جفرا نيوز - توثيق مشاهد حيّة ومبثوثة لجلالة الملك عبد الله الثاني وهو يتجوّل بين المواطنين ويتحدث معهم في محافظة معان جنوبي البلاد لا يؤذن فقط بالعودة إلى صيغ التجول في المحافظات والاختلاط وجها لوجه بالناس ولا للبرنامج القديم الذي تم تبديله او استبداله بصيغة عقد لقاءات مع الوجهاء وقادة العشائر وممثلي المحافظات والمدن والتكوينات الاجتماعية في القصر الملكي بين الحين والاخر.
الملك ظهر وهو يصافح الناس ويساعد بعض المسنين بالمسجد في الارتكاء على العصي التي يستخدمونها للحركة كما ظهر وهو يحتضن ويقبل عدة مواطنين في الشارع في مدينة معان جنوبي البلاد كمان صور هو والمرافقين وهو يرد علي تحية المحتشدين بمئات المواطنين في الشارع العام فيما صور وبث حواره مع أحد مالكي البقالات في المدينة الجنوبية.
تلك الصور محصلة لبرنامج عودة الى التحدث مباشرة مع المواطنين وهو برنامج حيوي في هذه المرحلة بعدما ثبت للمراقبين والمستشارين وحتى للرؤية الملكية في بعض المفاصل بأن لقاءات العاصمة عمان مع النخب لا تغنى عن الاختلاط بالمواطنين في الشارع والاصغاء اليهم مباشرة لا بل اغلب لقاءات العاصمة كانت عمليا لا تنقل هموم الناس إلى حد ما و ما تقوله اجتماعات الملك المباشرة مع المواطنين الآن أن مرحلة اللقاءات في العاصمة عمان انتهت وان المواجهة مباشرة في الشارع مع المواطنين حيث هم.
وطبعا يعني ذلك بأن القصر الملكي سيتلمّس هموم الناس والمواطنين والبسطاء خصوصا في التكوين الاجتماعي العشائري وفي مناطق المحافظات والاطراف مباشرة ووجها لوجه وبدون فلاتر او مستشارين او تنميقات لفظية وهي رسالة تؤشر على ان مؤسسة القصر الملكي مرحليا التقطت ما هو جوهري في حاجة الناس واهتمامها بالتحدث للملك مباشرة وهي ايضا رسالة مسيسة وذكية ورشيقة في اتجاه الرد على الكثير من المزاعم التي تحاول تشويه سمعة الاردن والمشاغبة على قيادته بافتراءات وتسريبات بين الحين والاخر .
ظهور الملك بين المواطنين وبكثافة أظهر بأن الرأي العام في الاردن ليس في جيب المعارضين وما يقوله الملك في جولاته الاخيرة مع الناس هو ان تلك المرحلة انتهت وان الاردنيون يستطيعون التحدث مع الملك ولقائه بالصدفة وبكل بساطة وبدون تعقيدات.
طبعا مثل هذا الترتيب يوحي بأن مرحلة جديدة بدأت وتحاول التعويض عن غياب الحكومة وكبار المسؤولين عن الميدان خصوصا وأن الملك أمر علنا وفي اجتماعات وزارية مؤخرا جميع الوزراء بتلمس هموم المواطنين في الشارع وهو امر يبعث الطمأنينة عند ظهور المؤسسة الملكية في الشارع العام وحتى في محافظات ومدن تعتبر حراكية ضمن برنامج موضوع ومقصود او فيها حراك من عدة اصناف هو رسالة بالاتجاه المعاكس للإحباط والاحتقان.
لكن الأهم أن الجولة الملكية في الأطراف والمحافظات والتي بدأت قبل ايام قليلة هي تسبق إقرار تشريعات جديدة لقانوني الأحزاب والانتخابات وتحاول طمأنة الشارع على تلمس احتياجات المواطنين وهمومهم حتى رغم الانشغال بأحداث العالم والإقليم أو حتى رغم ما يسمى بمخرجات وثيقة تحديث المنظومة السياسية .
الرأي اليوم - بتصرف