جفرا نيوز -
جفرا نيوز -كتب: الدكتور الصحفي غازي القظام السرحان
اكتسبت الجوله الملكيه لاوروبا اهميه استثنائيه من حيث التوقيت واهميه الدول ومكانتها وحساسيه الملفات التي يحملها جلاله الملك لمناقشتها مع قاده 3 دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي اضافه الى المملكه المتحده التي خرجت من الاتحاد الاوروبي مع بدايه عام 2021 . تأتي الجوله الملكيه هذه بعيد الزياره لتي قام جلاله الملك قبل عده اشهر الى " بروكسل" عاصمه القرار الاوروبي واجراء محادثات مع قاده الناتو تناولت رؤيه جلالته لعدد من القضايا الدوليه ذات الاهتمام المشترك , ويتمتع جلاله الملك بمكانه متميزه لدى قاده العالم لما يتمتع به من حكمه فهو من يضعهم امام خطاب يظل مثار حوار بينهم .
من العسير تفسير الجرأه التي يتمتع بها جلاله الملك عبد الله الثاني بن الحسين والحديث عما هو مسكوت عنه فيما هو خاص وما هو عام ,ففراهه اللغه التعبيريه التي يتمتع بها الملك, جعلت منه احد اكثر الاوجه تعبيرا عن الانسان العربي الذي يعارض سياسات الحكومه الاسرائيليه ويحاصرها في الزوايا الحرجه ويكشف زلاتها وعوراتها التي تجهض السلام والاستقرار ليس فحسب في الشرق الاوسط بل والعالم ,فالملك يحمل رؤيه وموقف من ازمات المجتمع العربي ,مجتمع يتداول مصطلحات قلقه سياسيا واقتصاديا وفكريا. هذه هي الاشاره السائده في تصريحاته ولقاءاته مع قاده العالم والسياسيين والشخصيات القياديه والفكريه والاقتصاديه المؤثره في العالم .فقد تسلم الملك سلطاته وسط مناخات حياتيه مأ زومه للغايه ووسط احداث كبرى مرت بها المنطقه العربيه ففي الجوار"الشام" تنام على جرح وتاره يتقاسم المراره مع لبنان وبلاد الرافدين متخنه الجراح ,والتنقل بين متاريس وخنادق الجنود ليعزز بناء الوطن بجيش قوي واجهزه امنيه تسهر على على امنه واستقراره وعاملا على تحريك الطاقات والعزائم, وظل المحفز على العيش بين المخاطر والصعاب ,والوقوف بوجه من يريد تقويض الشكل التقليدي والثابت للدوله ,وقضايا وتحديات لم يشأ ان يضعها على رف المنظور مستقبلا ,فكان الملك هو نتاج رؤيه فكريه واجتماعيه وموضوعيه وسياسيه خصبه, مؤمنا بضروره اعاده انتاج الدوله كراعيه للصالح العام وقياده التغيير والنهضه
لقد قلت غير مره انني سبق وأن قلت لمن يسيئون فهم موضوع الزيارات الملكيه الى الخارج وكانت تحمل لدى البعض دلالات سلبيه , فقد توفرلدينا ما يستدعي التوقف والدرس العميق,وعلى المجتمع بكل فئاته وسلطاته أن يدرك الحقائق الخافيه والكامنه وراء تلك الزيارات والتي ظلت ولمدى طويل خارج الاهتمام الاعلامي, وبعد ان نتاكد من فهمنا الصحيح للغايات والاهداف والمبررات لها,واستبيان المعلومات واستيعابها, اعتقد ان الانصاف والحق يستدعينا ان نبرزها ونسلط الاضواء عليها بدلا من اطلاق الاتهامات والتشويهات عليها ,وأتمنى على الاجيال السياسيه والاعلاميه أن يعوا بأن علاقات الملك تشكل عمقا حيويا لمصالحنا وخياراتنا الاستراتيجيه . وهذه الزيارات لها تاثيرات تراكميه ايجابيه لا تظهر للعيا ن بسرعه.
لقد كان الملك الرافض النموذجي لمشاريع التصفيه للقضيه الفلسطينيه وهو من الشخصيات التي على درايه بتاريخ القدس والوسط الفلسطيني وقد حمل قضيتها كابرا عن كابر من والده وجده يطير بها نجم لا يسترح بروح مفعمه بالجراه مستعده للأصطدام باي شيء, ويشدد الملك بانه لن يستقيم العالم بغير ظفر الحق به وازاحته للباطل عنه.
وما بين العون والتضامن كمنظومه اخلاقيه ومشاريع الاصلاح السياسي وترتيب الاولويات يدفع الملك باتجاه تدشين العالم اليات فاعله للتعاون الشامل في المجال الصحي ازاء انتشار الامراض والاوبئه بسهوله عبر الفضاءات العابره للحدود حيث لا يمكن مواجهه هذه المخاطر دون تعاون وتكاتف دولي فاعل , فقد اكدت ازمه كورونا اهميه البعد الصحي بوصفه مكونا حيويا من مضامين مفهوم الامن الوطني مما يتوجب وضعه كاولويه في خطط واستراتيجيات الدول والتي تاخذ بالاعتبار اهميه تطوير قدرات دفاعيه ذاتيه وعلميه قادره على البحث والتنبؤ بالمخاطر الصحيه وسبل مواجهتها والعمل على تمتين البنى الصحيه وارساء المزيد من حضور الدوله في دعم وتامين قطاع طبي قوي مع ضروره تخصيص الموازنات اللازمه له وتوفير الكوادر البشريه المحليه التي لديها القدره على العمل في وقت الازمات والطواريء, والملك ظل على الدوام يتبني فلسفه " اعاد النظر من خلالها" في كل ما سبق له قوله من موقف الاردن حيال قضايا الاقليم والعالم , فكان الذي يكون صوته صدى راقيا في اذان من يستمعون اليه ويتحدث اليهم فاستهل جلاله الملك عبد الله الثاني جولته الاوروبيه بالجمهوريه النمساويه لتكون المحطه الاولى والتي تشمل ايضا المانيا وبولندا والمملكه المتحده ,ففي العاصمه النمساويه فيينا التقى جلاله الملك بالرئيس النمساوي الكسندر فان دير بيلين حيث استعرض الزعيمان العلاقات الثنائيه بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في كافه المجالات وخاصه الاقتصاديه والعسكريه والتجاريه , وحضر جلالته تمرينا تعبويا لشرطه المهام الخاصه النمساويه حيث اطلع على نماذج من الاسلحه والمعدات العسكريه وما وصلت اليه التكنلوجيا والاساليب المستخدمه في العمليات الخاصه للشرطه النمساويه وفي في المانيا المحطه الثانيه من الجوله الملكيه التقى جلالته بالمستشاره الالمانيا انجيلا ميركل ليؤكد من العاصمه الالمانيه بون على عمق العلاقات التي تربط الاردن والمانيا والتي توطدت على مدى 50 عاما شهد البلدان خلالها شراكات وتوافق حيال مختلف القضايا الاقليميه والدوليه , وفي العاصمه البولنديه وارسو عقد الجانبان الاردني برئاسه جلاله الملك والبولندي برئاسه الرئيس البولندي اندجي دودا محادثات في القصر الرئاسي تناولت تعزيز التعاون التقني والزراعي والاستثماري وقيام بولندا بدعم مشاريع اقتصاديه في الاردن كما زار جلالته نصب الجندي المجهول ووضع اكليلا من الزهور عليه ,هذا وبدأ جلالته زياره الى المملكه المتحده المحطه الرابعه والاخيره في جولته الاوروبيه حيث تستغرق زياره جلالته 5 ايام يجري خلالها اجتماعات مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيس مجلس العموم البريطاني واعضاء مجموعه الاردن في البرلمان البريطاني وعدد من المسؤولين البريطانيين وشخصيات برلمانيه واكاديميه وفكريه في بريطانيا وسيتخلل تلك الزياره مشاركه جلالته في مؤتمر قمه المناخ في غلاسكو باسكتلندا مشاركا قاده العالم اجراء لقاءات ومحادثات ومشاورات مهمه بشان التحكم مجددا بمجريات المناخ وفق منظمو مؤتمر الاطراف السادس عشر كوب 26 الذي تنظمه الامم المتحده , كما سيشارك جلالته في ندوه حواريه حول الغذاء من المزرعه وحتى تناوله ضمن الفعاليات الجانييه للدوره حيث تهدف الدوره الى جمع ممثلي المجتمعات الزراعيه والمدن والولايات والمناطق المختلفه لتهيئه حيز لاجراء حوار بناء عن الغذاء وتغير المناخ وتحسين الفهم المتبادل لطموحات وظروف الاخرين وبناء روابط وشراكات جديده وعلى هامش تلك اللقاءات سيصدر المجتمعون بيانا رفيع المستوى بشان الحاجه الى سياسات غذائيه متكامله لمعالجه حاله الطواريء المناخيه .