النسخة الكاملة

الحرب الروسية …. قراءة و رسائل سريعة الى من يهمه الأمر في المشهد الاقتصادي !!!

الخميس-2022-03-01 06:38 pm
جفرا نيوز -

جفرا نيوز - بقلم: رامي زياد الخياط      

يقول هنري كيسنجر ثعلب السياسة الذي بلغ حوالي المائة عام : ليس المهم كيف تبدأ الحرب… ولكن المهم كيف تنتهي !! 

وأنا اعتقد شخصياً انها لن تنتهي قريباً و لن تنتهي بشكل سريع ….. و ان العالم مقبل على حرب عالمية ثالثة بمنظور جديد … 

فشروط بوتين في مفاوضاته مع اوكرانيا واضحة و اي تراجع عنها او ايقاف لقواته قبل تحقيق اهدافه يعتبر خسارةً فادحة و كسر لشوكة روسيا امام العالم … و في المقابل فالناتو و على رأسه الولايات المتحدة ترفض شروط روسيا و تفرض شتى انواع العقوبات و اساليب العزل على موسكو …

نقص امدادات الطاقة بدء… و العالم بدء بالافراج عن مخزون الطاقة لديه في ظل ارتفاع اسعار النفط …اخذين بابن الاعتبار  اعتماد أوروبا على روسيا في نحو 40 في المئة من الغاز الطبيعي الوارد اليها و الذي الذي يأتيها معظمه عبر خطوط أنابيب يامال-أوروبا الذي يعبر بيلاروس وبولندا إلى ألمانيا !! و لن يستطيع اي بديل عالمي اخر سد النقص الحاصل في الغاز الروسي و خصوصاً في ظل معاناة اوروبا العجوز اقتصاديا قبل الحرب  !! 

و في المقابل فان نقص امدادات الغذاء في العالم يتصاعد و نحن نلاحظ حميعاً انه خلال ليلة و ضحاها اختفى دور منظمة الصحة العالمية و تصاعد دور منظمة الغذاء العالمية … و اختفى الحديث عن كورونا في كل دول العالم تقريباً … و اتجهت البوصلة من كورونا الى الحرب !!!!

ما يهمنا كعرب في هذه الايام ان أوكرانيا و روسيا لهما وزن دولي في إنتاج الغذاء والحبوب الأساسية، وخاصة القمح والذرة والشعير وزيوت الطعام. ويمكن وصفهما بأنهما سلة غذاء العالم للمنتجات الاساسية ، حيث تتربع روسيا على مقعد أكبر مصدر للقمح في العالم، ورابع أكبر مصدر للذرة. 
وتمثل أوكرانيا رابع أكبر مصدر للقمح وللذرة الصفراء على مستوى العالم. وصدرت الدولتان 30% من القمح المتاح للتجارة العالمية في اخر سنتين، وصدرت أوكرانيا وحدها 17% من كمية الذرة والشعير المتاحة للتجارة العالمية في ذات السنة.  
وعليه ولأن منطقتنا العربية تستورد حوالي 40% من شحنات الذرة والقمح الأوكراني، فإن الحرب الدائرة الان  تعني انقطاع او تأخير او ازدياد تكاليف نقل هذه المنتجات الينا خصوصا مع ارتفاع تكاليف الشحن و ارتفاع تكاليف التأمين من الشركات العالمية على البواخر مما سينعكس حتماُ على المستهلك النهائي ..

ما سبق ذكره طبعاً لا يبرر قيام بعض التجار لدينا في المملكة برفع اسعار المواد الاساسية بذريعة الحرب الروسية الاوكرانية، فمخزونهم موجود لديهم قبل الحرب … و استغلال بعضهم لهذه الازمة يفتقر للبعد الخلاقي و الانساني … 

و من ناحية أخرى … فالحكومة تعلن صباح مساء ان مخزوننا الاستراتيجي من القمح يكفي لعام او اكثر … ولكن و كما قالوا قديماً … فليس بالخبز وحده يحيا الانسان … وانا لا اتحدث عن الحرية هنا !!!!! … وانما عن الزيت و الرز و السكر و المواد الاساسية .. و ادعو حكومتنا الموقرة الى الانتباه السريع الى اهمية توفر هذه المواد الاساسية بشكلٍ كافٍ لأننا مقبلون على ايامٍ صعبة … و صعبة جداً !!!!!!