النسخة الكاملة

الفيلم اللبناني "البحر أمامكم" في الصالات الفرنسية

الخميس-2022-04-15 11:58 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - باشرت الصالات الفرنسية منذ يوم أمس الأربعاء في 13 نيسان /أبريل الجاري عرض الشريط اللبناني المتميز: البحر أمامكم – the sea ahead للمخرج إيلي داغر، بعد مشاركات إقليمية وعالمية توجته بالعديد من الجوائز.

قبل أن تستقبله باريس، كان مهرجان كان السينمائي الدولي، أدرج فيلم: البحر أمامكم – the sea ahead للمخرج اللبناني إيلي داغرعلى لائحة عروض تظاهرة أسبوعي المخرجين، بينما سبق للمخرج داغر أن افتتح حياته المهنية بسعفة ذهبية من المهرجان، عام 2015 عن فيلم التحريك: موج 98.

"البحر أمامكم" يأتي  في وقته تماماً. موضوعه عن بيروت المدينة والناس والأزمات الإجتماعية والنفسية، عن السفر والهجرة الطوعية وعدم وضوح الرؤية للغد، والبطلة جنى (الممثلة المذهلة منال عيسى، المقيمة في باريس) تعود إلى أبويها (يارا أبو حيدر، وربيع الزهر) في بيروت وسط غموض يلف الأجواء التي عاشتها في فرنسا ثم دفعتها للعودة.

حتى أسباب تركها باريس لم تتوضح، فـ جنى شخصية محطمة، وما نراه منها على الشاشة لا يعدو كونه أشلاء آدمية  لا تلتئم إلاّ عندما تلتقي صديقها السابق (روجيه عازار) مع ذلك لا تطول فترة التسامح مع الأوضاع، وبينما كانت لا تتفاعل مع ذويها، عادت وإنقلبت على صديقها وكالت له ضربات قاتلة لأنه لم يستوعب غضبها، وبالتالي إستأنفت حياة التيه والضياع التي فشلت في الخروج منها عندما قصدت باريس، أو مع عودتها إلى بيروت.

ليس لكم إلاّ البحر. إنه لسان حال الفيلم الذي كتبه وأخرجه داغر. نعم هو يؤكد على تبرير خيار المغادرة وترك الوطن، معترفاً في شريطه أن الغربة ليست حلاً، سواء من شخصية الشابة جنى، أو من خلال الحكايات التي تتناول أهلاً وأصدقاء تركوا البلد إلى أماكن أكثر أمناً ورزقاُ فوق هذا الكوكب.

لاشيء يعزّي الأهل فهم ببساطة خسروا أبناءهم، وباتوا يعانون ضيق مجالات العمل، وإحتاروا بالطريقة الأجدى لتوفير مستقبل مضمون لهم، ليتبين أن ما من خيار مجد لا هنا ولا في الخارج، وهنا الطامة الكبرى، فأين هو الحل، الذي يبدو وكأنه التنقل من غربة إلى أخرى حتى العثور على المكان الذي يوفر الإطمئنان والسلام.

ومع خروج جنى إلى أجواء الحياة في ليل بيروت، وأحياناً في نهاراتها لم تعثر إلاّ على شخصيات مهزومة تعيش لحظتها فقط وهي ببساطة على حق، فليس أمامها ما يسر، أو يدعو للتفاؤل، لذا تقتنص لحظات الفرح النادرة بشق النفس.

لا يحتمل الفيلم توصيفه بالمتشائم، إنه بكل تأكيد واقعي منطقي يتفهم كل إنفعالات الشخصيات وتداعياتها لكنه لا يستبعد إرتكاب الجريمة كما فعلت جنى مع صديقها، ولنا أن نجد مبرراً لكل تصرف خارج عن المألوف من كل الشخصيات، ولا مجال إطلاقاً لتلمس الحلول فكل المعطيات سلبية.

المخرج والسيناريست إيلي داغر يقدم في: البحر أمامكم، بيروت كما هي، واللبنانيين كما هم، وقد ساعده إختيار منال عيسى للدور الأول، في بلورة كامل الصورة مع ممثلة من طينة فنية نادرة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير