جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب: الدكتور الصحفي غازي القظام السرحان
ابيض وجهه اسطوري مؤطر بالبطولة والشجاعة بريء المعاني عنده الأشياء والأسماء تستوي وتتخذ الحقيقة شكلها, يتمتع بشخصيه دمثة فيها الإيمان بالله والثقة بالنفس والرزانه واتزان الشخصية والبدوي الطبع والحلم والدم هو بعض راحلة بتلك القافلة, حين دلفت إلى بيته في بهمه الليل حتى وقفت بباب دارته المشرعة أبدا ورأيت الشيب والشباب يتحلقون حوله يرتشفون القهوة بأكواب البهجة في ديوانه العامر والحديث المستطاب يزيدني أعجابا فيما يتسلسل من رحيق الكلام, فهو احد مصابيح الصحراء العربية , تهزه المواقف ألوطنيه والقومية نموذج للشخصية الوطنية الأردنية التي تكاملت فيها المعاني الجميلة .
ساهم في تشكيل وجدانه الوطني والإنساني وإيمانه بالفكر القومي والده الشيخ المرحوم عبد الحميد ألنعيمي أحد ضباط الجيش ألفيصلي بسوريا وشارك بمعركة ميسلون المشهورة وبعد احتلال دمشق من قبل الفرنسيين ومغادره الملك فيصل سوريا حضر وأفراد عشيرته للأردن وكان من الذين استقبلوا جلاله الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين في معان . انه العميد الركن المتقاعد ( المقدم الركن " ركن أول عمليات فرقه المشاة الأولى " المشاركة في معركة الكرامة عام 1968) * جهاد عبد الحميد ألنعيمي *الكرامة المضاءة بخضره البرتقال والليمون والبلح والشهداء والبطولة من الذين كتبوا خيط عزتها على فوتيكهم يؤمن أن الجندية لا تهاون ولا تواكل ولا تراخ . جهاد عبد الحميد ألنعيمي نبراس لأبناء هذا الوطن بين السطور حكاية يرويها عن معركة الكرامة.يقول على الباغي تدور الدائرة فالعدو ما فتئ يجوس الأرض ليعبث بالخريطة وان اجتياز الحدود التي رسمها العدو ضرب من المستحيل ,هنا لا مكان لأهانتنا وان من أرادوا أن يرتشفون القهوة على سفوح هذي الجبال محض خيال وأوهام. يقول الشيخ العميد الركن المتقاعد جهاد عبد الحميد ألنعيمي :
أنه مساء يوم 20/3/1968 كانت قواتنا المسلحة الأردنية تترصد فجر اللقاء نراهم حضورا شهيا ننظر في المدى متلهفين فأي معركة وأي بطوله سترفع رأس البلد وسيكتب التاريخ عنها غدا عن الحدث الأكبر,كنت أرى جيش الأردن منتصبا في رؤوس الجبال في احتدام البارود , استعدت قواتنا تماما للمعركة وأخذت المواقع المختارة لها , كنا نعرف عن خطط الشيطان ونتيجة ليقظة قواتنا المسلحة على اختلاف صنوفها وأنواعها استطعنا تحديد التوقيت الذي وضعته القوات الاسرائيليه لمهاجمه الأردن وبالفعل بدأت إسرائيل بهجومها علينا بتمام الساعة 5 صباح 21/3/1968 ,ولم تتوقف مدفعيه قواتنا المسلحة الأردنية عن الرمي مصوبة قذائفها ونيرانها باتجاه القوات الاسرائيليه تنهكها النار لتفر مذعورة الخطو تاركه قتلاها وعدتها وعتادها ليسقط المهاجم مرعوبا ونظريته التي يتغنى بها " الجيش الذي لا يقهر" ما بين شهقة غادر وزفره ماكر يبوح العدو بالذي لا يباح, يجر أوهامه الحمقى بأن الوصول إلى عمان مجرد نزهه, أنخ ما فيك من حلم ولا تطلقه في ليل خصيب ليس لك , اكبح جماح غطرستك وصلفك كلما رفت عينك شرقي النهر أن الطريق إلى عمان والبلقاء بات بعيدا فهيئ رحالك صوب الموت وخذ كل ما تستطيع من الذكريات هشيم الأماني وبقايا رماد فحلمك لما اعتلى سلم عمان زلت رؤاه ولا تنسى ملء قرابك قبل الرحيل ببعض الشراب من النهر.
, ويضيف ألنعيمي أن قياده الفرقة الأولى مشاه كانت قد نقلت قيادتها من السلط إلى النبي يوشع مستخدمين " ألمغر والكهوف " استعدادا للحرب ولم تسلم هذه المواقع من قصف الطائرات الاسرائيليه ويذكر العميد ألنعيمي أن إحدى سيارات الروفر التي كان تقل العقيد الأمير زيد بن شاكر قائد احد الويه الدروع المعززة لقياده الفرقة ومعه السائق حباس هليبان السرحان تعرضت هي الأخرى للقصف من الطائرات الاسرائيليه فنجا الأمير زيد من القصف في حين بترت رجل السائق جباس هليبان السرحان عندما كانا في طريقهما لقياده الفرقة . ويذكرا لنعيمي قائلا إنني كثيرا أرد على اتصالات جلاله الملك المرحوم الحسين والذي كان يطمئن على الجيش ويعمل على تشجيعهم وبث الروح المعنوية والحماسية فيهم . ويمضي قائلا أن العقيد قاسم المعا يطه وهو قائد لأحد الألوية المشاركة في معركة الكرامة آنذاك اتصل بي وسألني عن قائد الفرقة الفريق مشهور حديثه ألجازي لأنه شاهد سيارة نصف مجنزرة عليها علم احمر متجهه من جهة الكرامة باتجاه مثلث العارضة فاعتقد انه الفريق ألجازي فيها وكان الفريق ألجازي قريبا مني فاخذ سماعه اللاسلكي مني بعد سألني من الذي كان يتكلم معك فأجبته انه العقيد قاسم المعا يطه فقال بحنجرة ذئب وعبر اللاسلكي موجها حديثه إلى العقيد المعا يطه ( أخوي أبو محمد إن هذا الذي يركب بالمجنزرة هو قائد المعركة الإسرائيلي فاعملوا على تدمير المجنزرة) وكانت مركبات الموت التي أعددناها للعدو متمركزة في المكان المتجه له القائد الإسرائيلي وببسالة القانصين التي تتميز بها قواتنا أطلقت قذيفة باتجاه النصف مجنزرة وإصابتها أصابه دقيقه فقتل قائد الهجوم الإسرائيلي وحضرت 3 طائرات هيلوكبتر اسرائليه نزلت أحداها ونقلت جثه القائد الإسرائيلي وغنمنا النصف مجنزرة ولدى تفتيشنا لها عثرنا على خرائط بها مؤشر عليها باللون الأحمر لمناطق كانوا يستهدفون احتلالها في تلك الحرب ومن تلك المناطق مرتفعات السلط,
أيها الأردن خرجت جميلا من وجع القاموس باسط الوعد مجللا بالهيبة والبهاء حيث عام يمر وآخر يأتي نستذكر الدروس والعبر وقصص المجد والبطولة لهؤلاء الأبطال الذين صمدوا أمام القنابل والدبابات والطائرات التي صبت عليهم نيرانها فاثبتوا لامتهم وللعالم اجمع أن الثقة بالقيادة والإيمان بالنصر أقوى وأمضى من كل الأسلحة..