النسخة الكاملة

على طاولة الملك يمتزج الوطني بالقومي

الخميس-2022-03-16 11:13 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بلال حسن التل
كما هي عادته، فإن جولات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ولقاءات جلالته مع زعماء وقادة الدول لا تقتصر على القضايا والهموم الأردنية والعلاقات الثنائيه، وجلالته بهذا إنما يرسخ النهج القومي لأباءه وأجداده من جهة، ويؤكد دور الأردن ورسالته القومية التي قامت عليها الدولة الأردنية الحديثة قبل قرن من الزمان، باعتبارها وارثت الثورة العربية الكبرى، والأمينة على الأحلام القومية للعرب.
مناسبة هذا الكلام مارشح عن زيارة جلالته خلال الأيام القليلة الماضية لكل من النروج وألمانيا، حيث تصدرت قضية فلسطين جدول أعمال جلالته ومحادثاته مع زعماء البلدين وهو أمر تميز به وانفرد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، فصار الزعيم العربي الوحيد الذي يصر على إبقاء قضية فلسطين حية في ضمير العالم، وعلى جدول أعمال زعماءه من منظورها العربي، حيث يصر جلالته على أن يحفظ العالم للقدس صبغتها الدينية والتاريخية والقانونية، وأن تتحول إلى عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حل الدولتين الذي يتمسك به الأردن، مسانداً في ذلك وداعما للأهل في فلسطين.

وكما هي عادته فقد كرر جلالته التحذير من تدهور الأوضاع في فلسطين عموماً وفي القدس على وجه الخصوص، خاصة ونحن على مشارف شهر رمضان وخصوصيته المقدسة في المدينة المقدسة، ولدى مليار مسلم ويزيد، ناهيك عن ملايين المسيحيين العرب، حيث تشكل القدس واحدة من أهم رموز التعددية في هذه المنطقة، خاصة التعددية الدينية والحياة المشتركة بين أتباع الديانات السماوية، قبل ظهور الحركة الصهيونية وأطماعها .

ومثل اهتمام جلالته بفلسطين وقضيتها، فإن الأوضاع في سوريا لم تغب عن الاهتمامات الملكية وضرورة الحل السياسي للمشكلة السورية، مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، خاصة وأن وجودهم زاد الأعباء الاقتصادية والاجتماعية على الدول المضيفة، خاصة الأردن الذي تحمل نتيجة للجؤ السوري فوق طاقته، بل وفوق طاقة دولة كبرى، كما صار الأردن مستهدفا من قبل عصابات تهريب المخدرات التي تتمركز بالأراضي السورية، محاولاتها المستميته لإختراق أمن الأردن، وهي المحاولات التي تتحطم على صخرة قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، التي هي في حالة استنفار دائمة مكلفة اقتصاديا، علماً بأن الأردن في تصديه لهذه العصابات يدافع أولاً عن جزيرة العرب وخليجهم، ثم عن دول العالم الأخرى التي تستهدفها عصابات المخدرات المنطلقة من سوريا، كذلك لم يغيب الشأن العراقي عن جدول أعمال جلالته وضرورة عودته إلى حضنه العربي، وقيامه بدوره في الإقليم والعالم.
خلاصة القول في هذة القضية: أنه وحده الأردن الذي تمتزج عنده قضاياه وهمومه الوطنية بالقضايا والهموم القومية فتصبح واحدة، راسم بذلك أروع صور الإخلاص للحلم العربي