جفرا نيوز - جفرا نيوز - المحامي ليث ماجد الحباشنة
وفقاً للمجلس الأعلى للسكان ووفق تقديرات الاستراتيجية الوطنية للشباب فقد بلغ تعداد الشباب بين عمر ال ١٢-٣٠ عاماً في المملكة حوالي ٢،٦ مليون ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم الى ٢،٩ مليون في عام ٢٠٣٠، ومع ان المجتمع الأردني يعد مجتمعاً شبابياً في ضوء النسبة التي يشكلها الشباب والبالغة ثلث العدد الإجمالي للأردنيين، الا ان هذه الفئة ما زالت تلقى تهميشاً الى يومنا هذا.
لقد أولى جلالة الملك عبدالله الثاني اعز الله ملكه الشباب اهتماماً خاصاً وهذا ما اكد عليه جلالته في مختلف لقاءاته وما اخذ حيزاً ملحوظاً في ورقة النقاش السادسة التي اعدها جلالته، الا ان مسلسل تهميش هذه الفئة من المجتمع بات امراً مفروغاً منه وان محاولات الحكومات الخجولة للتقرب من هذه الفئة واحتضانها لم تحصد أي تقدم يذكر علي الصعيد الوطني.
وفي ظل انتشار الانترنت فإن هذه الفئة تتعرض يومياً للأفكار التي تدعوها للمقارنة بين ما يقدم لها وما يقدم لفئة الشباب في دول أخرى، ومع تقطع شرايين التواصل بين الأجيال فقد أصبحت هذه الفئة أكثر عرضة للخطر، وذلك لما تشير اليه اعداد العاطلين عن العمل في المملكة وغيرها من العوامل التي تهدد نمو هذه الفئة الشبابية في الطريق الصحيح.
إن الخطابات العصماء التي يلقيها البعض حول فئة الشباب ودورها ونشاطات وزارة الشباب والجمعيات المختصة بدعم هذه الفئة أصبحت محل سؤال في ظل ما شهدناه ليلة راس السنة ٢٠٢٢ في منطقة العبدلي/ البوليفارد، حيث اعتبرت مجموعات كبيرة من الشباب هذا المكان المستحدث في وسط العاصمة عمان وجهتها لإحياء ليلة راس السنة لما توليه هذه الفئة من اهتمام بهذه المناسبة متعلقة بقشة الامل بأن السنة القادمة تحمل في طياتها ما هو افضل من سابقاتها اللواتي حملن الكثير من الضغوطات علي هذه الفئة، وحيث تتوافر المطاعم والكافيهات فقد توجهت تلك الاعداد الكبيرة من الشباب محاولة الاستمتاع ومشاهدة العروض ببعض الدنانير التي يحملها كل منهم، الا ان الصدمة الأولى كمنت بأن فكرة التوجه للعبدلي كانت فكرة مشتركة بين اعداد كبيرة من الشباب الامر الذي استدعى من رجال الامن المدنيين العاملين في على مداخل البوليفارد منع الشباب من الدخول.
أصبحت صدمة استحالة دخول البوليفارد امراً مفروغاً منه في ظل تزايد الاعداد وتجمع الشباب في الخارج، وأصبح من المنطقي ان ساعات طويلة من الانتظار خارج أبواب البوليفارد لهذه المجموعات جعلت منهم مستائين ونشر بين صفوفهم الخيبة والحزن، سيما انه لا يوجد بديل آخر لتعويض ما تبقى من تلك الليلة. وهنا تكمن الخطورة!!!
أين البديل يا وزارة الشباب؟ أين البديل يا وزارة الثقافة؟ أين البديل يا مجلس النواب؟ اليس من حق هؤلاء الشباب أن يجدوا بديلاً لتفريغ طاقاتهم واحتياجاتهم؟ اليس من المهم أن يكون لهم هوايات؟ هل أصبح توفير مدن ملاهي ونوادي ترفيه آخر سلم اولوياتنا؟ من سيعتني بهذه الفئة والا ترى الحكومات خطورة المشهد في حال استمر الوضع بهذا الشكل؟
ان إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم سيساهم بعض الشيء بالسيطرة على هذه الفئة وتوجيه طاقاتها، الا انه من الضروري والملح لا بل الأهم على الاطلاق اعداد خطة شاملة بخصوص النهوض بالشباب وتوظيف طاقاتهم واعطائهم المساحة لضمان تحسين المخرجات وتحفيزهم على الابداع.