النسخة الكاملة

عام على رحيل السعود

ضياء الدين محمد عبدربه العكايلة

الخميس-2021-11-03
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم ضياء الدين محمد العكايله

لم أتخيل ولو للحظة أن يأتى يوم وأكتب مقالاً كهذا، لطالما كان داخلى إعتقاد بأنك ستكون معي للأبد يا عمي، لم يخطر على بالي ولو لحظة أنك ستتوفى وتتركني وترحل وأحرم منك للأبد
 
عامٌ مضى يا عمي ومازلت أتجرع مرارة فقدانك كل لحظة، لا يوجد على وجه الأرض ساعة عشت تفاصيلها بألم أكثر من الساعة التى رحلت فيها عن عالمنا، مضى عام وكأنه ساعات على رحيلك، كم إشتقت إليك ولحديثك ولضحكاتك
 
ينتابنى حزنٌ عميق ليس له نهاية على رحيلك يا عمي، داخلى جرح لا يبرأ ابداً مهما طال بى الزمن، لم أعرف طريقاً للأمان منذ رحيلك، تعرضت من بعدك لأبشع أنواع الحزن والظلم والكذب والخداع، وكأن الحياة دون سابق إنذار نظمت ضدى لحنٌ حزين للغاية أعيش تفاصيله كل يوم، رحل من كان لي السند والأمان من الخوف، أصبحت وكأننى عاري فى منتصف الطريق، مفتقد للوطن، أشعر بالغربة وأنا بين أحبابى، أشعر بالوحدة وأنا حولي الجميع، أصبحت متعب للغاية لكننى مجبر على الوقوف طوال حياتى دون الإستناد على حائط .
 
عامٌ مضى ومازال الغرباء يبكون لرحيلك فكيف بدموعى ستهدأ وأنا من عاشرك وعاشر قلبك الطاهر النقي الذى لم يعرف الحقد أو الغل يوم، رحلت من الدنيا لكنك لم ترحل من قلبي
 
أتمنى أن تسامحني على دموعي التى لا تنطفئ منذ رحيلك وتؤرقك فى قبرك لكن ليس لي سلطه على الحزن الذى سكن ملامحى حتى أخر عمري ، مهما كتبت من كلمات لن أستطيع أن أوفيك ما تستحق يا من أفنىّ عمره وحياته لأجل إسعادنا وسهر الليالى على راحتنا يا من كان يتألم قبل أن نبكى يا من لم يسمح للحزن أو الخوف أن يخترقنا طوال حياته.

إستودعتك الله يا عمي فى جنات الخلد آمن مطمئن مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ….