جفرا نيوز -
جفرا نيوز - علاء القرالة
بدأت اصابات الفيروس اللعين «كورونا » بالتزايد من جديد بشكل لافت يدعو إلى القلق وقرع ناقوس الخطر والتحذير من الافراط بالاطمئنان غير المبرر من قبل المواطنين بشكل عام ومختلف الجهات من القطاعين العام والخاص.
الجائحة لم تنته، ففي خلال الثلاث اسابيع الماضية شهدت الحالات ارتفاعات كبيرة وعلينا ان نلتقط الرسالة، في ضوء ما قمنا به من اجراءات سمحت بالعودة للحياة الطبيعية وبمختلف المجالات والقطاعات، غير ان المعظم منا تعامل مع هذا الانفتاح بشكل سلبي، رامين بعرض الحائط كافة التحذيرات والمخاوف والهواجس التي تخشى العودة إلى المربع الأول، الذي عانينا منه جميعا وخاصة القطاع الخاص الذي أصبح اليوم رهين تطور الحالة الوبائية ووصولها إلى منحنيات لربما قد يصعب السيطرة عليها في حال استمر الاستهتار بهذا الفيروس القاتل من قبل الجميع?
من يراقب المنحنى الوبائي، ومنذ اعلان الحكومة عن اجراءات التعافي يلحظ ارتفاع أعداد الاصابات وبشكل تدريجي ومقلق، يعكس مدى الاستهتار الكبير من مختلف الشرائح والقطاعات، وغياب الوعي بأهمية تلقي المطاعيم المتوفرة لتجاوز تحديات الجائحة وكافة تبعاتها السلبية على الجميع مواطنين وقطاعات اقتصادية وحكومية، ما يستدعي من الجميع اليوم التنبه والحذر وعدم التعامل مع اجراءات الانفتاح بافراط شديد واتباع الارشادات والتوجيهات والبروتوكولات الصحية واختصار كافة تلك الاجراءات بتلقي المطاعيم.
نعم عادت الحياة إلى طبيعتها، غير أنه يجب أن لانعود للمظاهر التي كانت سائدة قبل الجائحة، فالحكومة سمحت بإقامة الافراح وبيوت العزاء والمؤتمرات والمعارض والمطاعم والمقاهي والمهرجانات وغيرها و ألغت ساعات الحظر والإغلاقات، غير أنها لم توص بإعادة ظواهر كانت موجودة كالتقبيل والعناق والتقارب والتلاسق في الأماكن العامة، كما أنها لم توقف دعواتها وتوسلاتها للجميع بالإقبال على تلقي المطاعيم، والابتعاد عن المظاهر التي لم تعد مقبولة أو منطقية بعد ما دخلت الجائحة إلى حياتنا.
بالأمس وصل عدد وفيات فيروس كورونا 14 وفاة، و1602 إصابة جديدة به؛ ليرتفع إجمالي عدد الإصابات منذ بدء الجائحة إلى 853012 إصابة ، وكما بلغ العدد الإجمالي 9456 حالة في 7 أيام الماضية بارتفاع 23% مقارنة مع الأسبوع الماضي حيث سجل في الاسبوعين الماضيين أعلى عدد إصابات منذ نهاية شهر نيسان الماضي، وكذلك الفحوص الإيجابية، فقد بلغت ذروتها الأسبوع الماضي، حيث سجلت 4.87 في المئة، بارتفاع مقداره 1.13 درجة عن الأسبوع الذي سبقه، وهو الأعلى منذ الأسبوع الوبائي رقم 18 والذي كان في شهر أيار الماضي،وهذه الأرقام كبيرة ومقلقة إ?ى درجة أن على الجميع توخي الحذر والانتباه والتيقن بأننا مازلنا في خضم الجائحة ولم نغادرها بعد في ضوء التقاعس عن أخذ المطاعيم.
ما يقلقني في كل ما ذكر وبعد التمني بالسلامة للجميع من هذا الفيروس، عودة اقتصادنا إلى المعاناة من جديد، واضطرار صاحب القرار إلى تشديد الاجراءات والتي ستنعكس عليه بشكل سلبي لم يعد يتحمله، بعد أن بدأ يلتقط أنفاسه من جديد محققا نتائج ايجابية بكافة المؤشرات الاقتصادية، و يجب على الجميع قطاع خاص ومجتمع محلي الحذر من العودة إلى الخلف والانزلاق من جديد.