النسخة الكاملة

تداعيات إفطار الحسن في منزل عون ورفض إقالة مدير الامن أهم أسباب إستقالة ‏الخصاونة ؟

الإثنين-2012-04-30 02:25 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - كانت اجهزة الدولة ودوائرها تعقد الأجتماع تلو الاخر وتواصل تقديم ودراسة‎ ‎كافة الخطط التي وضعتها الأجهزة ‏الأمنية تحسبا للاحتفالات المنوي أقامتها‎ ‎في مدن ومحافظات المملكة احياء لذكرى هبة نيسان...أسابيع عدة ‏مضت في جمع‎ ‎المعلومات وفلترتها وإعداد خطط الطوارىء اللازمة لاحتوائها او ضمان عدم‎ ‎خروجها عن ‏السيطرة على الاقل. يوم الاربعاء كان كل شيء يوحي في عمان بأن‎ ‎الامور تسير في الاتجاه المطلوب،فجلالة ‏الملك عاد من رحلته الخاصة ،ورئيس‏‎ ‎الوزراء في زيارة رسمية الى تركيا، والأجهزة الأمنية أنجزت خططها ‏الرئيسية‎ ‎والخطط البديلة لمواجهة اي طارئ ، الا ان ليل الأربعاء كان بخلاف نهاره،‎ ‎حيث ازدادت فيه حركة ‏ألاتصالات الهاتفية ما بين عمان وإسطنبول لتطويق قنبلة‎ ‎ينوي تفجيرها رئيس الوزراء الاردني القاضي عون ‏الخصاونه في حضن الدولة‎ ‎تزامنا من هبة نيسان ...هل هي مصادفة؟ - تساءلت الأجهزة الأمنية- ام ان‎ ‎الرجل قد ‏اختار هذا التوقيت لارباك الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة من جهة‎ ‎وتسجيل موقف " بطولي" امام الشارع من ‏جهة اخرى‎!! ‎ الحكاية من اولها‎: ‎ حينما‎ ‎اقنع رئيس الوزراء الأسبق عبد الكريم الكباريتي جلالة الراحل العظيم‎ ‎الحسين بن طلال بتعيين صديق ‏عمره ورفيق دراسته عون شوكت الخصاونه رئيساً‎ ‎للديوان الملكي في العام ١٩٩٦ كان الكباريتي يطمح في ان ‏يوفر له ذلك‎ ‎التعيين ممارسة ولايته العامه بمفهومها الشامل دون الاصطدام بالقصر او‏‎ ‎بمؤسسات الدولة الاخرى ‏وخصوصا دائرة المخابرات العامة التي ترأسها آنذاك‎ ‎الجنرال سميح البطيخي صديق الكباريتي أيضاً وصهره ‏لاحقا. ورغم التباين في‎ ‎وجهات النظر في اكثر من محطة ما بين الكباريتي وعون الخصاونه الا ان القاضي‎ ‎الشغوف بالتأريخ والشعر اختار ان ينأى بنفسه عن الوقوف في وجه رئيس‎ ‎الوزراء او العمل ضده تحت اي ‏ظرف كان ،حتى اثناء ذروة الاختلاف التي وصلت‎ ‎الى حد القطيعة ما بين صديقي العمر،إيمانا من الخصاونه ‏بأن رئيس الوزراء هو‎ ‎صاحب الولاية العامة وأن منصب رئيس الديوان الملكي يختلف كلية في مهامه عن‎ ‎منصب رئيس الوزراء‎. ‎ غادر الكباريتي الدوار الرابع بعد أن أقيلت‎ ‎حكومته بطريقة غير مسبوقة وبكتاب ملكي غير مسبوق وبحملة ‏إعلامية غير مسبوقة‎ ‎أيضاً وترك الحكم على الحقبة الكباريتية الى التاريخ الذي أظنه سيسجل‎ ‎للكباريتي اكثر مما ‏عليه،،وغادر مع الكباريتي أيضاً رئيس الديوان الملكي‎ ‎عون الخصاونة الذي ابتعد تماماً عن الأضواء وتفرغ ‏لقراءة التاريخ والشعر‎ ‎والاهتمام بمزرعة الزيتون قبل ان يلتحق بالمحكمة الدولية في لاهاي ويصبح‎ ‎نائبا لرئيسها ‏في سابقة كانت مصدر فخر للأردن والعرب‎. ‎ ‎ ‎في السادس‎ ‎عشر من تشرين اول عام ٢٠١١ كان جلالة الملك عبدالله يستعرض في قصر البركة‏‎ ‎خياراته ‏السياسية في ضل تصاعد الاحتجاجات الشعبية وترنح حكومة البخيت‎ ‎وعجزها عن مواجهة الشارع ‏والبرلمان،فأمسك جلالته سماعة الهاتف خلافا‎ ‎للبروتكول المتبع في تكليف رؤساء الوزارات،واتصل هو شخصيا ‏وبدون اي وسيط‎ ‎بالقاضي الدولي عون الخصاونة وناقش معه التطورات السياسية في المنطقة، وعلى‎ ‎اقتضابه ‏الشديد في الكلام الا ان جلالته أصر ان يسمع من الرجل تصوره‎ ‎للخروج من الأزمة بأقل الخسائر في الأردن، ‏وانتهت المكالمة الهاتفية بافصاح‎ ‎الملك انه اختار الخصاونة لرئاسة الوزراء في هذه المرحلة معطيا جلالته‎ ‎للخصاونة المتردد مهلة ٤٨ ساعة للرد‏‎. ‎ قبل الخصاونة التكليف ورصدت‎ ‎الأجهزة الأمنية اتصاليين أجراهما الخصاونة مع شخصيات بعينها في عمان ‏قبيل‎ ‎إعطاء موافقته لجلالة الملك بعدة ساعات، وهو الامر الذي مهد للإعلان عن‎ ‎تكليف الخصاونة رسميا في ‏عمان وإعطاء الماكنة الإعلامية فرصة الحديث عن‎ ‎نزاهة واستقامة الرجل باعتباره رجل المرحلة وعنوانا ‏للنزاهة ومكافحة الفساد‎ ‎الذي تصاعدت مطالبات الشارع به‎. ‎ رفض الرجل العائد حديثاً من هولندا‎ ‎كل الاسماء التي تم الإيحاء له بها وتمسك هو بتشكيل حكومته واختيار ‏اعضاء‎ ‎فريقه الوزاري بعيدا عن جهاز المخابرات والقصر الملكي، وبدا من التشكيلة‎ ‎الوزارية انها جاءت مخيبة ‏للآمال ولم تكن بحجم الطموح والآمال التي بناها‎ ‎عليه الشارع الملتهب،لا بل ان التركيبة الوزارية جعلت معظم ‏مراكز القوى‎ ‎والخصوم التقلييديين لأي قادم جديد الى نادي رؤساء الوزارات يتنفسون‎ ‎الصعداء ويتنبأون بقصر ‏عمر الحكومة وفشل تجربة استقدام رؤساء من خارج تلك‎ ‎النخب التقليدية‎. ‎ الخصاونة "الصوفي الحالم بالمملكة الفاضلة" الذي‎ ‎رفض ان يقيم في "قصر الحكومة" المخصص لرؤساء ‏الوزارات وفضل ان يقيم في بيته‎ ‎المتواضع ما بين الدوار الثالث والرابع في جبل عمان ،كان يعتقد ان معظم‎ ‎الحراكات المسيسة في عمان والتي تطالب بتعديلات دستورية وقانون انتخاب‎ ‎وأصلاحات سياسية لا تمثل ‏بالضرورة الشريحة الواسعة من المواطنيين التى‎ ‎انهكها الفقر والبطالة وترى ان مكافحة الفساد والمحسوبية ‏وإقامة العدل‎ ‎واستعادة الولاية العامة للحكومة لها الأولوية على ما سواها، ولهذا بدأ‎ ‎برنامجه على هذا الأساس ‏مما أعطى فرصة لأصحاب الأصوات العالية ان يعلو‎ ‎صوتها على ما سواه ويظهر الرجل في مظهر الضعيف ‏والمتباطيء وقليل الإنجاز‎ ‎وضعيف الخبرة،فتعالت الأصوات المنددة به وبحكومته، والمطالبة برحيله من‎ ‎الدوار ‏الرابع‎. ‎ تحمل الرجل بصبر كل تلك الامور ووضع نصب عينيه‎ ‎أولوية قصوى لمكافحة الفساد وتقديم كل من تدور ‏حولهم الشبهات الى‎ ‎القضاء،فاصطدم بالحيتان وبمراكز القوى، مما ًاخر قراراته وأجلها ،الى أن‎ ‎نجح في تحويل ‏اولى ملفاته الى القضاء، وهو ملف مدير المخابرات الأسبق محمد‎ ‎الذهبي ،الذي كان مجرد وقوفه امام المدعي ‏العام ضرب من الخيال في نظر‎ ‎للكثيرين‎. ‎ واثناء انشغاله بقضايا الفساد كان الخصاونة يعمل على جبهة‎ ‎أخرى وهي جبهة استعادة الولاية العامة، فكانت ‏اولى معاركه مع القصر حينما‎ ‎اتصل برئيس الديوان الملكي وطلب منه عودة موفده من الطريق اثناء ذهابه الى‎ ‎الرمثا لتطويق حادثة مقتل احد المواطنين على يد أفراد من الشرطة، معتبرا ان‎ ‎الامر هو من صلب سلطات ‏الحكومة ورئيسها باعتبار ان جهاز الشرطة يتبع لوزير‎ ‎الداخلية الذي يتبع بدوره الى رئيس الوزراء وزير ‏الدفاع‎. ‎ توالت‎ ‎صدامات الخصاونة مع القصر في اكثر من مناسبة،وفي اكثر من حادثة ،وبدأ وزير‎ ‎إعلامه راكان ‏المجالي يدخله في معارك جانبية مع المواقع الإعلامية ومع‎ ‎صحفيين وكتاب بالإضافة لتصفية حسابات خاصة ‏بين راكان ومستشار الملك‎ ‎الإعلامي امجد العضايلة الذي تم تعيينه سفيرا في الخارجية،فتوسعت دائرة‎ ‎أعداء ‏الرجل والجبهات التي يحارب عليها ،وبدأ كتاب التدخل السريع في فتح‎ ‎معارك مع حكومته واختلاق قصص ‏الفشل لحكومته والطخ من خلال علاقته‎ ‎بالأسلاميين، في حين كان مجلس النواب وبتوجيهات معينة يغرق ‏حكومته بالأسئلة‎ ‎والاستجوابات ومذكرات حجب الثقة عن بعض وزرائه،مما انهك الحكومة واستنفذ‎ ‎وقتها ‏وجهدها‎. ‎ ‎ ‎ركز الخصاونه جل وقته على ملفات الفساد ورفع من سقف‎ ‎مطالباته بعد ان استشعر محاولات وضعه في ‏الزاوية، فتجاوز الخطوط الحمر‎ ‎بفتحه ملف شركة الفوسفات الذي طالت التهم فيه زوج الأميرة بسمه عمة الملك‎ ‎والمرأة القوية في نظام الحكم ، وبدأ الرجل يقترب اكثر فأكثر من نهايته‎ ‎حينما أصر على فتح ملف يطال ‏شخصيات ورموز لم يحن الوقت لمحاسبتها‎. ‎ انقطعت الاتصالات ما بين القصر والخصاونة في الأسبوعين الذين سبقا الاستقالة المفاجئة، فكان الملك يخاطب ‏رئيس وزرائه عبر وسيط،‎. وخلال‎ ‎الأسبوعين الأخيرين نسب الخصاونة بعدم تمديد الدورة العادية لمجلس الامة،‎ ‎وطالب الرجل بدورة ‏استثنائية، بجدول اعمال محدد،وكان قد أحال الى مجلس‎ ‎النواب قانون انتخاب لم يرضى عنه في مقابل السماح له ‏بتقديم شخصيتان‎ ‎رئيسيتان للقضاء....