جفرا نيوز -
جفرا نيوز/ كتب: محمود كريشان
زمن بريف العين غزلوه، كانت فيه "القربة" العنوان العريض للفرح والليالي الملاح، وسهرات جميلة تسبق ليلة زفاف العريس..
تخيلوا المشهد.. مساء صيفي، كراسي مصفوفة على سطح منزل واسع او ساحة أرضية، "حبال الزينة" المزكرشة بلمبات "متلونه"، والدبكة مشتعلة، القربة تلعلع على تناغم مع غناء الدبيكة: على الخير تواعدنا، والأردن بلدنا، وحسين قايدنا.. والله يحمي الدار..
كانت القربة في زمن سيادي اداة مهمة تعكس نبض الشارع والتفافه حول رؤية وقرارات الدولة.. ومثلا عندما تأزم الموقف في الحرب العراقية الايرانية وقال الاردن الهاشمي كلمته في الوقوف مع جيش العراق في مواجهة الاطماع الصفوية الفارسية، كان الغناء حينها في السهرات يمتد من سيدنا يا سيدنا.. الله ينصر سيدنا.. الى ان يصل الصوت الهادر الذي يعانق الفضاء: يا حسين لينا وحقك علينا.. واسقينا "الخميني" سم ساعة.. وقس على ذلك..
ذلك دون ان نغفل عن دورها ونقصد القربة في تعظيم الحب العذري والغناء البريء للمحبوبة.. "انتي من معان والا منين انتي؟.. والا حورية من السما نزلتي".. الى ان يتجلى العازف ويطلق العنان لعزفه الشجي: يا أغلى من أيامي يا أحلى من أحلامي.. خدني لحنانك خدني.. عن الوجود وابعدني!.. عندها تكون نشوة العزف القشيب.. ولا نغفل عن التنافس الكروي وكان الأزرق الجميل أحد عناصر الغناء: يا زريف الطول نازل على الجسرين.. "فيصلي" والله بطل الكاسين..
ما نريد قوله.. ان القربة كانت حالة وطنية وتوجيه معنوي في اوقات صعبة، قبل ان يتسلل الدرامز والقيتار والامبلي فاير ويطمسوا القربة في زمن العزف الوهمي الخالي من اي مصداقية ومضمون.. وسلامتكم..!
Kreshan35@yahoo.com