جفرا نيوز -
جفرا نيوز - قصة ليست من الخيال، لا تدعمها الحقائق العلمية، لكن الواقع أثبت أن القلب قادر على تخزين الأحاسيس ولا تعنيه لغة القواميس، فمهما تعدد حاملوه تبقى المواقف والشواهد حاضرة على ما عاشوه ورغبوه.
بدأت القصة عام 2013، عندما كان خليفة يعمل موظفا بإحدى الشركات الخاصة في المملكة، وتعرض لحالة اختناق وغيبوبة استمرت 10 ساعات، فأظهر التشخيص الطبي أنه يُعاني من انسداد في الشريان التاجي وتجمع سوائل على الرئة؛ جراء ضعف في عضلة القلب.
وعلى إثر ذلك، أمضى الشاب الأردني عدة أيام تحت العلاج في مستشفى الأمير حمزة بالعاصمة عمان (حكومي)، ثم جرى نقله إلى مركز القلب في المدينة الطبية (مستشفى عسكري)، ومكث هناك 24 يوما.
بعد ذلك، خرج خليفة مريضا بالقلب، وبأداء لعضلته لا يزيد على 10 بالمئة، وسط محاذير طبية تدعو إلى الابتعاد عن الجهد والضغوط والأطعمة المالحة، والالتزام بـ 6 أقراص دوائية صباحا ومساء.
يصمت قليلا، وهو يتحدث ، الذي زاره في بيته في أحد ضواحي العاصمة عمان، ثم يعاود الكلام وكأنه لا يريد أن ينسى أي تفصيل من تجربة حياتية مريرة مرت عليه، وعيون والده (موفق خليفة) ترقبانه بكل عناية وحنان.
ويوضح محمد أنه واجه تحدياً كبيراً عام 2014، عندما أراد أن يثبت أنه إنسان طبيعي على الرغم من مرضه، إذ كان يصر على مرافقة أصدقائه في رحلات المسير إلى المناطق الجبلية والأثرية.
وأدى ذلك إلى تدهور في صحته، فعاد إلى المستشفى، وخرج منها بالتحذيرات الطبية السابقة ذاتها، وفي مقدمتها عدم الإجهاد والتعب.
"تعقدت نفسيتي وزادت اضطراباتي، وكنت من شدة اليأس أُكثر من التدخين؛ لفقد الأمل بأنني سأحصل على علاج”، بهذه الكلمات المعتصرة بالألم، يضيف خليفة على حديثه.
وتابع: "نتيجة لذلك، حاول أهلي أن يخرجوني من حالتي النفسية، فالتحقت بدورة تدريسية للتصميم المطبعي والإنتاج التلفزيوني، وبدأت بعدها العمل”.
وأشار إلى أن "الضغط النفسي أدى إلى ارتفاع نسبة السوائل على الرئة، ودخلت في حالة طارئة، وتوقع الأطباء أنني لن أعيش كثيرا، وقالوا إنني في حاجة إلى زراعة قلب”.
واستدرك: "بالفعل، طلبوا مني أن أوقع على طلب للحصول على قلب حال توفر متبرع له، لأنهم عرضوا علي تركيب بطارية، ولكنني رفضت ذلك، لأنني قلت إنني لن أعيش كالرجل الآلي”.
الأناضول