جفرا نيوز -
جفرا نيوز - عبد الحفيظ الهروط - كتبت ذات يوم وما أزال عند قولي : احمد سلامة الوحيد الذي أقرأ له من الحرف الأول حتى الحرف الأخير.
أقرأ له وأختلف معه فكراً وسياسة، وربما سلوكاً لفظياً، ولكن بيني وبينه مودة في القرب والبُعد.
آخر هاتف بيننا كان قبل أشهر وقد خاطبته بطلب الطالب حاجة: ودّي طلب منك؟، وعلى الفور قال : إبشر وصلت، انت حافظ ما بنرّد إلك طلب .
ضحكت وقلت: طلبي طمنّي عن صحتك، اعتقد انه تفاجأ وقال الحمد لله صحتي بخير "وهيّني أُمارس السباحة"وفهمت انه منعزل عن جلسات كورونا وفوضى عمان .
ما دفعني الى هذه الكتابة، الكتابة التي خطها "أبو رفعت" عند فوز فريق الرمثا بدوري المحترفين متناولاً هتافات الجمهور للشهيد البطل صدام حسين، والكتابة الثانية لتوضيح ما يهتف به الشعب الاردني للرئيس العراقي الراحل بين حين وآخر ، وخصوصاً في هذا التوضيح للمواطن الكويتي، المعاتب والغاضب لتلك الهتافات.
وحتى لا ينزعج المواطن الكويتي أو أي مواطن عربي، فأنا أقول كمواطن اردني عروبي، أنه لا يوجد مواطن عنده ذرة دين وذرة عروبة وذرة ضمير، يحب أن تنتهك ذرة تراب لأي بلد من الوطن الكبير ، ولكن الأنظمة بسياستها فعلت افاعيلها على حساب الشعوب العربية وعلى حساب الشعب الواحد.
شخصياً وقبل أن أقول عن بلدي الاردن، أن أول منتخب لكرة القدم شجعته كان المنتخب الكويتي حتى وهو يقابل المنتخب العراقي، فهذا هوى رياضي لا علاقة له بالسياسة والأوطان، قبل أن أعود ليكون الهوى الرياضي عراقياً عندما تأهل العراق الى نهائيات كاس العالم ١٩٨٦ في ظل حصار سياسي ورياضي ظالم بعدم لعب الأشقاء على أرضهم، واليوم لم أعد أشجع منتخباً عربياً بما فيها المنتخب الأُردني بعد أن اقتنعت أن تأهل المنتخبات العربية الى نهائيات كأس العالم إما أن يكون بعد عقود من السنوات أو مجرد مشاركة تخرج من الدور الأول أو الثاني.
أما بالنسبة للأردن، فالحديث سياسياً ، فإن هذا البلد ظُلم من جميع الأشقاء العرب دون استثناء، بدءاً من احتلال فلسطين، ومروراً، بالهزائم العربية أمام اسرائيل وانتهاء بالحروب العربية العربية التي تدفع الأمة ثمنها، ويدفع الاردن ثمن تلك الحروب وهذه، وعلى حساب الاردنيين وبمسميات كثيرة، لا بل هناك من يقول أن سبب ضياع فلسطين وهزائم العرب هو الاردن.. هم الأردنيون.
الأخ أحمد سلامة، الأخ الكويتي، الأخ العربي ، غادر الحاكم "الدكتاتور الطاغي الفاجر" صدام حسين، سمّوا ما شئتم، فأين العراق الآن، أين العرب، أين الأنظمة العربية التي تقول: كفى، رحمة بالشعوب ورحمة بالأوطان ورحمة بهذه الأُمة.
الهدف من إعدام صدام حسين، ليس صدام حسين، الهدف إعدام الأُمة بشعوبها، والحبل على الجرار ، يا طويل العمر .