جفرا نيوز -
جفرا نيوز/ بقلم: الدكتور زيد المحيسن
تسائلني دائما ما سر عظمة الاردن ؟ … وها انا اجيب اليوم على سؤالكم المشروع بدون تردد او وجل ..فالوطن يا بني ليس مجرد ارض نعيش عليه ولكن هو كيان يعيش فينا ..في وجداننا في عقولنا يسير في دمائنا مع نبضات قلبنا ، تذكرنا دقات القلب كل ثانية باهمية المحافظة عليه – تعلم لماذا القلب دائم التذكير بالوطن لان طريقه عبدها الشهداء بدمائهم الزكية النقية وملاحم التضحيات والبطوله ، وان المحافظة عليه و على انجازاته هو فرض اساسي وليس واجب ثانوي ،
هذا الوطن يا بني عظيم بعظمة ابنائه المخلصين وهم كثر، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .
هذا الوطن صاحب مشروع نهضوي لامة الضاد ورسالة التوحيد للعالمين، من على جنباته مر رسول البشرية يبشر برسالة التوحيد، وفي نهره – المقدس الخالد – عمد رسول المحبة والسلام عيسى عليه السلام، وعلى ارضه المقدسة يرقد رفات قادة الفتح العظماء ، وعلى هذه الارض الطاهره خاضت الامة معاركها الفاصلة في اليرموك ومؤته وحطين وبيت المقدس وجنين والسموع والكرامة. هذا الوطن يابني هو وطن الحشد والرباط وخزان الرجال لمعارك الامة العربية ضد الاحتلال الصهيوني – فهو في رباط دائم الى يوم الدين . وبوصلة شعبه نحو تحرير القدس وفلسطين الى ان تعود حرة عربية عاصمة لفلسطين التاريخية من النهر الى البحر رضي من رضي وغضب من غضب .
لكن يا ولدي و مع الاسف الشديد ، في هذا الزمن الاغبر .. زمن القله والذلة والكحل الاسود.. زمن الغلمان واشباه الرجال، اختصر الوطن وتاريخه النضالي الطويل بالدولار والدينار والعقار ، واصبح الوطن في نظرهم – مجرد صفقة عمر و مطار ومحطة انتظار وجواز سفر لرجال الاعمال والتجار. فاختلطت الامارة بالبارة وضاعت الادارة
الوطن يا بني ليس فندقاً نغادره عندما تسوء فيه الخدمة، كما يظن البعض من هؤلاء الذين اصبحوا عالة على الوطن، فهم يغيرون وجهوهم كما يغيرون ملابسهم، وحسب مصالحهم تكون مواقفهم.. فشعارهم "وطن وقت الحاجة” فاحذرهم يا بني.
يا بني احذر بعض ساسة بلادنا فهم وقت الحاجة اليك يقدمون لك الوعود الرائعة ثم يبتكرون طرقاً اكثر روعة للتملص من تنفيذها – هذا الوطن يا بني رفع اناساً فشتموه واحب اناساً فكرهوه واحتض اناساً فسرقوه .. ومع هذا وذاك سيبقى هذا الوطن عظيما عربيا شامخا بعظمة من اقاموه، وسيبقى الاطول قامة والاعلى هامة والاصدق مقالة.
هل تعلم يا بني لماذا ؟
لان الله باركه من فوق سبع سماوات، وعمره الفقراء والكادحون بجهدهم وعرقهم، وعمد مسيرته الشهداء والمناضلون والشرفاء بدمائهم الزكيه الطاهره من ابناء القرى والمدن والبوادي والمخيمات وهم يرددون، اننا ننتمي الى الاردن مثلما ننتمي الى امهاتنا .. فالوطني يابني يعمل ولا يتكلم، وهذا هو سر عظمة ومجد الاردن ياولدي.
يا بني، كان الجنود السوفيت في الحرب العالمية الثانية ينشدون انشودة تقول بعض كلماتها :-
اذا فقد الجندي ساقيه في الحرب يستطيع معانقة الاصدقاء
واذا فقد يدية يستطيع الرقص في الافراح
واذا فقد عينيه يستطيع سماع موسيقى الوطن
واذا فقد سمعه يستطيع التمتع برؤية الاحبة
واذا فقد الانسان كل شىء يستطيع الاستلقاء على ارض وطنه
اما اذا فقد ارض وطنه فماذا بمقدوره ان يفعل ؟!!!
لن يفهمها من لا يعترفون بمفهوم الوطن – الانتقاد للمشهد الوطني العام يا بني وما يدور فيه قد يكون محببا وضروريا في اغلب الاحيان ، هل تعلم لماذا؟ لانه يقوم مقام وظيفة الالم في جسم الانسان وينبهنا الى كل امر غير صحي نعاني منه .لهذا فالمحافظة على حق المعارضة في الكلام واجب وطني – فالمواقف الوطنية والرجولية تجاه الوطن وقضاياه المصيرية بحاجة الى جهد الجميع المؤيد والمعارض معا .
يا بني لا تتسلق قمم الجبال ليراك العالم، لكن تسلقها لترى انت العالم.
يا بني يموت الشجر بجانب البئر عطشا، لكنه لا ينحني ابدا لطلب الماء، فهذا هو ابوك وهذه اخلاق رجال الوطن الذين بنوه .. وكل عام وانتم والوطن بخير.
• يعاد نشره للمرة الثانية للرد على بعض الفئات التي تحاول الاساءة الى دور جيل البناة الاوائل للوطن وتقزيم دورهم .والدعوة للشباب بالمحافظة عليه واعلاء مداميك البناء والنهضة الشاملة فيه .