جفرا نيوز- مجيد عصفور
كما الجبال رواسي للأرض كي لا تميد، كذلك الزعماء رؤوس الوطن ورواسيه.
الشيخ مروان الحمود العربيات، أحد رموز الوطن، زعيم السلط وابن زعيمها عبدالحليم النمر، الوطني القومي العروبي.
ورث أبو العبد الحِكمة والكرم عن أبيه، وجلس في البيت العريق الذي لم يغلق بابه على مدى أكثر من مئة عام في وجه مُستجير أو صاحب حاجة، مثلما كان أبوه عود السلط وعمودها صار هو.
برزت شجاعة وحكمة أبو العبد منذ بواكير شبابه، وما زال السلطيون والأردنيون يحفظون موقفه عندما حمى مدينته وأهلها من دمار الفتنة التي عصفت في البلاد عام 1970، في تلك السنة كان مروان الحمود رئيساً لبلدية السلط ولم يكن قد بلغ الثلاثين عاماً حيث استطاع أن يحول دون اندلاع الاقتتال داخل السلط، فلم ترق قطرة دم أو تزهق روح.
اتسمت مسيرة أبو العبد بسجايا الرجل المُحب لأهله ووطنه، الصادق الذي لا يَمُن على أحد بما قدم، ولأنه ورث تاريخاً مجيداً أباً عن جد حافظ على رزانة الإرث وسمو السمعة، فظل للناس أخاً وأباً لا يتوانى عن مساعدة كل صاحب حاجة أو مظلمة، يحترم الصغير والكبير لا يتعالى وهو العالي، نظيف لم يملأ جيبه من مال المنصب العام ولم يملأ بطنه لحماً في بيت الحكومة، بل هو من يقدم اللحم للناس في بيت أبيه وجده، لا يعرف المداهنة ولا الالتواء، فلم يكن يوماً من أولئك الذين يرفعون الشعارات الشعبوية وينقلبون عليها.
وفيُّ لتاريخه فقد رُوِيَّ أن شخصاً في ضواحي السلط ابلغه أن والده عبدالحليم النمر منحه قطعة أرض وابرز قصاصة ورق غير رسمية تدعم روايته، فما كان من أبو العبد إلا أن قَبَّلَ ورقة أبيه ووضعها على رأسه وسجَّل الأرض باسم ذلك الشخص.
في حياته الوظيفية وعبر كل المناصب التي تولاها على مدى نصف قرن أو يزيد، لم يتغير سلوكه العام عن سلوكه الخاص فكان يعامل جميع الموظفين بعدالة ودون تمييز، مترفعاً عن الصغائر والنكايات والحسابات.
أبو العبد لا يكثر من الكلام لكنه إن تكلم حسم وأصاب، هو الكبير الأعلى مقاماً بين الكبار، المتواضع المهذب جبَّار الخواطر والعثرات، كل بيوت السلط تعرفه، فهو حاضر في كل المناسبات.
اكتب إليك يا عز السلط وعزيزها، واكتب عنك يا صاحب المواقف، أيها الأصيل ابن الأصل الذي لا يدانى، واسأل الله أن يَمُنَّ عليك بالشفاء وتمام الصحة، فأنت ذخر للوطن وملاذاً لابنائه... لك كل الحب.