النسخة الكاملة

السبب الأساسي لتحقيق سعادتنا هو السلام الداخلي لأذهاننا

الخميس-2021-10-24 10:08 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- بقلم مجد عباسي

الرغبة الأساسية لجميع الكائنات الحية هي تجنب جميع أشكال المعاناة وأن يكونوا سعداء طوال الوقت ولإشباع هذه الرغبة، يجب أن نسأل أنفسنا ما هو سبب السعادة وما هو سبب المعاناة في حين أن أوهامنا هي أصل كل معاناتنا، إن السبب الأساسي لتحقيق سعادتنا هو السلام الداخلي لأذهاننا فاذا كانت أذهاننا في سلام، فنحن سعداء وإذا لم يكن الأمر كذلك، فنحن غير سعداء. بمعنى آخر، ما يحدد وجود السعادة في أذهاننا هو وجود السلام الداخلي, يقودنا هذا بطبيعة الحال إلى التفكير في أي الحالات الذهنية تدعم السعادة والتي على العكس من ذلك، تجعلنا غير سعداء وتجعلنا نعاني لذا بحكم التعريف، فالروح الفاضلة بطبيعة احوالها هي روح يسكنها السلام الداخلي فعندما نمزج أذهاننا بالحالة الصالحة، فإننا نخلق الكارما التي تولد السلام الداخلي وإذا مزجنا أذهاننا بحالة غير فاضلة، أي الوهم، فإننا نخلق الكارما التي تدمر سلامنا الداخلي إذن، ما هو فاضل يحافظ على السلام الداخلي في أذهاننا وما هو غير فاضل يدمره نظرًا لأن سعادتنا تعتمد بشكل أساسي على السلام الداخلي لأذهاننا، وهنا فإننا نفهم جيدًا تأثيرها على أذهاننا فسعادتنا هي إدراك مستقل عن الظروف الخارجية.. إنه نفس الشيء عندما نشعر بالسوء تجاه أنفسنا، أو نشعر بالتوتر أو في حال ارتكبنا خطأ للتو تنفعل أذهاننا وتحاول اتخاذ المخرج الأول لهذا السبب، مثل فتح الثلاجة, تشغيل الكمبيوتر أو التلفزيون او استسلامنا لوسائل تواصلنا الاجتماعي لساعات طويلة ... ! ولنكن صادقين في طابور طويل، في اجتماع ممل أو في محادثة تحيرنا، من منا لا يريد أن يلجأ إلى العالم الافتراضي لهاتفه الخلوي أو جهازالايباد؟ كم مرة نستخدم هذه الأجهزة لقطع الاتصال ببعضنا البعض أو كأداة ترفيه حتى لا نضطر إلى تجربة اللحظة الحالية؟ سواء بوعي أو بغير وعي، نحاول الهروب مما يحدث في أنفسنا ومن حولنا ولهذا السبب أيضًا، عندما يجد عقلنا اللحظة الحالية مملة، فإنه يسعى إلى تشتيت انتباهه عن طريق الانغماس في عالم يعتبره أكثر تحفيزًا فنحن منشغلون جدًا بأفكارنا وقوائم مهامنا والتزاماتنا ورغباتنا ومخاوفنا، لدرجة أننا لا ندرك أننا نفقد الاتصال بأجسادنا وأنفاسنا والآخرين والعالم من حولنا.
 
اللحظة الحالية هي بوابة السعادة والسلام الداخلي فعندما نكون منتبهين وحاضرين تمامًا، يمكننا تجربة الأوقات الجميلة بشكل أكثر كثافة ووعيًا، ويمكننا أيضًا التعامل مع مطبات الوجود بهدوء أكبر ولتحقيق ذلك، عليك أن تصبح سيد انتباهك مرة أخرى فإن التأمل هو الذي يساعد في تحويل قلة الانتباه واليقظة إلى حضور أكثر انتباهاً واهتمامًا وهذا هو الهدف النهائيأن تعيش بشكل كامل وواعي في كل لحظة من وجودك.
 
