جفرا نيوز -
جفرا نيوز - علاء القرالة
ما هي إلا شهور قليلة قضيناها منذ إعلان اجراءات الانفتاح، وعودة الحياة إلى طبيعتها بعد شهور طويلة من الحظر والإغلاقات جراء الجائحة، لنعود من جديد تحت وطأة انتشار متسارع لهذا الفيروس، ما أنتج تساؤلات مشروعة، ماذا نفعل؟ وكيف نتفادى العودة إلى الإغلاقات؟ وكيف نسيطر على انتشاره؟
لعل الحيرة هي من تسيطر على المشهد اليوم، فالكل حائر ماذا نفعل وكيف نتعامل مع هذا الانتشار وكيفية السيطرة عليه ضمن معدلات تتناغم مع الامكانيات الصحية لدينا، وقدرتها على تحمل ما ستنتجه من زيادة في عدد الإصابات والإدخالات إلى المستشفيات ومراكز الطوارئ، بالإضافة الى العديد من الاسئلة والاستفهامات والاستنتاجات، وأبرزها هل سنعود إلى الخلف، وما مدى قدرتنا الاقتصادية على تحمل فاتورة أي إغلاق جديد، وهل ستقرر الحكومة العودة إلى التعليم عن بُعد.
كل واحد منا اليوم لديه حسابات مختلفة عن الآخر بهذا الخصوص، فالقطاع الخاص له حساباته، فهو لم يعد قادرا على تحمل أي إغلاق جديد أو تحديد طريقة عمله، خاصة وأنه عاش عامين «عجافاً» تجاوزهما بكل صعوبة وما زال يعاني من تبعاتهما، وأما الأهالي فيخشون من العودة إلى التعليم عن بعد للآثار السلبية التي انعكست على قدرات أبنائهم التعليمية، لقناعتهم بأن المدارس والجامعات لها دور كبير في صقل شخصية الطلبة، وأما القطاع الصحي فهو يخشى على منظومته من الانهيار باستمرار ارتفاع أعداد الاصابات، وبعد كل هذه الحسابات يبقى التساؤل ماذا عن حسابات الحكومة؟
الحكومة اليوم في حالة يرثى لها، فهي أمام تحديات جمة وحسابات معقدة أمام استمرار ارتفاع اعداد الاصابات، فهي من جهة تسعى بكل جهودها إلى توفير المطاعيم واعطائها للمواطنين للتخفيف من حدة الإصابة، ومن جهة أخرى تسعى إلى إعادة الحياة إلى طبيعتها وتنشيط عجلة الاقتصاد الوطني، والمحافظة على مكتسبات الانفتاح الاقتصادي واجراءاتها، كما تسعى إلى إرضاء الاهالي باستمرار التعليم الوجاهي، كما أنها اليوم لا تستطيع أن تلمح حتى تلميحا بإمكانية العودة إلى التعليم عن بعد، والاهم من كل هذا، أنها تخشى على منظومتنا الصحية بشكل كبير لعدم تلقي الكثيرين للمطعوم رغم كل محاولاتها التي تقاوم بالجهل والإشاعات الكاذبة.
في النهاية نحن أمام مأزق كبير، كمن يقف على شفا حفرة، فالحكومة قامت بما عليها وتبقى أن نقوم نحن بما علينا، فالحلول كثيرة أولها: أن نقبل على المطاعيم وأن نتباعد والالتزام بارتداء الكمامة بشكل صحيح ونتوقف عن إقامة مناسبات الفتك والموت والتجمعات غير الضرورية، ولنعود الى المختصر في كل شيء و ذلك أضعف الإيمان.