جفرا نيوز -
جفرا نيوز - مصطقى الريالات
خمسونَ عامًا على استِشهادِ أحدِ أعمدةِ التّاريخِ الوطنيّ الأردنيّ، الشّهيد وصفي التل، الذي قدّم روحه فداءً للوطن، وللقضايا المصيريّة التي يُواجهها الأردن. هنالك وفي عام1971 وعلى أعتابِ فندق الشيراتون، صعدت الرُّوحُ الطاهرةُ التي لا تعرفُ الخوفَ، تاركةً صدى الصوتِ الذي لا يموتُ: ودربُ الحرّ يا وصفي.. كدربك غير مأمونة.
إنّ الكتابةَ عن وصفي التل هي يَقظةُ روحِ الأردن، وروحِ الشّرفِ والكرامةِ في التّاريخ، قد كانَ ولا يزالُ وصفي مرارًا وتكرارًا رمزًا عاليًا لا تطاله يَد الحقدِ والخيانةِ التي أودت بحياته، فعاشَ في قلبِ كلّ أردنيّ ووجدانِ كلّ عربيّ حُرٍّ وشريفٍ.
صنعَ وصفي التل تاريخًا يعتزُّ بإنجازاته، ويَحتفي بشخصيتهِ الرّاسخة القويّة في كلّ مضمارٍ، فكانت له رؤاه السياسيّة للنهوضِ بالوطنِ والمواطنِ الأردنيّ، والبحث عن سُبل العيشِ بكرامةٍ، تلك الرُّؤى التي لا تنفصل عن القوميّة العربيّة كفكرة مهمة، انبثقت آنذاك حين كان الأردن يمرُّ في منعطفٍ تاريخيّ وسياسيّ خطيرٍ.
شكَّل وصفي بعقليته التقدميّة تاريخًا من الإنجازِ والعملِ والتخطيطِ، عند تأسيس أول صرحٍ تعليميّ بالأردن؛ الجامعة الأردنيّة، في عَهد حكومته الأُولى، حاملاً شرف المُبادرة الأولى لإنشاء شركة الفوسفات وشركة البوتاس، ليُقدّم نموذجًا يُحتذى به كصاحب فكرٍ قوميّ مُتحرّرٍ.
لقد التقطَ وصفي التل رُؤى الملوكِ الهاشميينَ للتطويرِ والبناءِ والتعليمِ، فسطَّر تاريخًا من الإنجازاتِ سيظلُّ مَنبعًا لكلّ أردنيٍّ طامحٍ للمَجد والعَلياء.