جفرا نيوز -
جفرا نيوز- بقلم: الدكتور محمد أبو عمارة
وصلنا ذلك المطعم أنا وأصدقائي حيث اصطحب أحدهم صديقاً لهم، كنت أنا حديث المعرفة به، ذلك المطعم الذي طالما تغنينا به أنا وصحبي حيث يقدم أشهى أطباق المشاوي والسلطات، ولطالما تناولنا طعامنا به .
وبالفعل جلسنا إلى الطاولة المفضلة لدينا وجاء النادل وقمنا بطلب الطعام ، وبدأنا بالحديث الشيق حيث كان كل يدلي بدلوه، ونبحر وسط الذكريات الجملية التي عشنا أيامها سابقاً فهذا يذكر قصة وذلك مغامره وهذا نادرة... حديث حملنا عبر الزمان لنعود أطفالاً على مقاعد الدراسة، تذكرنا مديرنا الفاضل (أيوب القواسمي) رحمه الله الذي كان يقف لنا عند باب المدرسة ويجعل المتأخرين هم من ينظفون ساحة المدرسة الواسعة...
تذكرنا بساتين القمح التي كانت تحيط بمدرستنا والتي كنا نركض فيها ونهرب من المزارع الذي كان يطاردنا عند رؤيتنا لأن مسيرنا عبر بستانه يتلف الزرع، وتذكرنا تلك الجبال الخاوية إلا من بضع الأزهار البرية في الربيع وأنواع متعددة من الأشواك ولكنها كانت تحاط بالكثير من الحب
كم كما نمشي فوق تلك التلال وكم كانت المتعة أكبر عندما يسمح لنا بمرافقة راعي الأغنام الذي كان يتنقل في الجبال باحثاً عن الطعام لأغنامه وأحياناً كان يجلب الطعام والماء معه لعدم وجودها في الصيف خاصة وعند سؤالي له....
-بما أنه لا توجد مراعي لماذا تأخذ هذه الاغنام وتمضي نهارك معها في الجبال، فقال عبارة لا أدري إلى أي درجة كان يعيها أو يقصدها ...
-الحرية أهم من الأكل، وهاي الأغنام إذا ما طلعت ومشيت يا بتموت يا بتمرض...
الحرية أهم من الأكل والشرب ! كم هي عميقة هذه العبارة!
حديث الذكريات امتد .... وأثناء ذلك الحديث الشيق كنا نتناول الطعام وإذ بالنادل يقترب ويقول...
-شباب شو حابين تتحلوا.ّ
-فأجبت أنا: أم علي!! لأنكم ما بتزبطوا غيرها...
وهنا رمقت ابتسامه ماكره ارتسمت على وجوه أصدقائي ما عدا الضيف! فوجهت الكلام إليه وقلت...
-مش شرط تلتزم بأم علي في خيارات أخرى، بس أم علي عندهم بتجنن وزاكيه وحلوه ....
وهنا كانت الابتسامه الماكرة تزداد على وجوه رفاقي وكان الضيف يزداد ضيقاً وحنقاً...
لا أدري ما السبب ولكنني أكملت ...
-أنا لما أجي هون ما بطلب إلا أم علي، يا رجل غير بصراحة، أم علي بتنسيك همومك وبتغير نظرتك للحياه، بسيطة رشيقة طبيعيه وحلوه زي العسل..
وهنا ضحك أصدقائي بصوت مرتفع واحمر وجه الضيف كثيراً فقلت...
-شوفي مالكم!
فقال أحدهم: أكمل أكمل يا دكتور احكيلنا كمان عن إم علي... وأكمل ضحكه (ههههه)
-إذا ما بتحبوا إم علي عادي غيروا... الموضوع مش إجباري
-وهنا نظر أحدهم إلى الضيف وقال: شو رأيك يا معلم
وإنفجر الجميع بضحك هستيري...
-صرخت: شو مالكم!!
-فقال احدهم: الاستاذ الضيف أسمه أبو علي... والباقي عندك
-نظرت نحو أبو علي وقلت : كم عمر علي؟
*رئيس جمعية الكتاب الإلكترونيين الأردنيين