النسخة الكاملة

النميمة كسلاح سياسي

الخميس-2021-10-25 11:19 pm
جفرا نيوز -

جفرا نيوز- كتب: بلال حسن التل

      على حين غرة تكتشف أن أحدهم قد أعرض عنك, ثم طور الاعراض إلى مقاطعة تتطور إلى عداء, تراجع نفسك سلوكاً وحديثاً علك تكتشف انك أخطاءت بحقه بكلمة أو سلوك غير مقصود فلاتجد شيئاً  من ذلك, بعد مدة قد تطول أو تقصر وقد يكون ذلك بعد فوات الأوآن تكتشف أن طرفاً ثالثاً نقل عنك مالم تقوله أو تفعله, أو أجتزاء قولك أو فعلك من سياقه العام ليبدو مسيئاً, أو ليعطيه معنا غير المقصود من كلامك على قاعدة "ولا تقربوا الصلاة", أو أنه حرفه ليأخذ معنى غير الذي قصدته لافرق فالنتيجة واحدة, هي البغضاء والقطيعة, وكلاهما ثمرة خبيثة لخلق خبيث هو النميمة التي أعتبرها القرآن الكريم من كبائر الذنوب, نظراً لخطورة آثارها على المجتمعات, ولأنها مدخل رئيس من مداخل بناء مجتمع الكراهية, وأداة خطيرة من أدوات النفاق, فالنمام هو أيضاً من المنافقين الذين حذر القرآن من خطرهم على الأفراد والمجتمعات, فنتيجة كلاهما النفاق والنميمة هي الإساءة للعلاقات الإنسانية, ليس بين الأفراد فقط, بل وبين المجتمعات والدول, وكم من حرب قامت بسبب نميمة, ذلك أن النمامين والمنافقين يسعون إلى التقرب من القادة والمسؤولين   بالنميمة والنفاق تملقاً أو لتحقيق مكسب, وصولاً إلى إسقاط الدول من خلال جرها إلى الحرب على قاعدة الحرب خدعة, أو من خلال إضعافها بإثارة نار العداوة بين المسؤولين فيها, لذلك صار من واجب كل مسؤول أن يتحقق من كل ما يسمعه قبل إصدار أحكامه وإتخاذ مواقفه, وهنا تبرز أهمية ثقافة "فتبينوا" التي أمر بها سبحانه وتعالى, ومن أولى من المسؤول أن يبين حقيقة ما يسمع, لأن لقراره أو لموقفه آثاراً قد تصيب صديقاً أو قريباً أو مجتمعاً بكامله, علماً بأن المسؤول هو من أكثر الناس تعرضاً للنميمة لهدفين أولهما الرغبة في إضعافه هو من خلال إيقاع الخلاف بينه وبين من يحبونه من اصدقاء وأنصار, وثانيهما وهو الأخطر إضعاف الدولة من خلال النميمة التي تُوقع الخلاف بين مسؤوليها مع مواطنيها أو بين مسؤوليها بعضهم ببعض, خاصةً عندما تصبح النميمة سلاحا سياسيا لاضعاف يستخدمه المسؤولون لإضعاف بعضهم,فيضعفون الدولة معهم وصولاً إلى مجتمع الكراهية الهش الضعيف الذي يمكن إختراقه والسيطرة عليه بدون حرب تقليدية.
Bilal.tall@yahoo.com