جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد داودية
أنتم و نحن، "مش راكبة"، في مخاطبة المسيحيين، أهلنا وإخوتنا، عظام الرقبة. فالمسيحيون الأردنيون، هم الأخيار وليسوا الأغيار ولا الآخرون.
وبالطبع، لا استسيغ استخدام مصطلح العيش المشترك، إذ يستحيل التحدث عن المسيحي الأردني خارج الهوية الأردنية.
ويسألني صديقي المسيحي: هل يجوز أن يترحم المسلم الأردني، على أموات الماليزيين والاندونيسيين والنيجيريين والسنغاليين، ولا يترحم البعض منهم على أموات إخوته المسيحيين، الكركية والحصناوية والفحيصية والسلطية والعجلونية والمادباوية؟!
ويقول: إن المسلم الأردني، أحب إلى قلبي مليون مليون مرة، وأعز، من المسيحي الأسترالي والكندي والأمريكي والأوروبي والفلبيني.
نعتز أن المسيحيين الأردنيين، هم أقدم المجتمعات المسيحية في العالم. لقد عاشوا على أرضهم وعمروها وقاتلوا دفاعا عنها. ولمّا لزم، قاتلوا قوات البيزنطيين المسيحيين، إلى جانب جيش الفتح الإسلامي في مؤتة. لأن المسيحيين الأردنيين عرب أقحاح، يعتزون بالنبي العربي محمد بن عبد الله كما نعتز بنبي الله الفلسطيني عيسى بن مريم، عليهما الصلاة والسلام.
يتحدر أغلبية المسيحيين الأردنيين من صلب بني لخم والغساسنة العرب، الذين سماهم رسولنا العربي الأمين: العزيزات لأنهم أعزوا الإسلام.
فلم يشفع للغزاة الفرنجة مشاركتهم مسيحيي الشرق بالدين، فقد كانت رابطة الدم والأرض أقوى من أن يقوضها غزاة الغرب.
وشارك المسيحيون اخوانهم المسلمين القتال تحت راية القائد صلاح الدين الأيوبي، والبطل المسيحي الفلسطيني الشهيد عيسى العوام، أحد الأمثلة الكثيرة على ذلك.
ويذكر الخبير سالم إبراهيم الشديفات أن تطورا كبيرا حدث في بدايات القرن الثالث الميلادي في المجتمع المسيحي الأردني. فقد هاجرت قبائل الغساسنة العرب إلى ارض الأردن وجنوب سوريا. وحكم قسوس أمير الغساسنة، الجد الأكبر لعائلة القسوس الكركية، شرق الأردن وغربه وسهول حوران، وتوسع إلى مناطق شاسعة من سوريا والعراق.
والسيد المَسيح عليه السلام هو في عقيدتنا من رسل الله العِظام أولي العزم، مُعظَّم عند المسلمين، والإساءة إلى أتباعه إساءة إلى الإسلام.
قال تعالى: {... وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ}.
وقال عز و جل {... وَالسَّلَامُ عَلَيَّ، يَوْمَ وُلِدتُّ، وَيَوْمَ أَمُوتُ، وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا}.
ميلاد مجيد لإخوتي مسيحيي الأردن ومسلميه، ولكل إخوتي في الإنسانية.
* (مقالتي في الدستور غدا الأحد)