النسخة الكاملة

هل تتواءم الإجراءات التخفيفية مع الوضع الوبائي؟

الخميس-2022-02-20 08:50 am
جفرا نيوز -
- البلبيسي: النشرة الوبائية اليومية ستصبح أسبوعية

- الغاء نظام "التناوب بالمدارس" أمر متعلق بوزارة التربية

- الاجراءات التخفيفية لا تعني عدم مطالبة الموظفين بشهادة المطعوم

- ربال: اي تراجع عن الاجراءات التخفيفية سيؤدي الى انهيار قطاع السياحة الوافدة


جفرا نيوز- أثار إعلان الحكومة الخميس الماضي عددا من الاجراءات التخفيفية الجديدة للتعامل مع وباء كورونا في المملكة، والتي جاءت بناء على توصية من اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة عدة تساؤلات حول مدى مواءمة هذه الاجراءات مع الوضع الوبائي الحالي.

ومن المعروف ان المملكة شهدت ارتفاعا كبيرا في أعداد إصابات فيروس كورونا وما زالت خلال الموجة الحالية، بسبب ظهور المتحور «أوميكرون» سريع الانتشار والعدوى، وفي الوقت ذاته باتت القطاعات الاقتصادية ومن ضمنها القطاع السياحي مهددة بالانهيار، جراء تداعيات جائحة كورونا، والتي طالبت باستمرار بتخفيف الاجراءات المتعلقة بالجائحة، أملا في ان تتعافى خلال الفترة المقبلة، لتظهر دعوات بأهمية التوازن بين ملفي الصحة والاقتصاد.

وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول، أعلن عن اجراءات تخفيفية جديدة للتعامل مع وباء كورونا، والمضي بأوامر الدفاع، والتي سيبدأ العمل بها اعتبارا من الأول من آذار المقبل، في خطوة أولى تأتي بعدها عدة اجراءات أخرى بشكل تدريجي خلال الفترة المقبلة، منها التأكيد على عودة المدارس اعتبارا من اليوم، وإلغاء فحص (البي سي ار) للقادمين إلى المملكة، من بلد القدوم، وعند الوصول على المعابر الجوية والبرية والبحرية.

كما تضمنت إلغاء فحص (البي سي ار) كشرط لدخول الحفلات والتجمعات، وتخفيض فترة العزل للمصابين بكورونا الى 5 أيام، تبدأ من تاريخ أخذ العينة دون الحاجة لإجراء فحص آخر بعد انتهاء فترة العزل، بالإضافة لإصدار التقرير الوبائي أسبوعيا، بدلا من التقرير اليومي، وذلك بعد انتهاء الموجة الحالية التي تمر بها المملكة.

مستشار رئاسة الوزراء للشؤون الصحية وملف كورونا الدكتور عادل البلبيسي قال في تصريح الى «الرأي» ان المملكة بدأت تشهد خلال الأيام القليلة الماضية انخفاضا في أعداد إصابات كورونا، فعند مقارنة الأسبوع قبل الماضي بالأسبوع الذي انتهى الجمعة الماضية، سنجد ان هناك انخفاضا بالحالات.

وبين ان الأسبوعين القادمين سيشهدان انخفاضا في أعداد الإصابات، موضحا ان المملكة ما زالت في الموجة الحالية الرابعة، وان موعد انتهائها غير معروف للآن، فربما تستمر لأسبوعين او ثلاثة اسابيع وفقا للبلبيسي، ويمكن ان تنتهي في الأول من اذار او السابع من اذار، فلا أحد يعلم موعد انتهائها بشكل مؤكد حاليا.

ولفت البلبيسي الى ان الاجراءات التخفيفية الجديدة لا تعني عدم مطالبة الموظفين بشهادة المطعوم، إنما الاستمرار في تنفيذ أمر الدفاع (35)، والذي لا يسمح لموظفي القطاع العام أو العاملين في منشآت القطاع الخاص الالتحاق بالعمل إلا إذا تلقوا جرعتي لقاح كورونا.

وعن النشرة الوبائية للوضع الوبائي بالمملكة، شدد البلبيسي على انها لن تتوقف او تلغى، انما ستصدر أسبوعيا، اعتبارا من نهاية الموجة الحالية التي نمر بها، وليس الأول من آذار المقبل، وستبقى النشرة مستمرة في تزويد منظمة الصحة العالمية والجهات الدولية بالتقارير المتعلقة بآخر التطورات للحالة الوبائية لدينا.

وفيما يتعلق بموضوع إلغاء نظام «التناوب بالمدراس» بالتزامن مع عودة التعليم الوجاهي اليوم، وإعلان الاجراءات التخفيفية الجديدة، أكد ان هذا الأمر متعلق بوزارة التربية ولم تتدخل لجنة الأوبئة او وزارة الصحة فيه، مضيفا أن «التربية» هي الجهة التي يمكن ان تجيب على هذا التساؤل حسب الأعداد الموجودة لديهم بالمدارس والمعطيات أخرى.

من جهته بين الناطق الإعلامي باسم الجمعية الأردنية للسياحة الوافدة نبيه ريال إلى «الرأي» ان تخفيف الاجراءات المتعلقة بوباء كورونا، خصوصا إلغاء فحص (البي سي ار) للقادمين الى المملكة، هي خطوة إيجابية وجاءت بالوقت الصحيح، وستساعد على بدء تعافي القطاع السياحي والذي يحتاج الى وقت للوصول الى ذلك، كما سيساعد على عدم حدوث الغاءات للحجوزات التي كانت من الممكن ان تحدث بالأشهر الثلاثة القادمة.

وأشار الى انه لا بد ان تنشط عملية التسويق للسياحة للمملكة بشكل مكثف، بعد عامين من التوقف جراء أزمة كورونا، من قبل هيئة تنشيط السياحة، بالتزامن مع الاجراءات التخفيفية، فهناك شركات سياحية خرجت من السوق خارج الأردن سيما بأوروبا وأميركا، مبينا ان مع اعلان القرارات الجديدة كان هناك ارتياح عام لوكلاء الشركات السياحية بالخارج، فهي خطوة يجب البناء عليها أملا في تعافي القطاع السياحي بالخريف المقبل، فإلغاء الفحص للقادمين وفر عليهم التكلفة الكبيرة والتخوف من الحجر وتوقف رحلتهم.

وأكد ريال ان قطاع السياحة الوافدة يحاول الآن الحفاظ على الحجوزات القليلة الموجودة في الشهور الثلاثة القادمة، علما انها لم تصل الى 20% مما كانت عليه بنفس الفترة في عام 2019، مركزا على ان القطاع ما زال منهكا ومثقلا بالديون.


الرأي

وطالب الجهات المعنية بضرورة إلغاء النشرة الوبائية اليومية وتوقفها فورا أسوة بباقي الدول بالسرعة الممكنة، لما لأرقام الإصابات المرتفعة والحالات النشطة دور في تخوف السائحين للقدوم الى المملكة وترويعهم وإلغاء حجوزاتهم، حيث انها تعيق استعادة النشاط السياحي لدينا.

وشدد ريال على ان أي تراجع عن الاجراءات التخفيفية للتعامل مع وباء كورونا او إلغاء للقرارات، سيعيدنا الى نقطة الصفر ويرجعنا للخلف، وسيؤدي حتما الى انهيار قطاع السياحة الوافدة، وعدم صمود شركات السياحة، فالقطاع كان على شفا حفرة من الانهيار لو بقيت الأمور كما كانت من قبل.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير