جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .
.................
الحمدلله رب العالمين أن شاءت الظروف والأقدار ان أدخل الديوان الملكي ولأول مرة في حياتي بعد خدمة ما لا يقل عن 40 عاما .
في عام 2007 كنت قد فقدت ولدي وفلذت كبدي آنذاك الشهيد عمر هاشم المجالي بحادث دهس ، وكنت قد سامحت السائق لوجه الله تعالى قبل أن اواري عمر التراب ، على شرط أن يقيم السائق الصلاة ويرضي والدته والحمدلله على ما جرى لنا وما جرت عليه المقادير ،ومن حبي لوطني وإيماني بعمل الخير كنت قد نفذت وصيت المرحوم بالتبرع بقرنياته لشابين من المفرق ( امجد وفارس المدارمة ) ، ثم لقناعتي وإقتناعي بالقضاء والقدر وأن هناك رسالة ربانية من وراء هذا الحادث مع المرحوم عمر ، فقد قمت بإنشاء جمعية بإسمه للتبرع بالقرآن بعام 2008 اي بعد وفاته بعام واحد وكنت آنذاك برتبة مقدم في جهاز الأمن العام . وتمكنت من خلال هذه الجمعية التي تم تجميدها من قبل وزارة التنمية الإجتماعية بزراعة 3500 قرنية بكل أنحاء المملكة كن شمالها وجنوبها ، وأكثر من 37000 عملية تثبيت قرنية
وكان هناك عدد محدود من عمليات زراعة للقلب والكلى أيضا .
حاولت أن أتواصل مع رؤوساء الديوان الملكي من أجل الدعم المادي والمعنوي للجمعية ورعاية احتفالاتها ومن أجل استمرارها ايضا ، ولكنني كنت دائما أجد المماطلة والتسويف والتخدير من قبلهم ومن قبل حاشياتهم أيضا ، وكنت اسمع أن الديوان مغلقا على نفسه و محصورا في جلدة أبناء الذوات فقط .
قبل حوالي أسبوع قررنا نحن أعضاء الهيئة الإدارية لملتقى أبناء الكرك الثقافي والاجتماعي إرسال رسالة لرئيس الديوان الملكي من اجل الزيارة وبحث متابعات ونتائج زيارات جلالة الملك حفظه الله وتوصياته بالاهتمام بمحافظة الكرك ، وكنت أحدث نفسي بأننا لن ننجح ولن يستجيبوا لنا بهذا الطلب كما هي الأيام الماضية ، ولكننا تفاجئنا انه وخلال 24 ساعة كانت الموافقة والزيارة أيضا ، ومن قبل معالي رئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي شخصيا الذي استقبلنا ورحب بنا بكل حفاوة وتكريم .
إخواني إن الديوان الملكي لا يبعد عن بيتي 10 كم وكنت أشاهد سارية العلم من سطح بيتي ولكنني لم اتمكن من دخوله الا بعد 40 عاما من العمل في القطاع العام وبعد بلغت من العمر عِتيا .
المهم أننا لقد ذهبنا إلى الديوان وأثناء دخولنا شاهدت حجم الأردنيون الذين يراجعون الديوان ، وشاهدت عدد الكبير من المقابلات والمراجعات والخدمات التي يقدمها الديوان الملكي العامر للمواطن من كل المستويات والطبقات ، وللوطن وعلى كل المحافظات ، وكل ذلك بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه ورعاه .
الديوان الذي شاهدته كان عبارة عن خلية من النحل يقودها معالي ابو حسن الذي كان يتنقل من محافظة إلى محافظة كما كان يتنقل من قاعة إلى قاعة ، هذا الرجل المحترم الذي يستمد قوته من حبه لعمله في خدمة جلالة الملك والوطن ، لا يكل ولا يمل ويشعرك بأنه شاب بعمر العشرينات .
وأذكر أنه عندما دخلت إلى قاعة الاستقبال وتكلمنا مع معاليه عن المشاريع التي سوف يتم تنفيذها بمدينة الكرك تنفيذا لتوجهات جلالة سيدنا، حيث طمأننا معاليه على أن الكرك وأبنائها إن شاء الله ستكون محط رعاية جلالته دائما و بالأيام القادمة والمستقبل القريب جدا جدا .
إن المناظر التي شاهدتها في الديوان سواء كانت من مراجعات للناس البسطاء أو المتظلمون والمحتاجون أثارت عندي تساؤلات طرحتها على نفسي اولا ثم على معالي رئيس الديوان من خلال السؤال التالي ؛ معاليك كنت أعتقد أنكم موظفين الديوان لا تتعبون ولا تعملون وإنما فقط تصدرون الأوامر مع توافر كامل وسائل الرفاهية والترف ، ولكنني وجدت أن الديوان الملكي عبارة عن خلية نحل تعملون فيها على مدار الساعة، لا تعرفون الاجازات اليومية ولا الشهرية ، وتتابعون المبادرات ولإنجازات التي يتبناها جلالة الملك وتشرفون على إنجازها بأنفسكم ، وهي التي تعود بالنفع العام للوطن والمواطن ، عندها قال لي معاليه مبتسما جملة عرفت ان الرجل صادقا ومخلصا بعمله كما انه يخاف لله اولا وومخلصا لجلالة الملك والوطن والمواطن ، لأنه يعمل بصمت ويتحمل النقد الجارح ويرد عليه فقط من خلال الإنجازات .
قال لي معالي ابو حسن : لو أن كل واحد قام بعمله وواجباته لما رأيت هناك مراجعات مرضية أو متابعات أو مظلمات تأتي الى الديوان الملكي ، ولكننا وللأسف نكمل أو ننجز أعمالا وخدمات كان يفترض ان تنجز دون تدخلات من الديوان ، وهذه رغبة سيدنا أن نعمل ونكمل الاعمال الناقصة من الآخرين اذا كانت في خدمة الوطن والمواطن .
عندها عرفت انني كنت قد تجنيت على معاليه سابقا بكثير مما كنت اسمع من إشاعات ، وممن كانوا فقط يسمعون ولا يشاهدون أو يعرفون ، وتذكرت المثل العربي القائل ،،الشوف يا إخوان مش مثل السمع ،،
وأخيرا اقول اللهم احفظ هذا الوطن وجلالة الملك وولي عهده المحبوب وديواننا الملكي العامر واجهزتنا العسكرية والأمنية .