جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: باسم سكجها
كلّنا نتذكّر ما حصل في مسألة آراضي الباقورة، فقد تمّ التشكيك في أنّنا جادون باستعادتها نهائياً من العدو الإسرائيلي، ولكنّ الوعد الملكي كان في محلّه، وللمرّة الأولى يتخلّى "الكيان” عن احتلاله، فقد وجد أمامه عيناً حمراء، غير قابلة للمساومة، على الرغم من حقارة نتنياهو، وسخافة ترامب!
كلّنا نتذكّر ذلك، ولكنّنا نتناساه، ذلك لأنّنا لا نحبّ الإنجازات، أو في القليل نتجاهلها، فلا نبني عليها، وللأسف فقد تحوّلت تلك النقطة التاريخية إلى ما سوف يديننا بعد قليل، لأنّ المنطقة تحوّلت مع الزيارات السياحية إلى تجمّع أكياس بلاستيكية، ومع السنوات باتت مكاناً ينتظر الاستثمار الحقيقي.
في تقرير صحافي للزميلة علا عبد اللطيف، من الزميلة "الغد”، كلام محزن، وينبغي لنا قراءته، فهو تسجيل واضح لفشلنا،
على جوانب الباقورة، من كلّ الاتجاهات، مناطق آسرة الجمال، استثمرها العدو في أحسن حال
ففي الحمّة السورية والحمّة الفلسطينية المحتلتين منتجعات نسمع عن جاذبيتهما، ونشاهد الفيديوهات حول ما استطاع الإسرائيلي من تقديم منطقة بأحسن ما يمكن تقديمه!
وذلك يمكن مشاهدته بالعين المجرّدة من ضلع المثلث التابع للخريطة الأردن، ولكنّ المشاهد الأردني سيحزن بالطبع على أنّ ذلك لم يحصل في بلاده، مع أنّه يستحوذ على أكثر بكثير من جغرافيا ساحرة، فوادي خالد بن الوليد يجتاح العين بجماله، وفوقه أم قيس تحرس المشهد، ومقابله الجولان المحتلة تظلّله بكبريائها..
لست، هنا، أكتب وصفاً نثرياً جمالياً لجزء غال من أرض الأرض، ولكنّني أتحدث عن فشلنا في الاستثمار، فثراء الأرض هناك ضاع مع رحيل المحتلّ الغاصب، وينتظر مبادرة تستعيد سحر المكان، وخصوبته، وتُقدّم مقابلاً لتحريره من الاحتلال، بشيء ولو قليل ممّا يستأهله، من انتباه…
أفهم زيارة الملك للأغوار الشمالية، أمس، بأنّها تحضير لمثل تلك المبادرة، السياحية الزراعية الإنمائية، فكما لدينا منطقة خاصة في أقصى الجنوب في العقبة، فلماذا لا تكون لدينا منطقة خاصة في أقصى الشمال، والأولى تقع على شاطئ بحر ليس لدينا غيره، والثانية على ضفتي نهرين ليس لدينا غيرهما؟!
أنتبه، إلى أنّ الأمير الحسين بن عبد الله الثاني يُركّز في عمله على العقبة الآن، ولم يخف في يوم قوله:” هل ضاعت بوصلة العقبة؟”
وبعدها صار يتابع دقائق الأمور هناك لاستعادة البوصلة، وفي مطلق الأحوال فذلك مشروع ناجح، تخلّلته عثرات، ومطبّات، وهو يستعيد رونقه تدريجياً، كمثلث ذهبي، الآن…
وفي تقديري، أنّ تعميم ذلك النجاح، سيكون هناك، فالسياحة الاستجمامية موجودة، والسياحة الدينية إسلامياً ومسيحياً حاصلة والسياحة التاريخية مؤكدة، والأرض الزراعية لا مثيل لها في العالم، وفي يقيني أنّ هناك أموالاً محلية وعربية ودولية جاهزة للاستثمار هناك مع خطّة محكمة
وآخر القول، وليس آخرّه: هل للأمير الحسين إبن عبد الله الثاني أن يحمل مبادرة من والده سيّد البلاد، في إنتاج المربْع الذهبي الشمالي، حيث: الباقورة ويرموك خالد وأردن المسيح ومزارات الصحابة؟