تدارس الملك طلب الخصاونة مع بعض اعضاء الأسرة،وكلف‎ ‎جلالة الملك ‏عمه سمو الأمير الحسن بن طلال بزيارة الخصاونة ومناقشة كافة‎ ‎الامور معه،ففاجأ سمو الامير الخصاونة ‏بزيارة منزله في السابعة صباحا‎ ‎وتناول معه طعام الإفطار وناقش معه بصراحة ووضوح كافة الامور، وبدا ‏واضحا‎ ‎من الطريقة التي غادر بها سمو الامير انه لم يكن مرتاحا أبدا لردود‎ ‎الخصاونة وان زيارته قد فشلت‎ .... ‎ ‎ ‎تسارعت وتيرة الاحداث وقام مدير‎ ‎الأمن العام حسين المجالي بزيارة الى القدس المحتلة بواسطة مروحية ‏عسكرية‎ ‎،فاستشاط الرئيس غضبا مما اسماه ب "التطبيع المجاني "ومن تبذير أموال‎ ‎الدولة على زيارة قال مدير ‏الأمن العام انها زيارة شخصية، فنسب الخصاونة‎ ‎باعتباره وزيرا للدفاع اضافة الى موقعه كرئيس للوزراء بإقالة ‏مدير الأمن‎ ‎العام مما ضيق من خيارات القصر للتعامل معه‎ . ‎ ‎ ‎الامير الحسن بن طلال‎ ‎الذي عاد الى جلالة الملك بحصيلة لقائه بالخصاونة،همس في إذن جلالته بكلمة‎ ‎عابرة ‏قالها الخصاونة اثناء اللقاء بينهما، حينما اقترح اعادة الاعتبار‎ ‎للأمير حمزة بن الحسين ان أراد الملك ضبط إيقاع ‏الشارع والطلب منه بأن يقوم‎ ‎الأمير بزيارات شعبية للمناطق الأقل حظا في المملكة، فما كان من جلالته‎ ‎الا ان ‏قرر على الفور ان يتولى الامير الحسين بن عبدالله ولي العهد موقع‎ ‎نائب الملك في زيارته الخاصة التي سبقت ‏زيارة الخصاونه الى تركيا،حيث بدا‎ ‎واضحا ان ترؤس سمو الامير حسين بن عبدالله لجلسة مجلس الوزراء غير ‏المقررة‎ ‎اصلا كانت عبارة عن رد واضح و مباشر على ما قاله الخصاونة‎. ‎ قبيل سفر‎ ‎الخصاونة الى تركيا كان الرجل دائم الاتصال بالقصر لمعرفة اسباب تأخر صدور‎ ‎الإرادة الملكية على ‏فض الدورة العادية لمجلس الامة وعقد دورة استثنائية،‎ ‎وكذلك قرار إقالة مدير الأمن العام، لكن اتصالات الرجل ‏كانت تصطدم بعبارة‎ ‎بانتظار الوقت الملائم‎. ‎ يوم الأربعاء ،اي قبيل مغادرة الخصاونة‎ ‎متوجها الى تركيا وصل الى مكتب الرئيس مدير مكتب جلالة الملك ‏السيد عماد‎ ‎فاخوري حاملا توجيهات من جلالته الى رئيس الوزراء حول المواضيع التي سيتم‎ ‎بحثها في تركيا ‏وخصوصا الموقف الاردني من الوضع في سوريا ، فما كان من‎ ‎الرئيس الا ان طلب من فاخوري ان يعود من ‏حيث أتى لان الرجل الثاني في‎ ‎الدولة لا يتلقى تعليمات من موظف في الديوان الملكي وهو الامر الذي جعل‎ ‎نهاية ‏الخصاونة "قاب قوسين او أدنى‎". ‎ اثناء غياب الخصاونة تم‎ ‎استدعاء نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الى القصر وتم توقيعهما على نص‎ ‎الإرادة الملكية للتمديد لمجلس الامة، وهو الأمر الذي عرف معه الخصاونة ان‎ ‎حكومته قد انتهى عمرها فقرر ان ‏يبادر بالرد وطلب من احدث وزرائه حمل رسالة‎ ‎استقالته الى الديوان الملكي ، منهيا بذلك جدلا استمر عدة اشهر ‏عن الولاية‎ ‎العامة وصلاحيات رئيس الوزراء ، مرددا عبارة "ما اشبه اليوم بالبارحة" وهو‎ ‎يتلقى كصديقة ‏السابق عبد الكريم الكباريتي رسالة ملكية غير مسبوقة وهجوما‎ ‎إعلاميا غير مسبوق ،تاركا للتاريخ أيضاً الحكم ‏اما له وأما عليه ؟‎!!.‎ اخر خبر   
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير