جفرا نيوز - فيصل تايه
يطلّ علينا كما في كل عام "عيد المعلم العالمي" الذي يصادف هذا اليوم الثلاثاء الخامس من تشرين الأول ، حيث تحلو الكلمة وينطلق القلم ، وتغدوا قاعات الدرس منابر فكر وعلم ، فرسانها معلمون مخلصون أشاوس آمنوا برسالتهم مبدأً وعقيدة ، ليبقى نجمهم متألقا وحاضراً وعلى مسافة واحدة من طلابهم ، رغم مجمل التحديات والظروف الصعبه المفروضة بفعل الجائحة .
يأتي عيد المعلم هذا العام ، وما زالت الظروف الاستثنائية مستمرة بسبب فيروس «كورونا»، فالمدارس وقد عادت لدوام منتظم ، والمعلمون والطلاب ملتزمون بسبب المصفوفة الصحية المفروضة واشتراطاتها ، فما بين الحرص على الحفاظ على صحته المعلمين والطلبة ، وبين التعليم الوجاهي ، يتضاعف جهد المعلم ومسؤولياته ويتفاقم تعبه ، ومعه لا بد ان يتضاعف الامتنان ، فمهما قدرنا تلك الجهود الطيبة المباركه فلن نعطيي المعلم الا جزءًا يسيراً من حقه في التقدير ، سيّما أنه يقوم بواجباته ليل نهار وفي كل الظروف والاحوال ، ويعمل بطيب خاطر كل ما يُطلَب منه في شكل إضافي ، فهو وحده من يواكب مختلف التحديات بروح المسؤولية، وعبر أساليب تضمن استمرارية العملية التربوية واستقرارها، انسجاما مع رسالة المعلم ودوره التربوي والوطني ، على امل ان تزول جميع المعوقات والمصاعب ضمن هذه الظروف وصولا الى وطن معافى من الأوبئة والأمراض بمختلف أشكالها ، رغم معاناة الجسم التربوي من تبعات هذا الوباء اللعين وانعكاساتها على العملية التعليمية .
هذا اليوم .. لابد لنا من وقفة إجلال واحترام ووفاء وإخلاص لهؤلاء الرسل الذين بذلوا الغالي والنفيس وبذلوا جهودا مصنية استثنائية للقيام بدورهم في سبيل كسب معركة تحدي الوباء ، وترسيخاً لأجمل القيم والأخلاق الكريمة ، والعطاء الذي لا ينضب ، فهم حقاً أهلاً للتقدير والتبجيل ، وهم البناة الحقيقيون لأنهم يبنون الإنسان الذي هو اغلى ما نملك ، ولانهم يعون ان الطالب هو الإنسان الذي هو غاية الحياة ومنطقها ، فهل من أجر يوازي عطاء المعلم المستمر ، وأية كلمات توازي جهدهم ؟ وأي حديث يمنحهم حقهم الحقيقي؟..
حقاً .. كل الكلمات تصغر أمام عظيم عطائهم وكل الحروف تقف عاجزة عن وصف جميل أفعالهم ، فلك أيها المعلم ، إليك في عيدك كل حب وكل تقدير ، إليك في عيدك كل ورود بلادي من دحنونها إلى سوسنها ، ويبقى عيدك عيد الوطن ، فهنيئاً لك عيدك ، فمهما قدمنا لك في الخامس من تشرين الأول ومهما أعددنا لك ، ومهما وقفنا بإجلال واحترام نردّد الأمثال ونتغنى بالقصائد ومقولة: من علمني حرفاً كنت له عبداً ، فلن نفيك جزء من جميل صنيعك .
واخيرا فالمعلم يبقى هو القدوة الحسنة ، في تصرفاته وسلوكه وانتمائه وإخلاصه وتوجيهه للطلاب وإرشادهم وتقديم النصح لهم باستمرار ، وهو الأقدر على العطاء وهو المثل الحي لتلاميذه ومجتمعه ، فمن يقوم بدور القائد الواعي الذي يعرف القيم والمثل والأفكار التي تحكم سلوك المجتمع ، فتكامل رسالة المعلم هي رسالة تكامل مع رسالة الأسرة في التربية الحسنة لأبنائها ، والمعلم هو جزء اصيل من هذا النسيج من المجتمع ، وهو التعليم بأكمله .
فكل عام وانتم بألف خير معلمو الوطن الكرام .