جفرا نيوز -
جفرا نيوز/ بقلم: هلا حسان الدرة
إن لم تمشي، قد تعرج كل حياتك، لا بد من أن نمارس الرياضة والحركة لكي نصل إلى ما نريد من قدرة تمكننا على التحرك، وكما نتعلم المشي من سن يافع جدا نتعلم كل يوم عن العالم وعن أنفسنا، فالمشي هو رياضة الجسم، والتعليم رياضة العقل، رياضة نمارسها كل يوم، في البيت وفي المدرسة وفي الباص، لا يمكن أن يتطور الإنسان ويعيش في هذه الدنيا من دون أن يتعلم من نفسه ومن حوله، فالتعليم هو مفتاح النمو الإنساني والعقلي.
لا يؤدي إلى اكتساب معلومات جديدة فحسب، بل أيضًا إلى تنمية المهارات التي نستعملها في حياتنا اليومية، على سبيل المثال، عندما نتعلم التاريخ نطور مهارات الذاكرة والربط، وعند تعلمنا للرياضيات، نكون مهارات التفكير التحليلي وربط الأفكار، وعندما ندرس اللغات، نتعلم التواصل مع أناس مختلفين وننمّي معرفتنا عن حضارات العالم، تحمل كل مادة وكل واجب مدرسي جزء كبير من نمونا كأشخاص، وما نطبقه من مهارات في حياتنا اليومية هو انعكاس لما ندرسه داخل الصفوف، فالتعليم له محاسن وآثار في حياتنا نعجز عن رؤية مدى أهميتها.
وعدا عن اكتساب المهارات الحياتية، يفتح لنا بوابة المستقبل، فبه وخلاله يتسلح المرء بشهادة جامعية تؤهله الى سوق العلم، ويحقق أحلامه وينافس الآخرين، فالتعليم مطلوب من ما كان الشركات والأعمال الكبيرة، لذا لتحقيق أحلامك في مجال العمل يجب أن تتعلم في المدرسة والجامعة، فيمنح الإنسان فرص تستطيع أن تشكل مستقبله بطريقة مختلفة كليًا ومليئة بالإمكانية.
كما أنه من الأسباب الرئيسية لتكوين شخصيتنا، فيتعلم الإنسان أن يعمل بمهارة ولا يعجل أموره من قصة الأرنب والسلحفاة، ويتعلم عن مواد الهندسة من قصة الذئب والخنازير، ولا يقتصر التعليم فقط إلى سماع اصص، ولكن مع البحث والدراسة، نكون معرفة أفضل عن حضارات وأعمال العالم، ومن هذه الدراسة نبقى متمسكين بالمعلومات التي أثارت اهتمامنا و نالت إعجابنا وتصبح جزءا منا، فمن دراسات الطبيب عن حساسية الجسم يصبح متفاهم مع الإنسان ونقاط ضعفه، فالتعليم يسمح لنا أن نتطور ونتحلى بكل السمات التي نحتاجها لنحقق أهدافنا.
التعليم عماد حياة الإنسان وجوهره الذي يسعى دومًا إلى التطوير، فلا يستطيع المرء أن ينتقل إلى أمور أفضل من دون أن يفهم أخطاءه لكي يتعلم منها دروسًا مفيدة، ولا ينطبق فقط على الدراسة بل أيضًا على تجارب الحياة التي تكون الانسان، محاسنه أكثر مما تجد على ورقة وقلم، وكما قال الإمام علي بن أبي طالب، كل إناء يضيق بما جعل فيه، إلا إناء العلم يتسع.