ليس من السهل العثور على السلام الداخلي هذه الأيام لإن وتيرة الحياة المحمومة التي نعيشها تجعلنا مرهقين وذلك لأننا لا نملك الوقت الذي نتمنى أن يكون لدينا لأنفسنا, يأتي وقت نحتاج فيه إلى التوقف، ووضع حد للمخاوف غير الضرورية، والشروع في البحث عن سلامنا الداخلي وذلك من خلال الشعور بالرفاهية والسعادة التي تغلفنا بهدوء هائل. يتعلق الأمر بإجراء اتصال خاص مع أنفسنا بين أذهاننا وأرواحنا، وكذلك مع العالم من حولنا، لنكون قادرين على إدراك التفاصيل التي لم نكن نملكها, لم نكن على علم بها من قبل، وفي نفس الوقت لتقدير هذه التفاصيل نوعا ما. في هذه الحالة، ننجح في عزل أذهاننا أي خوف أو قلق أو تفكير سلبي أو شعور قد يزعجنا سيكون بعيدًا عن متناولنا فغالبا ما تجعلنا الروحانيات أكثر وعياً بما نريد تحقيقه إذا عرفنا ما هي أهدافنا وعرفنا بالضبط ما نريده، فسنركز على تحقيق تلك الأهداف من خلال تجنب العادات السيئة وتعلم التفريق بين ما هو جيد وما هو ضار لنا وللآخرين لنصل الى طريق السعادة عن طريق توجيه طاقتنا نحو الجوانب الإيجابية في حياتنا، نحو ما يجعلنا نشعر بالرضا والحد من التوتر مما يزيد من مستوى رفاهنا النفسي ونتيجة لذلك، سيبدأ كل الإجهاد المتراكم في الاختفاء فنحن نحتاج أن نعرف أنه ليس كل شيء أبيض وأسود، ولكن هناك مجموعة كاملة من الرمادي علينا أن نقبل ذلك حتى لو كنا من المعارضين فحتما ستكون هناك، مواقف وتجارب لا يمكننا التحكم بها والتي ستجعلنا نشعر بمشاعر سلبية، والتي هي حتما جزء من حياتنا فليس هناك شك في أنه ستكون هناك أعباء غير ضرورية يمكننا التخلي عنها، لكن علينا أن نتعلم كيفية التعامل مع الآخرين في حياتنا اليومية لهذا السبب يجب أن نتعلم موازنة حياتنا بحيث يتوقف العقل عن القتال وينتهي به الأمر لإيجاد السلام الكامل بالنتيجة الأمر متروك لنا لتحقيق أقصى استفادة من كل لحظة.
 
 
اذا أعدنا ضبط أذهاننا وتركناها تتخلص من الأفكار غير الضرورية والأفكار السلبية، فيمكننا حينها التركيز على متعة الحياة من خلال تبسيط الأمور والاستماع لذاتنا الداخلية لاننا مع كل هذه المخاوف والأفكار التي تغمر أذهاننا، نحتاج إلى الكثير من الهدوء، الصمت الذي يسمح لنا بالتعايش مع وحدتنا بل وعلينا أن نتعلم السماح لأنفسنا بالرحيل ايضا حتى نعرف ما هي مخاوفنا الداخلية الحقيقية, الصبر وإبطاء تنفسنا وابعاد النقاد عن حياتنا سنحضى بهذه الحياه المرجوة ، هذه جميعها عناصر اساسية في عملية ضخ التعاطف للمضي قدمًا على طريق السلام الداخلي فعلينا أن نضع أنفسنا مكان الآخرين فالنقد السلبي تجاه الآخرين وأنفسنا يجعلنا غير مرتاحين، ويؤذي كل من المتلقي والمرسل لذلك يجب أن نتعلم أن نرى الجانب الإيجابي للأشياء وأن نتجنب كل التفكير السلبي، بما في ذلك النقد وكلما أبعدنا النقد عن حياتنا، وتعرفنا على الحياة وكل الأشياء الإيجابية من حولنا, والعطاء دون الحصول على أي شيء في المقابل كل هذا مرتبط بالامتنان ولذلك يجب أن نبتعد عن الأنانية لنقترب أكثر من السلام والصفاء وهذا ما سيقربنا من السلام الداخلي بل هذا ما يساعدنا على أن نكون أكثر سعادة وتحقيق التوازن.