جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - ابراهيم الزريقي
رئيس الجمعية الأردنية للحرف اليدوية وتجارها
- أحبك في الله - فإن سألتني من أكون؟ سأكون من يعبرون بأخلاقهم في معاملتهم... فأنا إنسان فان وإلى إلى التراب سأعود، وأعبد الله عز وجل بكرة وأصيلا...
هكذا تربينا من شرق النهر المقدس، لغربه، فكنا أبناء مخلصين لهذا الوطن الذي يحمل إسما مقدسا، فشاء الله أن يثبتَ عِماد سيدنا عيسى عليه السلام في نهر الأردن، فماذا فعلنا به ؟
لا يمكن أن لا تتسائل لماذا تقف وسائل نقل الزوار والحجاج من الإخوة المسيحيين مسافة خمسة كيلومترات عن المغطس؟ في منطقة يصعب فيها المسير كونها غير مؤهلة بشكل عام، والطقس فيها حار بالعادة قد تصل الى ٤٠ درجة مئوية فأكثر، لذا تصبح بعيدة ومرهقة جدا لا سيما على المرضى وكبار السن، لاسيما إن لا عبرة في هذا المسير المضني مشقة للقادم نحو المغطس والذي بالطبع قد لا يخلو من الحشرات السامة او وعرة الممشى نحوه !.
فإن كان المانع أمني فيمكن الإستعاضة بذلك بنقطة أمنية بعد مسافة أقرب، أو إصدار تصاريح يطلق عليه (تصريح المغطس)، وإن كان غير ذلك فحتما نحن نقف أمام تقصير كبير في فهم إمكانية تحويل المغطس لبقعة سياحية، دينية، تستقطب إثنين مليار مسيحي حول العالم، والتي يمكن أن تكون الرافد الرئيسي للسياحة في الأردن فكيف لنا ان نستقطب بضعة آلاف من السائحين، والحجاج المسيحين للمغطس فيما يستقطب الجانب الآخر عشرة أضعاف أرقامنا السنوية على الأقل ؟!
في دهشة لا يمكن لأي مانع مسبب لها ان يحرم الأردن من تحويل المغطس لوجهة سياحية عظيمة، وسط نقاط ضعف تعدها ولا تحصيها تبدأ بترويج سياحي ضعيف، ثم إهتمام مقنن، فحتى الحوائج الأساسية حول المغطس وفي الطريق إليه معدومه، إلى جانب أسعار فلكية لبضعة خدمات وكأنهم يقولون للزائر أو الحاج ( لا تعد إلينا) .
ثم يأتي إهمال منطقة الكنائس، والتي يمنع الإقتراب منها أو لمس مائها حتى، والإكتفاء بالنظر من بعيد كما لو كانت تحمل لعنة!!، أو ملكا لآخرين!!!
فمن المسؤول عن تضيع فرصة ذهبية لواجهة دينية، وتاريخية، وإنسانية مسالمة لا ضير فيها؟
و إضاعة ثروة كبيرة علينا، فتخيل عزيزي القارئ حجم فرص العمل المتاحة، والمشاريع الناشئة، والخدمات التي تحتاجها المنطقة، ماذا يمكن أن تخي من فرص حياة كريمة للقانطين والمستثمرين، والتي كان يمكن أن تحول المنطقة لمتنزه سياحي ديني ضخم، يضم شقق فندقية بعدة مستويات، ومطاعم واستراحات، ومحال تحف، وفروع إنتاجية صغيرة لأهل المنطقة، وأرض خضراء، غناء يتغنى بها الزائر من المطل للمغطس ويعيد بعد عشرة أشخاص ذهلوا بوصفه للمكان، وقيمته.
فلمصلحة من تحويل المغطس لمنطقة نائية!؟
وإن كان علينا واجب فالأولى أن نطلب تأميم المغطس، إن كان العائق أكبر من مناداتنا، أو فتح المجال لبناء هذه الوجهة التي ستجعل الأردن الأول سياحيا في المنطقة ...
وإن احتد النقاش، أو قُبل فيه مصلحة للوطن والملك، فنحن أهلٌ (إن شاء الله) لتقديم المنفعة والخطط الإستراتيجية اللازمة لتطوير المغطس .. وليعش الوطن وشعبه، من خيره معتمدا على ذاته كما آمر صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم.