النسخة الكاملة

العالم بعد 20 عام من أحداث 11 سبتمبر!

الخميس-2021-09-20 01:01 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - إعداد: الدكتور عادل محمد القطاونة 

يستذكر العالم هذه الأيام الذكرى العشرين لأحداث ١١ سبتمبر والتي ذهب ضحيتها 2977 مواطن امريكي وغير أمريكي، إضافةً لآلاف الجرحى والمصابين في تفجيرات إرهابية كان هدفها ضرب منشآت حيوية عن طريق طائرات مدنية على أرض الولايات المتحدة الأمريكية في عام ٢٠٠١ ؛ تلك العملية التي غيرت الكثير من السياسات الدولية والخطط الأمنية !!

رسمياً، لم يتبنى تلك التفجيرات أي جهة حتى اليوم، لكن أصابع الاتهام كانت موجهة لتنظيم القاعدة، حيث أسفرت المتابعات والتحقيقات إلى أن (١٩) شخص ينتمون لتنظيم القاعدة عملوا على إختطاف أربع طائرات مدنية أمريكية، انطلقت جميعها من مطارات أمريكية وكانت جميعها متجهة إلى مطارات موجودة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، استهدفت طائرتان منهما البرجين الشمالي والجنوبي على التوالي لمجمع مركز التجارة العالمي في منهاتن بمدينة نيويورك، اما الطائرة الثالثة فقد أستهدفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، والطائرة الرابعة سقطت في بنسلفانيا بعد ان استطاع الركاب اقتحام قمرة القيادة بعد سيطرة الخاطفين عليها، الا إن الطائرة تغيرت وجهتها وسقطت، والى اليوم لا يعرف ما هو المكان الذي كان يستهدفه الخاطفون ! 

منذ يوم الثلاثاء الموافق (٢٠٠١/٩/١١) تحولت أنظار العالم بشكل جذري لملف الأمن الداخلي والخارجي، وأصبحت تنظيمات كالقاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات المتشددة مسرحاً للأحداث وعنواناً بارزاً في قنوات الاخبار العالمية ومواقع التواصل الاجتماعية؛ وجعلت من بعض الدول العربية والشرق اوسطية ميداناً للحرب على الارهاب ومكاناً للعمليات العسكرية والتصفيات الجسدية! 

بين مؤيد ومعارض، ومشكك ومؤكد، لكل ما حصل في العشرين سنة السابقة من عمليات عسكرية، وتصفيات جماعية وفردية؛ فرض القيود وتشديد الرقابة على الحدود؛ إقرار عقوبات اقتصادية وإجراءات أمنية أحادية ودولية؛ الا أن ما يمكن الخروج به في أن العالم لم يستطع خلال تلك السنوات من الوصول إلى عالم أجمل وحياة أفضل.

ان القصف بالطائرات الحربية والمدافع الأرضية؛ نشر القواعد العسكرية واستهداف مواقع مدنية؛ زيادة المناورات الهجومية وتعزيز المنظومة الدفاعية؛ زيادة عدد المعتقلات وانفاق المليارات من الدولارات؛ سقوط الآلاف من الإصابات والوفيات جراء الغارات الجوية والضربات المدفعية؛ لم يكن كافياً في تحقيق السلام العالمي؛ بل كان سبباً في زيادة الاعباء المعيشية وتردي الاوضاع الاقتصادية! 

إن دور الأمم المتحدة كمنظمة عالمية حاضنة لكافة دول العالم، لم يرتقي إلى مستوى الطموح في مواقف عديدة، وأدت بعض القرارات لمجلس الأمن الدولي لبعض الأحداث العالمية إلى تعزيز فكرة افتقار الموضوعية في التعامل مع الملفات الدولية لدى العديد من شعوب العالم؛ فبينما كان التركيز على محاربة الارهاب من جهة، كان ملف شراء السلاح مفتوحاً على مصرعيه من جهة أخرى! أدى ذلك إلى حصول العديد من التنظيمات والجماعات لمختلف أنواع الأسلحة، كما لم يكتب لملفات الفقر والجوع والجهل والعنصرية ان تحظى بالاهتمام الملائم، فظهرت بعض الأفكار المتطرفة والثورات الشعبية المطالبة باصلاح إقتصادي وتحسين في المستوى المعيشي! 

إن ما هو مطلوب اليوم التركيز على ملف المال والأعمال، وتحويل أنظار العالم إلى مكان تذهب فيه الاموال للبناء والاستثمار لا العناء والدمار ؛ نظامًا يجعل من الدول المتقدمة والغنية دولاً داعمة للدول الفقيرة والضعيفة من أجل الوصول إلى تنظيمات ابداعية وليس ارهابية تعمل على استغلال التكنولوجيا ايجابيا؛ تنظيمات شبابية متعلمة تأمن بالوسطية والفكر المعتدل وصولاً لعالم مكتمل!