أربعينية تنتظر انتشالها من تحت صفيح “الزينكو وأكوام الخرداوات”
جفرا نيوز - تمتلك 46 ديناراً من المعونة الوطنية، وبيتا مستأجرا بضعف هذا المبلغ تقريبا سقفه «صفيح زينكو» والعديد من «الخرداوات» التي تجمعها من الحاويات وتعمل على بيعها لتجد قوت يومها، وتحاول جمع اجار البيت المتراكم وفواتير المياه والكهرباء.
جار عليها الزمن منذ طفولتها وقد عاشت بين زوج ام متجبر وزوجة اب قلبها متحجر، وزوج ظالم، لا اخوة لديها من ابيها وامها معا، بل لها من هنا وهناك لا يصلونها ولا حتى في شهر الرحمة.. صمتت «فاطمة» كثيرا وقصت مشاهد من حياتها اشبه بفيلم عنف لتختم حديثها بـ «فيه رب شايف عارف».
الاربعينية فاطمة تبدا نهارها في تمام الساعة السابعة بجمع «الخردة» وكل ما يمكن ان يكون مفيدا من ملابس واحذية واشياء قابلة للاستخدام البشري، الى جانب الخبز والاكل الملقى في الحاويات، فيستمر نهارها حتى المغيب على هذا الحال، منذ قرابة عشر سنوات، تبيع ما يصلح للبيع، وتحتفظ بما يمكن ان تستخدمه، تارة تجد ما تاكله وتارة اخرى يذكرها احد المحسنين في شهر الاحسان فتسد رمقها بطعام نظيف.
رغم كل ضيق الحال، وكمية الامراض التي بدات تنهش جسدها من التهاب في الاوتار والاعصاب والرئة عدا عن «الديسك»، ورغم غياب ادنى مقومات العيش بكرامة بعد ان هجرها زوجها -من جنسية عربية- حاملا معه طفليها منذ عقد من الزمن ولا تعرف عنهم شيئا حتى الان، الا ان قلبها متعلق بدينها تحفظ القران الكريم كاملا، وتحلم بان تصل بيت الله الحرام حاولت برجاء اهل الخير ان تستطيع ان تعتمر الا ان كاتب القدر لم يشأ لها حتى الان.
فاطمة قالت بغصة «الشغل مو عيب،، بس ما ضل فيا حيل،، وما بدي الا اموت بكرامتي وما بمد ايدي للرايح والجاي،،حاولت اقدم للتنمية الاجتماعية ع بيت يسترني وما طلعلي.. ااه شو نفسي اعتمر، كل شي بهون لما اكون ببيت الله،،،» ورحل الحديث لدقائق، وأكملت «بلدنا ما بيخلص خيرها،، يارب استرها معنا وهونها،، واحفظ بلدنا،، ما النا غيرها ام واب والخير فيها ما بينقطع رجاه».
فاطمة -كما اسميناها- التي جارت عليها كل الظروف تقطن حيا شعبيا في محافظة العقبة، وتنتظر أهل الخير ان ينتشلونها من تحت صفيح «الزينكو»، ومن بين أكوام» الخرداوات» التي تشاركها بيتها المتهالك.
صحيفة «الدستور» تمتلك الوثائق الخاصة بفاطمة لمن اراد منحها رداء لتستر كرامتها وعورة ظروفها.